الشيخ نعيم قاسم: رأس استعادة السيادة هو طرد “إسرائيل” من لبنان وإيقاف العدوان

الثورة نت /..

قال الأمين العام لحزب الله، سماحة الشيخ نعيم قاسم، اليوم السبت، إن خطة الرئيس الأميركي ترامب المعلنة لحل القضية في غزة، والتي وُصفت بـ«خطة سلام» هي في الواقع «خطة مليئة بالأخطار».

وأوضح، في كلمة خلال الاحتفال الذي نظمه حزب الله في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائد الجهادي سماحة الشيخ نبيل قاووق والقائد الجهادي سهيل الحسيني “السيد أحمد”، أن الخطة خضعت لتعديلات تُناسب «إسرائيل» بالكامل، فتغيّرت في نقاط عدة بما يؤدي إلى أن تتحول إلى مشروع «إسرائيل» الذي تسعى للحصول عليه سياسياً بعدما عجزت عنه عبر العمل العسكري والاجتياح والإبادة والمجاعة والفظائع المرتكبة في غزة.

بيّن الشيخ نعيم قاسم، وفق موقع قناة المنار، أن جوهر هذه الخطة يقوم على أن تأخذ «إسرائيل» كل شيء: السيطرة الأمنية على الأرض، تجريد الفصائل من السلاح، خروج المقاتلين بالكامل، وأن تكون إدارة القطاع دولية مع عجز للفلسطينيين عن إدارة شؤونهم، بالإضافة إلى استبقاء الأسرى منذ الأيام الأولى، ما يعني، بحسبه، تجريد المقاومة من ورقة من أوراق قوتها.

وأكد في السياق أن المقاومة الفلسطينية من حماس وكل الفصائل هم يناقشون وهم يقررون ما يرونه مناسبا.

كما أكد الأمين العام لحزب الله، أن «إسرائيل» تعمل على تنفيذ مشروع «إسرائيل الكبرى» بدعم كامل من الولايات المتحدة، معتبراً أن كل الخطوات التي تُرى تُعدُّ جزءًا من هذا المشروع، وأن أي ما يُوصف بتراجع هو تراجع تكتيكي مرتبط بظروف موقتة بانتظار ظروف أفضل.

وأوضح أن المشهد الذي شهدته غزة على مدار سنتين «جزء لا يتجزأ من هذا المشروع»، مشدداً على أن الأحداث في المنطقة مترابطة ولا يمكن فصل ما يجري في غزة عما يجري في لبنان وسوريا والعراق واليمن والسعودية وقطر وإيران، لأن الهدف واحد واللاعب الأساسي هو «العدو المجرم “إسرائيل”» ويقوده الدعم الأميركي «الطاغوت الأميركي برئاسة ترامب».

ودعا الشيخ قاسم، الجميع إلى مواجهة الخطر، مؤكداً أن الجميع مستهدفون في لبنان وفي كل المنطقة، وأن المواجهة مع «إسرائيل» يجب أن تتم من قبل كل جهة «من موقعه وبحسب قدرته وخطته».

ونوّه بأن الاستسلام ليس وارداً لدى الفلسطينيين الذين قدموا الكثير وتعرضوا للإبادة والتجويع والتهجير، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني والمقاومة «لا يمكن أن يستسلما»، وأن «الصمود العظيم للفلسطينيين له وقت لحصد الثمار».

وشدد الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، على أن لبنان «في قلب العاصفة» نتيجة العدوان الإسرائيلي والتغوّل والإجرام الممتد المدعوم أميركياً بكل الإمكانات العسكرية والسياسية والإعلامية والضغط وبكل الأشكال، محذِّراً من خطورة ما يجري ومحذِّراً من أن أهداف «إسرائيل» ليست قدراً لازماً ولا يمكن تحقيقها بالضغط في السياسة وحدها.

وأكّد الشيخ قاسم أن هناك خمسة أمور فاجأت العدو وأفشلت مخططاته في لبنان:

أولاً: كانوا يتوقعون أننا سنبادلهم بالخروقات فيمنحهم ذلك مبرراً للتوحش أكثر، لكنّنا أسقطنا هذه الخطوة بعد أن اتخذنا قراراً بأن الدولة هي المسؤولة وأن علينا الصبر.

ثانياً: تدخلوا عبر الوساطة الأميركية لبناء دولة على أساس أن الحزب ضعيف، وأنه مشغول بظروفه المعيشية فيستطيعون إقصاؤه وركوب الدولة، لكنّهم فوجئوا بمشاركتنا الفاعلة في الدولة وكوننا جزءاً لا يتجزأ من تركيبتها، لنا نشاط مهم ونساهم في البناء والنهضة.

ثالثاً: حاولوا التدخل في تركيبة الدولة تفصيلياً لتحصيل مكاسب سياسية عجزوا عن تحقيقها بالحرب، إلا أن المعادلة الداخلية لم تسمح لهم بذلك، لأننا نمثل شعبنا بالكامل؛ الحزب وحركة أمل يمثلان شعبهما بالكامل بمقعد 27 من 27 في المجلس النيابي.

رابعاً: رغبوا بفتنة مع الجيش اللبناني لتجعله يقاتل المقاومة وشعبها تحت شعار حصرية السلاح، لكنّ الجيش تصرّف بحكمة، وكان هناك عقل يروم بناء الدولة، وأوضح الجيش والمقاومة أن الفتنة «ملعونة» ويجب ألا تكون مطلقاً، وكل شيء لديه قابلية على التفاهم والتعاون.

خامساً: مع أننا لا نملك تكافؤاً عسكرياً مع «إسرائيل» التي تتفوق عسكرياً، إلا أننا نتفوق بالإيمان بالوطن والاستعداد للتضحية والجهاد والثبات على إرادة المقاومة.

وتساءل قاسم عن إجراءات الحكومة في ملف استعادة السيادة، مشدِّداً على أن رأس استعادة السيادة هو طرد “إسرائيل” من لبنان وإيقاف العدوان. ودعا إلى ضرورة التواصل مع الدول الكبرى وممارسة الضغوط، والتحرك أكثر وتقديم مطالبات إلى مجلس الأمن، وعدم ترك أي مجال إلا وأن تُطرح فيه قضية السيادة.

قد يعجبك ايضا