الثورة نت /..
نظمت كلية التجارة والاقتصاد – قسم العلوم السياسية، بجامعة صنعاء، اليوم، ندوة علمية بعنوان “ثورة 21 من سبتمبر ودورها في نصرة قضية فلسطين وإسناد المقاومة ” بمشاركة نخبة من الباحثين ورجال الفكر والسياسة.
وفي الندوة التي تم خلالها إطلاق وتوزيع كتاب “ثورة 21 سبتمبر وتأثيراتها على اليمن والمنطقة العربية”، لفخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى، أكد رئيس جامعة صنعاء الدكتور محمد البخيتي، أن ثورة 21 سبتمبر، استطاعت أن تحرر اليمن من الوصاية والارتهان لقوى الخارج، وستظل أهدافها مستمرة حتى تحقيق الانتصارات والإنجازات التي يطمح إليها الشعب اليمني.
وتطرق إلى الإنجازات تحققت في عهد ثورة 21 سبتمبر، وفي مقدمتها بناء جيش وطني قوي وتطوير القدرات العسكرية وامتلاك أسلحة الردع الاستراتيجي التي أصبح لها اليد الطولى في البحر الأحمر، والوصول إلى عمق الكيان الصهيوني.. مستعرضاً الإنجازات التي حققتها جامعة صنعاء في ظل ثورة 21 سبتمبر وأبرزها إنشاء كليات النفط والبترول، والطب البيطري، والعلوم التطبيقية، إضافة إلى افتتاح أقسام وتخصصات وبرامج أكاديمية جديدة نوعية في مختلف الكليات العلمية بالجامعة التي تواكب تطورات العصر.
وأشار الدكتور البخيتي إلى الموقف اليمني المشرف بقيادة قائد الثورة في مساندة الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للإبادة من قبل الصهاينة بدعم أمريكي غربي في ظل خذلان عربي وإسلامي مخزي.. مؤكداً أن هذا الموقف المشرف هو نتاج لثورة الحرية والاستقلال الـ 21 من سبتمبر التي كسرت قيود التبعية والارتهان الخارجي.
وذكر أن جامعة صنعاء تمكنت من تطوير وتوسيع برامج الدراسات العليا ووصلت إلى 235 برنامجاً أكاديمياً في مساقي الماجستير والدكتوراه وفقاً للمعايير الأكاديمية المحلية والدولية، في مختلف التخصصات الطبية والهندسية والعلمية والإدارية والإنسانية، لتمكين الطلاب والطالبات من مواصلة دراساتهم العليا بكل سهولة ويسر دون الحاجة للسفر إلى الخارج.
من جانبه أكد عميد كلية التجارة والاقتصاد الدكتور هاني المغلس، أن اليمنيين دخلوا الإسلام طوعاً رغم أنهم أهل حرب وقوة وقتال وبأس شديد، وذلك لأنهم فقهوا رسالة النصرة التي تجب عليهم تجاه هذا الدين فاستحقوا من الرسول الكريم ذلك الوصف الذي أطلقه عليهم بأنهم أهل الإيمان والحكمة، وأنهم أرق قلوباً وألين افئدة.. مبينا أن حكمة اليمنيين جهلها كثير ممن أسلم من العرب فأحجموا أو نكصوا عن نصرة الإسلام وأدركها اليمنيون فصاروا قادة الفتوحات في مشارق الأرض ومغاربها.
ولفت إلى أن اليمنيين هم أهل نصرة على مدى التاريخ، كما أنهم صناع للحضارة وبناة للأوطان.. موضحا أن اليمني إنسان حضارة يزهر عقله ويتفتح في ركب حضارة الإسلام.
وذكر عميد كلية التجارة أن في حياة اليمنيين المعاصرة ثورات كثيرة خاضوها ببسالة وتضحية لتحقيق أهداف نبيلة، لكن ثورة 21 سبتمبر أعادت لليمنيين وعيهم المفقود بدورهم الحضاري الإسلامي ووضعتهم في الجانب الصحيح من التاريخ، وحررتهم من الارتهان الخارجي.
وتناولت الندوة التي حضرها عميد كلية الإعلام الدكتور عمر البخيتي، ومدراء المراكز البحثية بالجامعة، ثلاث أوراق عمل، ركزت الأولى المقدمة من رئيس قسم العلوم السياسية بكلية التجارة الدكتورة نهى السدمي على “المضمون التحرري لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، قراءة في خطابات قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي” باعتبارها ثمرة من ثمار المشروع القرآني الذي تحرك به الشهيد القائد، والقائم على أساس القرآن الكريم، أرقى مصادر الوعي والبصيرة، باعتبار أن معركة الوعي تمثل أول معركة في الصراع مع الأعداء وأول متطلبات المواجهة لهم.
وأشارت إلى أن مبدأ التوحيد لرسالة الله، هو الذي تُبنى عليه كل العقائد، وهو الذي يحرر الناس من العبودية لغير الله.. موضحة أن الإنسان يتحصن بهذا المبدأ ليتحرر من سيطرة الطواغيت والمستكبرين والعبودية لهم، فالخنوع والخضوع والاستسلام للطغاة والظالمين يتنافى مع مبدأ التوحيد.
وذكرت الدكتورة السدمي أن مبدأ التوحيد ينبثق منه مفهومان هما الحرية والاستقلال، والحرية الحقيقية هي التحرر من كل أشكال الاستعباد، والاستقلال بمفهومه الإيماني أن تكون الأمة مستقلة حرة لا تعيش حالة التبعية لأعدائها الكافرين.
فيما أشار الدكتور عبد العزيز الشعيبي في ورقته المعنونة بـ ” التحدي اليمني الثوري للمشروع الصهيوني في المنطقة وأبعاد المواجهة معه” إلى أن ثورة 21 سبتمبر تمثل مشروعاً وطنياً متكاملاً أعاد للشعب اليمني كرامته وأثبتت أن الأمن ليس هبة خارجية بل إرادة شعبية ووعي واتحاد.
وتطرق إلى الوضع الأمني قبل الثورة وما تم بعدها، حيث جاءت لاستعادة ملامح مشروع وطني يضع الأمن والسيادة في صدارة أولوياته، ويواجه المشاريع التآمرية، ويحقق الاستقرار، وصولاً إلى دور اليمن المشرف في مواجهة العدوان على غزة.
وتناولت الورقة الثالثة المقدمة من الباحث عبد المحسن طاووس بعنوان “الإسناد اليمني لمعركة طوفان الأقصى، منطلقات إيمانية ومسارات عملية”، المنطلق القرآني في إسناد المقاومة في غزة، وما يشكله من قوة دافعة لاستمرار هذا الموقف وعدم التراجع عنه مهما كانت التضحيات.
واستعرض مراحل الاستهداف الأمريكي للشعب اليمني وبداية المشروع القرآني، والسعي لتوسعة النفوذ الإسرائيلي والتمهيد للتطبيع معه، ودور المشروع القرآني في مواجهة المشروع الأمريكي، وإحياء الشعور بالمسؤولية الدينية.
وأشار طاووس إلى مميزات وسمات المشروع القرآني المنسجم مع الهوية الإيمانية للشعب اليمني والأمة بشكل عام، وشموليته، وأهميته الأخلاقية والقيمية، ومرحلة الوعي الديني الشامل مقابل التضليل، ودوره في عملية التحصين الداخلي على كل المستويات.
وأكد أن المشروع القرآني نهضوي، يحرك الأمة ويفعلها وينهض بها من حالة الصمت إلى الموقف، ومن حالة القعود إلى القيام والتحرك، ثم يقدم المقومات اللازمة للنهضة بالأمة وانتشالها من واقع الوهن والضعف والعجز والتخلف التي أصيبت به، ويرسم لها مسارات وأسس واضحة تقوم عليها النهضة على المستويات الاقتصادي والسياسي والإعلامي وكل المجالات.
وتطرق إلى موقف الشعب اليمني تجاه غزة، وهو أهم تجل لنجاح وفاعلية المشروع القرآني، والمتمثلة بالمظاهرات والمسيرات، والمستوى العسكري، والبحري، والجوي، وتطوير القدرات العسكرية وعلى مستوى التكتيك العملياتي.