إنها صنعاء ظهيرة الأحد 21 سبتمبر 2025 م . تبدو مدينة بلا ذاكرة السماء مكفهرة كوجه عجوزٍ أرهقته خطايا الدواعش ، بلا غيث ولا بركة ، شاحبة كأنها تشهد على خطيئة كبرى . خلف جدران القصر الجمهوري، كان “أبو البراء الصنعاني” حاكم اليمن يخرج من نوم ثقيل، يجرّ جسده البدين بتثاقل، ويفتل لحيته الطويلة في حركة آلية، فيما وجنتاه المكتنزتان ترتجفان مع كل زفرة.
منذ أحد عشر عامًا، حين فرّ الرئيس هادي، وسقطت صنعاء في قبضة القاعدة، لم يعد شيء على حاله. اليمن تفتت إلى تسعة كانتونات، كل منها يحكمها متنفذ وطاغية كنسخ اكثر سوءا من هذا الإرهابي.
جلس “أبو البراء” إلى طاولته، حيث تنتظره صحيفة الرسالة الرسمية والتي حلّت مكان صحيفة الثورة التاريخية قلب صفحاتها بفتور، يقرأ العناوين :-
– الرئيس أبو البراء الصنعاني يتلقى اتصالًا من مساعد وزير الخارجية الأميركي، يناقش فيه خطوات تنفيذ إعلان ترامب بتطبيع اليمن مع إسرائيل.
– وزير الخارجية المقداد الحضرمي يلتقي في لندن القائم بأعمال السفير الإسرائيلي، لبحث خارطة طريق الاتفاق الأمني بين صنعاء وتل أبيب.
– إعدام سبعين معارضاً باغياً كافراً في العاصمة انتقدوا نظام “الدولة الإسلامية”
– تقرير رسمي يظهر إنجاز ارتفاع معدلات تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية في البلاد
– وزير المال يتباحث مع صندوق النقد الدولي حول حزمة القروض البالغة عشرة مليارات دولار .
وفي الصفحة قبل الأخيرة، انكمش خبر صغير بالكاد يُرى :
« ارتفاع ضحايا الحرب بين إسرائيل وحماس “
