في الحادي والعشرين من سبتمبر من العام 2014 كان اليمنيون على موعد ليعانقوا شمس الحرية ويتنفسوا عبق الاستقلال والخلاص من براثن الوصاية والتبعية بشقيها الأمريكية والسعودية والتي كانت حاضرة وبكل قوة وبشكل واضح ، حيث كانت السفارتان الأمريكية والسعودية هما مصدر القرار السياسي اليمني ، والسفيران الأمريكي والسعودي هما أصحاب القرار في اليمن ، ووصلت التبعية اليمنية للسعودية وأمريكا أن تتدخلا في تسمية وتعيين بعض الوزراء والسفراء والقيادات العسكرية والأمنية ، وفي رسم السياسة العامة للدولة ، حتى وصلنا إلى مرحلة كنا نصوم على صيام السعودية ونفطر على فطرها سواء ظهر الهلال في اليمن أو لم يظهر ، من أجل أن يرضى النظام السعودي عن السلطة الحاكمة وكتعبير عن الولاء المطلق للرياض والتبعية المطلقة لها ، لضمان مكرمات اللجنة السعودية الخاصة التي تشبه إلى حد كبير السوس الذي نخر في الجسد اليمني وحول الكثير من القيادات اليمنية إلى مجرد أجراء ومرتزقة وعملاء يقتاتون من موائدها ، على حساب السيادة الوطنية ، والاستقلال الوطني .
حيث شكلت ثورة 21 سبتمبر نقطة تحول مفصلية في تاريخ اليمن وعلاقاته مع الشيطان وقرنه ، بعد سنوات من الود والوداد ، والتبعية والطاعة العمياء ، حيث نجحت الثورة السبتمبرية الشعبية اليمنية الهوى والهوية في قطع الأيادي السعودية والأمريكية التي كانت ممدودة بكل عنجهية وصلف وغرور وتسلط للداخل اليمني من خلال إسقاط الأذناب الذين أكلوا خيرات وثروات البلاد ، وسخروها لخدمة مصالحهم الشخصية وتعزيز نفوذهم وفوق ذلك مدوا أيديهم للسعودي والأمريكي وحولوا اليمن إلى حديقة خلفية للأول يسرح ويمرح ويلهو ويعبث فيها بكل أريحية من أجل أن يبقى اليمن خانعا خاضعا ذليلا منكسرا فقيرا ، يستجدي المساعدة والعون من المانحين وكأننا دولة فقيرة بلا ثروات وبلا موارد .
هؤلاء الذين سلموا اليمن على طبق من ذهب هدية للأمريكي والسعودي والإماراتي فذهب الأول لتدمير الجيش اليمني وترسانته المسلحة تحت يافطة إعادة الهيكلة ، وشاهدنا بأم أعيننا مشاهد تفجير صواريخ سام والعديد من الصواريخ التابعة للمنظومة الدفاعية التي أفرغوها من محتواها وجعلوا منها مجرد هياكل بلا فائدة ، بعد أن قاموا بإقصاء القيادات العسكرية الوطنية الولاء ، اليمنية الانتماء ، التي أدركوا أنها لن تقبل بمثل هكذا ممارسات على الإطلاق ، وقاموا بتعيين قيادات مشبعة بالعمالة والارتزاق ، علاوة على قيامهم بتنفيذ جرائم الاغتيالات والتفجيرات وإسقاط الطائرات وتحريك العناصر التكفيرية في بعض المحافظات وخلق حالة من الفوضى والإنفلات الأمني بصورة غير مسبوقة ، ليتضح لاحقا بأن كل ما سبق من أحداث ومؤامرات كانت في مجملها مقدمة لشن العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على بلادنا ، و الذي جاء ردا على نجاح ثورة 21 سبتمبر وهزيمة أدوات الأعداء وفرارهم إلى خارج الوطن ، وذهبوا بعد ذلك لتغذية الصراعات والحروب الداخلية من خلال دعم وإسناد المرتزقة لفتح جبهات مواجهة مع الجيش واللجان الشعبية ، في محاولة منهم لوأد الثورة السبتمبرية في مهدها ، والعودة إلى صنعاء على متن المدرعات السعودية والإماراتية ، قبل أن تتحطم أحلامهم ومشاريعهم على صخرة وعي وبصيرة وثبات وشجاعة وإقدام الجيش واللجان الشعبية الذين نجحوا بفضل الله في إفشال كافة مخططاتهم ومشاريعهم ، والوقوف حجر عثرة أمامهم في ملحمة من ملاحم الصمود الأسطورية .
واليوم وفي العيد الحادي عشر للثورة السبتمبرية المجيدة والتي تحل علينا واليوم يواصل خوض معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس دعما وإسنادا لإخواننا في قطاع غزة ، يواصل الثوار الأحرار بخطوات ثابتة استكمال تحقيق أهداف الثورة وفاء لتضحيات الشهداء العظماء الذين رووا بدمائهم الطاهرة ثرى هذا الوطن المعطاء ، وكان لهم شرف السبق الثوري الجهادي الإيماني ، وسط تأكيدات على مواصلة المسار الثوري حتى تتحق كل الأهداف ويلمس الجميع ثمار هذه الثورة التي كان لها الفضل بعد الله عز وجل وتوفيقه في النقلة النوعية التي شهدتها القوات المسلحة اليمنية فيما يتعلق بالتصنيع الحربي ، وتحرر القرار اليمني من الوصاية والتبعية الأمريكية السعودية ، وتبوء اليمن المكانة المرموقة على المستوى العربي والإقليمي والدولي على خلفية مواقفه الداعمة والمساندة لغزة وفلسطين والتي نعتبرها من أوجب الواجبات الدينية المقدسة ، علاوة على كونها من الواجبات الأخوية والإنسانية والأخلاقية .
ستظل ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر عنوانا للحرية والإستقلال ، ونقطة تحول في مسار الدولة اليمنية الحديثة ، ولن يزيدها الناقمون والشامتون والحاقدون إلا عنفوانا وشموخا وألقا ، ( كعود زاده الإحراق طيبا ) .
الرحمة والخلود للشهداء الأبرار ، والشفاء للجرحى ، والحرية للأسرى ، والنصر والتمكين لليمن واليمنيين وغزة والغزاويين ، والذل والهزيمة للصهاينة والأمريكان المجرمين ، والمرتزقة العملاء المتصهينين ، وكل عام والوطن والقائد والشعب بألف ألف خير..