11 عامـاً مـن الصبـر والثبـات في مواجهـة الباطـل

لقمــان عبدالغني إبراهيم

إِنَّ الحديـث عـن ثـورة (21) سبتمبـر ومـرور ١١ عامـاً عليهـا هو حديـث عن تجسيـد حيّ ومعاصر لسُنـة اللهِ تعـالى في انتصـار الحـق على الباطل، وعن ملحمـة من ملاحـم الصبـر والثبـات التي سطّـرها اليمنيـون الشـرفاء في وجـهِ قوى الظلـم والعـدوان.

لقـد كانـت هذه الثـورة المبـاركـة انبعـاثاً لإرادة شعـب رفـض أنَّ يكـون عبـداً للغُـزاة أو مطيـة لأصحاب البـاطل،

فاختـار أن يقـف شامخـاً مُدافعـاً عن حقّـهِ وعرضهِ ووطنـه ودينـه، متحليـا بالصبـرِ الذي وعـد اللهُ عليـه بالنصـر، قال تعالى: {يَا أَيُّهَـا الَّذِيـنَ آمَنُـوا اصْبِـرُوا وَصَابِـرُوا وَرَابِطُـوا وَاتَّقُـوا اللَّهَ لَعَلَّكُـمْ تُفْلِحــونَ} .

إنَّ هـذه السنـوات الإحـدى عشـرة هي فصـل من فصـول الصبـر والجهـاد والتفس الطويل، وهي دليـلُ عملي على صـدق الوعـد الإلهـي.

لقـد وقف أحـرار اليمـن ومجاهديـة الأعـزّاء في وجـه أعتى قـوى البـاطل والعـدوان، وتحمّـل هـذا الشعب العـزيـز الصابـر المجاهـد مـن الشدائـد والمحـن ما يقـوى عليه فقـط أصحاب العزائــم الصادقـة والإيمـان الراسـخ.

ولقد كان ولا يزال شعبنـا اليمنـي الحـر الكريـم خيـر مثال للثبـات على المبـدأ، حتى أصبـح نبراسـاً للأحـرار في العالـم أجمـع.

ولقـد أثّبتـت هـذه الثـورة المُبـاركـة مايأتي:

1. أن الإِرادة أقـوى مـن السـلاح: فبالإرادة وحبّ الحريـة والكرامـة استطعنـا مواجهـة أعتى الترسانة الحربيّـة.

2. أنَّ الحـق لا يمـوت: فمهما طال الزمن وتعـددت التحديات، فإن شعلة الحـق التي انطلقـت في ٢١ سبتمبـر ستظل متقـدة حتى يتحقّـق النصـر التـام.

3. أن الأُمّـة قادرة على صنـع قدرهـا: عندما تتوكل على الله وتأخـذ بالأسبـاب وتوحّـد صفهـا.

إنَّنـا ونحـنُ نعيش هـذه الذكرى، نستحضـر دروسـاً عظيمـة، أهمهـا أن النصـر ليـس مجـرد لحظـة عابـرة، بل هـو مواقف (عمليـة) من الصبـر والجِهـاد والتضحيـة والاستعـداد. وأنَّ الطريق إلى الحريـة والعِـزّة مرسـوم بالشُهـداء والجـراح والفِـداء.

اللهُـم ارحـم شُهَدائنـا وأشفي جرحانا، وفكّ عـن أسّـرانا، وانصـر المجـاهديـن الصابريـن في اليمـن وفلسطيـن .

 

 

 

قد يعجبك ايضا