الثورة نت/ يحيى كرد
شهدت محافظة الحديدة، عصر اليوم الجمعة، مسيرات جماهيرية حاشدة في 268 مسيرة توزعت على مختلف مديريات وعزل و قرى المحافظة في مشهد عكس حجم التلاحم الشعبي والإصرار على نصرة القضية الفلسطينية ومساندة غزة، والمنددة بالعدوان الصهيوني على بلادنا، تحت شعار “مع غزة.. لن نقبل بعار الخذلان مهما كانت جرائم العدوان”.
وخلال المسيرات التي تقدمها محافظ المحافظة اللواء عبدالله عبدة عطيفي، ووكيل أول المحافظة أحمد مهدي البشري ووكلاء المحافظة، محمد سليمان حليصي، وعلي الكباري، وأحمد دهموس، وعدد من العلماء والقيادات و المحلية والشخصيات الاجتماعية، في المحافظة، اصطف الآلاف في الساحات حاملين الأعلام اليمنية والفلسطينية وصور الشهداء، في لوحة أكدت أن موقف الشعب اليمني تجاه فلسطين راسخ ولا يمكن أن يتغير مهما كانت التحديات.
وردد المشاركون في المسيرات هتافات وشعارات نددت بما وصفوه بـالعدوان الصهيوني الوحشي على غزة، وما يتعرض له الشعب اليمني من اعتداءات مماثلة، مؤكدين أن العدوان على اليمن وفلسطين يمثل وجهين لعملة واحدة.
كما رفضت الهتافات الصمت العربي والإسلامي والدولي المخزي تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من مجازر وانتهاكات غير مسبوقة، معتبرين أن هذا الصمت هو الذي منح الاحتلال الضوء الأخضر للاستمرار في جرائمه.
وأكدت الجماهير أن حالة الخنوع التي أبدتها بعض الأنظمة العربية والإسلامية هي السبب الرئيس وراء تصاعد العربدة الإسرائيلية في المنطقة واستباحة المقدسات وانتهاك سيادة الدول العربية.
وأشار المشاركون إلى أن هذا التخاذل التاريخي شكّل غطاءً للاستمرار في قتل وتجويع الشعب الفلسطيني، وترك غزة تواجه مصيرها المأساوي وحدها، في ظل صمت عالمي وصفوه بالعار .
وأوضح المحتشدون أن لغة المفاوضات أثبتت عجزها عن وقف العدوان، وأن العدو الصهيوني لا يفهم سوى لغة القوة والردع، وشددوا على أن الجهاد في سبيل الله، هو السبيل الوحيد لردع الاحتلال وكبح جماحه، بينما أثبتت الحلول السياسية والتفاوضية أنها لا تزيد الوضع إلا سوءاً، وتدفع الاحتلال إلى مزيد من الغطرسة.
ودعا المحتشدون إلى رص الصفوف وتوحيد الجهود على المستويين العربي والإسلامي، مشددين على أن المرحلة تستلزم حشد الطاقات العسكرية والاقتصادية والإعلامية لمواجهة الاحتلال. وأكدوا أن نصرة فلسطين ليست خيارا سياسياً فحسب، بل واجب ديني وأخلاقي يقع على عاتق كل مسلم وعربي.
وجدد أبناء الحديدة تأكيدهم على دعم الشعب الفلسطيني بكل الوسائل المتاحة، سواء بالمواقف السياسية أو بالجهود الشعبية والاقتصادية، والعسكرية حتى يتحقق النصر وتتحرر الأراضي الفلسطينية وتستعاد المقدسات الإسلامية من دنس الاحتلال. كما شددوا على أن معركة التحرير ليست بعيدة المنال، وأن صمود غزة يمثل بارقة أمل للأمة بأسرها.
وشدد المشاركون على أهمية مواصلة التحشيد والتعبئة العامة ورفع مستوى الجاهزية القتالية في اليمن لدعم القوات المسلحة في مواجهة التهديدات الإسرائيلية، وأكدوا أن الاعتداءات التي تستهدف صنعاء والحديدة ومنازل المواطنين هي دليل واضح على أن الاحتلال الصهيوني وحلفاءه يحاولون توسيع دائرة الصراع، لكن الرد سيكون أشد وأقوى.
وأكد بيان المسيرات أن الخيار الوحيد أمام الأمة هو المواجهة المباشرة والجهاد في سبيل الله، باعتباره الطريق الأمثل للانتصار. واعتبر أن أي خيارات أخرى، سواء كانت تفاوضية أو سياسية، لا جدوى منها في مواجهة عدو مدجج بالدعم الأمريكي والغربي.
وأشار البيان إلى أن المحادثات الأخيرة التي جرت في قطر أثبتت أن المفاوضات لا تجدي نفعا، بل منحت الاحتلال مساحة أكبر للتصعيد وارتكاب المزيد من الجرائم. وشدد البيان على ضرورة التمسك بخيار المقاومة والجهاد، باعتباره الطريق الذي أثبت فاعليته عبر التاريخ .
وحيا البيان صمود الشعب الفلسطيني الذي واجه أعتى آلة حرب في المنطقة ولم ينكسر رغم حجم المجازر التي طالت الأطفال والنساء وكبار السن. وأكد أن الاحتلال فشل في تحقيق أي نصر عسكري أو سياسي يذكر، وأن غزة ما زالت عصية على الانكسار، بفضل مقاومتها الباسلة ودعم الشعوب الحرة.
وبارك البيان العمليات العسكرية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية في عمق الكيان الصهيوني، مؤكداً أنها أثبتت كفاءة وقدرة عالية في تجاوز أحدث منظومات الدفاع الأمريكية والإسرائيلية، وأشار إلى أن هذه العمليات تضع الاحتلال أمام واقع جديد لا يمكن تجاهله، وتؤكد أن العدوان لن يمر دون ردع.
وحذر البيان النظام السعودي، وكذلك للأنظمة الأمريكية والبريطانية، ولكل من قد يحاول التدخل لحماية الاحتلال، وأكد أن مواصلة دعم الكيان الصهيوني لن يجلب لهذه الأنظمة سوى الهزيمة والخسران، وأن الشعب اليمني لن يتردد في مواجهة أي تدخل بأعنف مما سبق.