ندوة في جامعة صنعاء بعنوان “التربية الإيمانية سلاح ورهان النصر ضد العدو الصهيوني”

الثورة نت /..

أكد المشاركون في ندوة “التربية الإيمانية سلاح ورهان والنصر ضد العدو الصهيوني” على أهمية بناء دليل لمتطلبات التربية الإيمانية والاستفادة منه في قادم التوصيفات والتعمق في تناول طبيعة الصراع مع اليهود.

ودعا المشاركون في الندوة التي نظمتها اليوم كلية التربية بجامعة صنعاء، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والمثقفين، إلى تفعيل السياقات الإيمانية في مسارات العمل الأكاديمي المختلفة، وتكوين موجهات عمل للتربية الإيمانية.

وشددت توصيات الندوة على ضرورة إصدار كتاب سنوي يتناول الأبعاد الإيمانية في الحياة الأكاديمية واعتماد الأبحاث التي تتناول التربية الإيمانية ضمن الأبحاث المقبولة للنشر، وتحديد متطلبات تعكس هذه التربية ضمن متطلبات الجامعة والكلية والأقسام، ووضع الخطط اللازمة لمواجهة الحرب الناعمة.

وأكدت على تعزيز الشراكة بين الجامعة ووزارة التربية والتعليم والبحث العلمي بما يعزز الواقع الثقافي والإيماني في العمل التربوي والتعليمي.

وفي الندوة أكد رئيس جامعة صنعاء الدكتور محمد البخيتي أهمية الندوات الفكرية والثقافية لتعزيز الوعي لدى الطلبة بالتربية الإيمانية والقضايا الوطنية وقضية الأمة المركزية فلسطين.

ولفت إلى أن الأمة الإسلامية تواجه اليوم حرباً وجودية وشاملة تستهدف مقوماتها ومقدساتها وتأتي القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى في صلب هذه المواجهة.. مبيناً أن موقف الأمة الإسلامية من غزة برهن على وجود قصور في التربية الإيمانية، ما يستدعي العودة إلى المنهج القرآني في التربية والإعداد.

واعتبر البخيتي الندوات الفكرية جرعة ثقافية وعلمية تزيد من الوعي وتشحذ الهمم وتساهم في تربية النشء والأجيال على الثقافة القرآنية وتعريفهم بالمخاطر المحدقة بالأمة وخاصة الحرب الناعمة التي يسعى العدو من خلالها لتفكيك المجتمعات ونشر الفساد الأخلاقي.

وقُدمت في الندوة أربع أوراق عمل، الأولى بعنوان “التربية الإيمانية وموقعها في المشروع القرآني للشهيد القائد” قدمها عميد كلية التربية بجامعة صنعاء الدكتور سعد العلوي، أشار فيها إلى أن التربية الإيمانية مثلت محورا مهما في المشروع القرآني للشهيد القائد.

وتطرق إلى دور الشهيد القائد في قراءة الواقع العربي والإسلامي، وأسباب الهيمنة الأمريكية والصهيونية على الشعوب والأنظمة العربية والغربية.

وأوضح أن التربية الإيمانية في فكر الشهيد القائد تميزت بالمفاهيم والقيم التي حملها المشروع القرآني مثل الصبر والثبات والبذل والتضحية والعطاء والإحسان وتحويلها من الإطار النظري إلى الواقع العملي.

فيما ركزت الورقة الثانية للدكتور خالد القروطي بعنوان “كيف يهاجم العدو الصهيوني الهوية الإيمانية كجزء من صراعها معها”، على معاني الهوية كعقيدة الإنسان وثقافته، وقيمه، ومبادئه، وأخلاقه، وعاداته، وتقاليده.. معتبرا الهوية قضية محورية وعنصراً مهما واستراتيجياً سواء على الصعيد الأمني أو التنموي.

وأشار إلى واقع الأمة قبل الإسلام، وكيف غيرت الرسالة المحمدية واقعها.. مستعرضاً جانباً من التاريخ القديم والمعاصر والأحداث التي مرت بها الأمة الإسلامية والتي سعى الأعداء من خلالها لطمس هويتها وتشتيت انتمائها.

ولفت القروطي إلى أهمية دور علماء ومثقفي الأمة في تنمية الوعي بحقيقة الهوية الإيمانية وأهميتها وإيضاح ركائزها والدعوة إلى تجسيد مبادئها في الواقع ودعوة الآخر إليها.. مبيناً أن كل أمة لها ثوابت وهوية تبني عليها حياتها وحضارتها، وإذا فقدت هويتها فقدت معها استقلالها وأصبح كل شيء فيها بلا محتوى.

وأوضح أن مقومات الهوية تتمثل في الدين، التاريخ، الثقافة، واللغة.. لافتا إلى أن العدو الصهيوني سعى لضرب مقومات الهوية لإفراغها من محتواها وجعلها أمة بلا قيمة ولا هدف.

وأشار إلى أساليب العدو لإضعاف الهوية الإيمانية، ومنها ضرب المنظومة والمرتكزات والمبادئ الإيمانية للفرد المسلم من خلال التهوين من شأن العقيدة في النفوس، ونشر ثقافة الإلحاد، وكذا الترويج لما يسمى وحدة الأديان “الإبراهيمية”.. مؤكدا أن استهداف العدو الصهيوني لمقدسات الإسلام والمعالم الإسلامية، هدفه التقليل من أهميتها وقدسيتها لدى المسلمين.

وتناول الدكتور حمود الأهنومي في الورقة الثالثة بعنوان “التربية الإيمانية وتجذير الوعي بالقضية المركزية فلسطين”، مفهوم التربية في فكر الشهيد القائد، والتربية الإيمانية والجهادية، ومفهومها ودورها في تشكيل نظام شامل ينظم العلاقات والفكر والسلوك والمواقف.

وتطرق إلى أهمية التربية الإيمانية، في المشروع القرآني للشهيد القائد للوقوف في وجه الكافرين بكل عزة وصمود وقوة، لتحقيق الإيمان في ميدان المواجهة.. مؤكدا أن التربية الجهادية المبنية على الإيمان بالله تفرض على الإنسان الشعور بالمسؤولية تجاه النفس، والأمة، والبشرية والإنسانية.

وأشار الأهنومي إلى أهداف التربية الإيمانية وعلاقتها بالقضية الفلسطينية، ومنها معرفة الله المعرفة الصحيحة التي تعطي الإنسان الثقة بالله والتعظيم له والثقة بوعده، ووعيده، وتنمية الشعور بالمسؤولية وتعزيز الوعي والبصيرة بمسؤولية الإنسان تجاه دينه ومقدساته وأخوته والمستضعفين من عباد الله.

وأوضح أن التربية الإيمانية تساهم في إعداد الإنسان نفسياً وعقائدياً وأخلاقياً للقيام بهذه المسؤولية، وصقل الوعي الجمعي بالقضايا المركزية مثل فلسطين، وتحويل الوعي النظري إلى ممارسة عملية واجبة على المستوى الفردي والجماعي، والقيام بالمسؤولية الجهادية التي على أساسها تبنى الأمم والحضارات.

وركزت الورقة الرابعة المقدمة من الدكتور عبدالله الرازحي، على بناء الشخصية الإيمانية، ودورها في بناء إنسان تتكامل فيه الجوانب الروحية مع السلوك العملي المستقيم والأخلاق الفاضلة، وينطلق من خلال مبادئه وقيمه الإيمانية ليتحمل مسؤولياته وواجباته في الحياة.

واستعرض مصادر بناء الشخصية الإيمانية من خلال كتاب الله، وسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى أله وسلم، والاقتداء بهديه واتباعه والسير على نهجه، والتحلي بالصفات والقيم التي حملها وتجسيدها في الواقع.

وفي ختام الندوة التي حضرها عمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس وجمع من الطلاب والطالبات، جرى تكريم المشاركين في الندوة بالشهادات.

قد يعجبك ايضا