الثورة نت /..
قُتل أكثر من 1400 شخص وأصيب ما يزيد عن 3100 آخرين في الزلزال الذي ضرب شرق أفغانستان وبلغت قوته ست درجات، بحسب حصيلة محدثة أعلنتها حكومة طالبان الثلاثاء.
وقال المتحدث باسم الحكومة ذبيح الله مجاهد في بيان إن 1411 شخصا قتلوا وأصيب 3124 آخرون في ولاية كونار وحدها، مشيرا إلى أن أكثر من خمسة آلاف منزل دمر في المنطقة المتضررة.
وكان مسؤولون محليون وهيئة المسح الجيولوجي الأميركي أفادوا مساء الأحد بأن مركز الزلزال الذي ضرب على عمق ضحل نسبيا بلغ ثمانية كيلومترات، يقع على مسافة 27 كيلومترا شرق مدينة جلال آباد في ولاية ننغرهار المحاذية لولاية كونار حيث سجّل العدد الأكبر من الضحايا الى الآن.
اهتزت الأرض حوالى منتصف الليل، وشعر بها مئات الآلاف من الأشخاص من كابول إلى إسلام آباد في باكستان، على بعد مئات الكيلومترات.
وفي منطقة نورغال التي تعتبر من أكثر المناطق تضررا في كونار، أصيب السكان بالرعب.
وقال ظفر خان غوجار الذي نُقل بواسطة مروحية إلى جلال آباد مع شقيقه المصاب، لفرانس برس “انهارت الغرف والجدران على النساء والأطفال. قُتل البعض على الفور وأصيب آخرون بجروح”.
وأضاف الأفغاني البالغ 22 عاما “فقد جيراننا أقارب. اصيب شقيقي بكسر في الساق”.
وحاول العشرات من السكان في قرية وادير رفع أنقاض المنازل المنهارة بحثا عن عائلات مفقودة.
ومنذ ساعات الصباح الأولى، أقلعت مروحيات من جلال آباد عاصمة ولاية ننغرهار، لتقديم المساعدات وإجلاء عشرات من القتلى والجرحى، بحسب وزارة الدفاع.
في مطار جلال آباد، كان مئات من عناصر الأمن يقومون بتحميل أكفان بيضاء في مروحيات، وفق ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس.
وأفادت وزارة الدفاع بأنّها نفّذت 40 رحلة جوية لتوصيل المساعدات وإجلاء العشرات من القتلى والجرحى.
من جانبه، قال المتحدث باسم حكومة طالبان ذبيح الله مجاهد في مؤتمر صحافي في كابول، إنّه تمّ إحصاء 800 قتيل و2500 مصاب في ولاية كونار وحدها، إضافة إلى 12 قتيلا و255 مصابا في ولاية ننغرهار المجاورة.
كما سُجِّلت عشرات الإصابات في ولاية لغمان، وفقا للمصدر نفسه.
وقال رئيس هيئة إدارة الكوارث في كونار إحسان الله إحسان لوكالة فرانس برس “لا تزال عمليات البحث مستمرة، وهناك العديد من الأشخاص تحت أنقاض منازلهم لذا لا يمكننا إعطاء رقم دقيق”.
وأضاف “قد تتغير الحصيلة لاحقا”.
وقال إعجاز عبد الحق ياد، المسؤول المحلي في مقاطعة نورغل بولاية كونار لفرانس برس، “لم يسبق لنا أن رأينا أمرا مشابها”. وأضاف عبر الهاتف “الأمر مرعب، كان الأطفال والنسوة يصرخون”.
وأشار إلى أنّ غالبية العائلات عادت لتوّها إلى أفغانستان، بعدما طالتها موجات الطرد الأخيرة من باكستان وإيران التي شملت نحو 4 ملايين أفغاني.
وأضاف أنّ “حوالى ألفي عائلة لاجئة عادت وتخطط لإعادة بناء منازلها” في هذه المنطقة الزراعية المحاذية لباكستان.
وخوفا من الهزات الارتدادية، قال إن “الجميع يبقون في الخارج”، بينما “دُمّرت القرى الثلاث الكبيرة في منطقة نورغال بالكامل، وفقا لمعلوماتنا”.
وتواجه السلطات وعناصر الإنقاذ ووسائل الإعلام صعوبات كثيرة في الوصول إلى هذه القرى، فيما تسبّبت الانزلاقات الأرضية في قطع الطرق.
وسُجلت العديد من الهزات الارتدادية خلال الليل بلغت قوة إحداها 5,2 درجات ووقعت عند الرابعة فجرا (23,30 ت غ).
– منطقة زلزالية تاريخية –
وتتعرض أفغانستان بشكل متكرر للزلازل، خصوصا في سلسلة جبال هندوكوش، قرب تقاطع الصفائح التكتونية الأوراسية والهندية التي تمثل 15 في المئة من الطاقة الزلزالية في العالم.
ومنذ العام 1900، شهد شمال شرق البلاد 12 زلزالا بقوة تجاوزت سبع درجات، وفقا لبريان بابتي عالم الزلازل في هيئة المسح الجيولوجي البريطانية.
وأعربت بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان عن “حزنها العميق جراء الزلزال المدمّر”، مؤكدة أن “فرقنا موجودة ميدانيا لتقديم مساعدات عاجلة”.
وقالت وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة لوكالة فرانس برس إنّ الوصول إلى بعض القرى الأكثر تضرّرا من الزلزال لا يزال غير ممكن بسبب انقطاع الطرقات.
كذلك، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن “تضامنه الكامل مع الشعب الأفغاني”.
وقال غوتيريش في بيان إنّ “الأمم المتحدّة وشركاءنا في أفغانستان ينسّقون مع السلطات لتقييم الاحتياجات بسرعة، وتقديم مساعدة طارئة، والاستعداد لحشد دعم إضافي”.
وأضاف الأمين العام أنّه تم صرف مبلغ أولي قدره 5 ملايين دولار من صندوق الأمم المتحدة العالمي للاستجابة للطوارئ.
من جانبه اعلن البابا لاوون الرابع عشر أنه “يرفع صلواته لراحة أنفس الضحايا والمفقودين”.
وفي تشرين الأول/أكتوبر 2023، ضرب زلزال بلغت شدته 6,3 درجات، تبعته سلسلة من الهزات الارتدادية القوية، ولاية هرات في غرب أفغانستان، ما أسفر عن مقتل أكثر من 1500 شخص وتدمير أو إلحاق أضرار بأكثر من 63 ألف منزل، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.
وكان ذاك أقوى زلزال يضرب البلاد منذ أكثر من ربع قرن، وأدى الى تدمير نحو 300 مدرسة ومركز تعليمي.
وتواجه أفغانستان كارثة إنسانية حادة بعد أربعة عقود من النزاعات. وبحسب البنك الدولي، يعيش نحو نصف سكان البلاد في الفقر.
ومع عودة حركة طالبان الى الحكم في صيف العام 2021 عقب الانسحاب الأميركي، تقلّصت المساعدات الدولية لكابول بشكل كبير، ما قوّض قدرة أفغانستان المحدودة أساسا على الاستجابة للكوارث.