تزيين المنازل وغرس حب النبي وموالاته في نفوس الأبناء
الأسرة اليمنية.. استعدادات مبكرة للاحتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف
الاسرة /خاص
تستعد الأسر اليمنية نساء وأطفالا ورجالا لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبها أفضل الصلاة وازكى التسليم، لأن المناسبة- كما تقول العديد من ربات البيوت- لـ”الاسرة” عزيزة على قلب كل يمني وأن الاحتفاء بهذه المناسبة العظيمة هذه السنة الاستثنائية، سيشمل كما هي العادة كل مناطق وقرى وأرياف الوطن.
الاستعداد المبكر
مثل بقية شرائح المجتمع اليمني ورغم كل الظروف الناجمة عن تداعيات العدوان السعودي الامريكي الصهيوني البريطاني على اليمن، تبدي الأسرة اليمنية حرص كبير على الاستعداد المبكر لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف وبصورة تليق بعظمة المناسبة ومكانتها في النفوس.
وتوضح عدد من ربات البيوت في العاصمة صنعاء أن المولد النبوي تبقى المحطة السنوية المهمة لتجديد العهد والوفاء والحب لسيد الأولين والأخرين و للتذكير بسيرته صلى الله عليه وآله وسلم وبنهجه الرباني.
ويتم في مناسبة المولد النبوي، كما جرت العادة منذ أمد بعيد، توزيع الصدقات وذبح الذبائح وإقامة الندوات ومساعدة الفقراء والمساكين وتزيين البيوت والشوارع ويعتبر هذا اليوم بالنسبة لليمنيين مناسبة دينية عظيمة يؤكدون فيها تمسكهم بدينهم وبسنة نبيهم، فهم أول من حملوا شعلة الإسلام وهم أحفاد الأنصار ومن أوصلوا الإسلام إلى جميع أنحاء العالم، وهاهم اليوم يحيون شعائر الإسلام رغم القصف والتدمير، فهم يحيون ذكرى مولد سيد الخلق محمد ابن عبدالله عليه افضل الصلاة والتسليم ويشكلون أكبر لوحة بشرية احتفاءً ووفاءً لخاتم الأنبياء، سالكين طريق الأنصار الذين نالوا شرف السبق والفضيلة.
وتقول تقية المطري وهي سيدة من أبناء مديرية آزال بأمانة العاصمة وأم لخمسة أطفال: نبارك للشعب اليمني المولد النبوي الشريف على صاحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
وتضيف المطري : سيحتفل الشعب اليمني بالمولد النبوي الشريف في ظل استمرار العدوان والحصار منذ أكثر من عشر سنوات، ولكن ها هي المرأة اليمنية رغم ما حل بها من آثار العدوان، إلا أنها صامدة صمود الجبال، وكعادتهن نساء اليمن قويات وأبيات، وكما شاركن سابقا في كثير من المسيرات المنددة بجرائم العدوان، ها هن على أهبة الاستعداد مع اقتراب حلول المولد النبوي الشريف للمشاركة في الفعاليات الاحتفائية بالمناسبة في مختلف مناطق اليمن، وأكدت في حديثها لـ”الاسرة” أن المرأة اليمنية تؤدي دورا عظيما في كل المناسبات الوطنية والدينية ولاتزال في مقدمة الصفوف في مجابهة العدوان الغاشم الذي يتعرض له الوطن رغم كل المصاعب والمحن.
وتقول المواطنة سعيدة عبدالله وهي تربوية : استعداد اليمنيات لإحياء ذكرى مولد الرسول عليه وآله افضل الصلاة والسلام، يوحي بعظمة مكانة رسول الله في قلوب اليمنيات ويدل على تماسك اليمنيين ووحدتهم وقوتهم وعلى الإيمان الكبير في نفوسهم لله ولرسوله ونحن نهدف إلى أن نربي أولادنا على حب رسول الله ونغرس في نفوسهم حب رسول الله والاقتداء به واخذ العبر من سيرته العطرة وان اجتماع أبناء اليمن في مكان واحد للم الشمل وجعل التوحد بدل التفرقة وجعل هذا الاحتفال عادة يقتدي بها أبناؤنا على مر الزمن.
وتضيف التربوية سعيدة عبدالله : تولي الأسر اليمنية اهتماما كبيرا بتزيين منازلها بالأضواء والزينة الملونة ويتعاون الجميع على تزيين الشوارع والأزقة مما يخلق أجواء من البهجة والسرور ويضفي طابعا جماعيا على الاحتفال وتكتسي المساجد والمرافق العامة بحلة بهية حيث تضيء الأضواء الخضراء المدن والتي تعكس الفرحة بالمناسبة ويشارك في هذه الفعاليات مختلف الفئات العمرية من الأطفال إلى كبار السن.
وتحتفل نساء اليمن بهذه المناسبة رغم جراحهن الأليمة من العدوان والحصار وما زالت المرأة اليمنية تضرب أروع الأمثلة في سبيل الحفاظ على أمن الوطن واستقراره.
وتتضافر جهود الدولة والمجتمع لتنظيم الاحتفالات والمسيرات الجماهيرية والعروض الفنية والندوات، بالإضافة إلى برامج ثقافية تهدف إلى تعزيز الوعي الديني والاجتماعي وتساهم هذه الفعاليات في تعزيز الولاء وإظهار تعلق اليمنيين بالرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم.
أهداف عظيمة
تقول الإعلامية فاتن الفقيه : إن نساء اليمن على أهبة الاستعداد وبكل طاقتهن لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف وهذا دليل على حب رسول الله وحب سنته ومنهجه وغرس ذلك في نفوس الأجيال القادمة ليحيوا شعائر رسول الله في حياتهم المستقبلية وان إحياء هذا اليوم إنما هو توقير وكرامة لرسول الله .
وتضيف : المرأة اليمنية ما تزال في مقدمة الصفوف إلى جانب أخيها الرجل مدركة لدورها المهم في تعزيز روح الولاء الوطني وترسيخ قيم التكافل الاجتماعي في نفوس أولادها وبث روح المحبة والتراحم ووضع بصماتها المشرقة في التأسيس لغد اجمل في حياة اليمن، ناهيك عن الأدوار النضالية والتضحيات العظيمة التي قدمتها المرأة اليمنية طيلة الفترة الماضية في مواجهة العدوان وما قدمته من تضحيات جسيمة لترسيخ القيم والهوية الوطنية في نفوس الأجيال ومفاهيم ومبادئ تستهدف رقي وتطور مجتمعاتها نحو الأفضل، وها هي اليوم تقدم أروع الأمثلة في الوقوف إلى جانب أخيها الرجل وتستعد للاحتفال مع أطفالها بمولد خير البشرية وسيد الأولين والآخرين عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم.
وتظل ذكرى المولد النبوي الشريف مناسبة هامة للأسر اليمنية تجمع بين الروحانية والتقاليد العائلية وتؤكد على القيم الإنسانية والاجتماعية التي تربط المجتمع ببعضه، كما تعكس استعدادات الأسر وحرص الشعب اليمني على إحياء المناسبات الدينية، بما يعكس محبة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ويجعل الاحتفال مناسبة تربوية وثقافية واجتماعية في آن واحد.