لم تعد غزة مجرد عنوان للقضية الفلسطينية فحسب،
رغم جسامة المهام والمشاغل والهموم والمسؤوليات القيادية والجهادية التي يضطلع بها في بلد كبلدنا، الذي يواجه عدواناً وحصاراً وتحديات قَلَّ أن واجهها بلد منذ عشر سنوات.. إلا أن السيد القائد العَلَم عبد الملك بدر الدين الحوثي(يحفظه الله) فوق ذلك كله يحمل همّ أمتنا وقضاياها ومآسيها وفي القلب منها وفي صدارتها قضية فلسطين ومصابُ الأمة المفجعُ الكبير والناتجُ عن حرب الإبادة والتجويع الأمريكية الصهيونية على قطاع غزة.
ومنذ عامين يُطل أسبوعياً في كل خميس ليواكب يوميات هذا العدوان وإبادته الفظيعة المستمرة.. مُذكرا ومُوعِّيا ومُبلغا ومُستنهضا للشعور والضمير على أوسع النطاقات والأبعاد.
يخاطب الأمة التي رغم هول الأحداث والمستوى العالي لخطورتها مالبثت بأنظمتها ونخبها وشعوبها في غفلة وغفوة وسلبية مروعة، ويقارن بين حالها هذا وما يحدث في العوالم الأخرى الأقل ارتباطاً واتصالاً موضوعياً بما يجري، خصوصاً الشعوب.
يتابع ويرصد الحدث اليومي بأدق تفاصيله في غزة وتداعياته في سائر منطقتنا ويضع برسم وعي الأمة وضميرها، بل الضمير الإنساني بكله الدلالات والمضامين والمؤشرات والعظات والعبر والاستدعاءات والمقتضَيات لكل ذلك.
ورغم الحزن النبيل الذي لايخفى في ملامح وجهه ونبرة حديثه والمتولد من عِظم المأساة وحرارة استشعاره لأحوال الأمة المكبلة بكل مايُسيئ تعاطيها مع فجائعية هذه المأساة الكبرى والأعداء الضالعين فيها والأخطار المحدقة بها عموماً، وبكل ما يوفر لأعدائها أسنح الفرص للنيل منها وإضعافها وتمزيق صفوفها ونسيجها وتشويش رؤيتها وإيقاعها في لُبوس الإشتباه والخلط بين أعدائها ومَن هُم في صفها وإلى جانبها ويتحركون في صالحها ونفعها.. رغم كل ذلك ومعه لايمل القائد في كل إطلالة وفي كل خطاب ولا يكِل ولايسأم من سرد الحقائق وشرح الوقائع وتوضيح الحقائق والحرص على إخراج الأمة الغارقة في حال مروع من النكوص واللامبالاة، رغم وقوعها في قلب الأخطار المتعاظمة ومخططات ومشاريع الأعداء المدمرة والمهددة باستئصالها من الوجود.. إخراجها مما هي فيه.
بل يستميت جاهداً في عمل كل مامن شأنه سدُّ الفجوة المعرفية لدى أبنائها والتي يستغلها الأعداء أسوأ استغلال، ولا يخفون شماتتهم وسرورهم بهذه الحال التي جعلت أمة (إقرأ) أمةً جاهلة لاتقرأ! ويتندر أولئك الأعداء بسخرية وانشراح كما يقول بعض قادة الصهاينة: العرب لايقرأون وإذا قرأوا لايفهمون .
ولا يجد هذا القائد الصادق المخلص إزاء هذا الحال بأساً في التخصيص من و قته الثمين للتتبع المعرفي والقرائي الذي يضع شعوب الأمة على بعض من شواهد خطر أعدائها ذات البعد الثقافي والعقائدي كاقتباساته من مايُعد لدى أعدائنا اليهود الصهاينة «كتباً مقدسة كالعهد القديم (التوراة) والتلمود» وغيرها المحشوة بالخرافات والأساطير التي كذب بها أولئك المجرمون على الله ورُسُله بينما هي شحنات شيطانية من الزيف المحرض على القتل والإبادة والاستهداف بكل الشرور والجرائم والآثام لكل الأغيار في نظر هؤلاء المرضى الغوغائيين السفاحين والدمويين.. أي أنه – يحفظه الله – يقوم بالمهام المفترض أنها داخلة في صميم واجبات شعوب هذه الأمة وخصوصا نُخبَها الثقافية والإعلامية والتبليغية والدينية وغيرها.
حفظه الله وأدامه ذخراً لشعبنا وأمتنا ومجاهديها ومقاوميها الصادقين الشرفاء ولهذه المسيرة المباركة ولمشروعها القرآني التحرري الميمون الواعد والظافر بإذن الله، وظلاًّ لأحرار الإنسانية الذائدين عن المظلومين والمستضعفين .