خبراء : الارتقاء بجودة الموارد البشرية يتطلب أنظمة مهنية سليمة

تواجه الموارد البشرية في اليمن العديد من التحديات والصعوبات التي تحد من اداء مؤسسات المال والأعمال وتحول دون الارتقاء بأداء هذه القطاعات وخصوصا في الجوانب المالية والمصرفية المتخصصة.
وتأتي في طليعة هذه التحديات كنموذج لقطاع المال والأعمال في بلادنا تدني الكفاءة الشرعية والمصرفية للعاملين وضعف التنمية المهنية للعاملين وكذا غياب الآلية الموضوعية للاختيار والتعيين وقلة عدد المتخصصين في الصيرفة الإسلامية من خريجي الجامعات اليمنية.
كما تعاني الموارد البشرية في هذا النموذج الهام من القطاعات المالية العاملة في الصيرفة الإسلامية من تدني مستوى مشاركة العاملين وتفعيل دورهم في تطوير أداء المصارف الإسلامية.
بالإضافة إلى غياب الاستشاريين الذين يجمعون بين العلم الشرعي والمصرفي في آن واحد والذين يمكن الرجوع إليهم من قبل المصارف الإسلامية والعاملين فيها.

يدعو خبير الموارد البشرية الدكتور داود عبدالملك الحدابي مستشار نادي رجال الأعمال في قطاع المصارف الإسلامية في دراسة أعدها بهذا الشأن الى اهمية معالجة هذه الإشكاليات والارتقاء بجودة المصارف الإسلامية من خلال تبني أنظمة اختيار سليمة تقوم على الكفاءة و المهنية و المعرفة الشرعية والحماس للصيرفة الإسلامية وتبني أنظمة تقييم أداء سليمة وعادلة للعاملين و فرق العمل لتعزيز الأداء المؤسسي للمصارف الإسلامية.
ويشدد على ضرورة تمكين العاملين و إشراكهم في عملية تحسين أداء المصارف الإسلامية ,والاهتمام بأنظمة التدريب و التنمية المهنية لإعداد موارد بشرية قادرة على فهم متطلبات العمل المصرفي الإسلامي للقيادات والعاملين وكذا التنسيق مع الجامعات و المعاهد المتخصصة في مجال المصارف الإسلامية لتنمية قدرات العاملين.
مستوى الرضا
يؤكد الحدابي على رفع مستوى رضا العاملين سعيا في تحسين رضا العملاء و العمل على قياسها دوريا وتعزيز الثقافة المؤسسية ذات العلاقة بالصيرفة الإسلامية لدى جميع العاملين في المصارف الإسلامية.
ويرى اهمية تعزيز الاتصال رأسيا وأفقيا داخل المصارف الإسلامية بما يحقق فرق عمل فعالة وتطوير أداء العاملين بشكل أكثر اتساعا وتعزيز عملية التمكين للعاملين وتطوير أنظمة حوافز للعاملين يؤكد على الأبعاد المختلفة ذات التأثير في أداء العاملين يمثل مناخ العاملين وأسلوب التعامل من قبل المسئولين وأنظمة الاتصال والتمكين والتدريب وتشجيع المبادرات بالإضافة إلى الحوافز المادية.
ويرى ان عملية تقييم اداء الموارد البشرية في هذه القطاعات المالية وتوليد معلومات عن كفاءة وفاعلية الموظفين في العمل يجب ان يتم من خلال إعطاء تغذية راجعة للعاملين وزيادة الراتب وتحديد الاحتياجات التدريبية وكذا تحديد من يستحق الترقية وتناول القضايا القانونية المتعلقة بالموارد البشرية وتغير الثقافة المؤسسية
تحفيز
بحسب الدكتور الحدابي فأن هناك ضرورة لتحفيز العاملين وتوفير المناخ الذي يسمح لكل عامل بأداء عمله بفاعلية واستجابة فردية لحاجة يشعر بها الفرد لان التحفيز مرتبط بالإثراء الوظيفي من ذلك اكتساب مهارات متعددة الأغراض والعمل ضمن فريق والتمكين صورة من صور الإثراء الوظيفي.
ويرى خبراء أن واقع الموارد البشرية في المصارف الإسلامية يعاني العديد من المشاكل اهمها تدني مستوى المؤهلات العلمية وضعف التأهيل و التنمية المهنية للكادر المتوفر بالاضافة لوجود عاملين يفتقدون المقومات الشرعية والمصرفية وعدم قدرة بعض العاملين على الرد على العملاء وإيضاح الرؤية الشرعية للخدمات المصرفية. وكذا ندرة البرامج المتخصصة و غياب المنهج الموافق لاحتياجات السوق من العمالة القادمة من بنوك تقليدية دون الاهتمام بكفاءتها وتبنيها لمبادئ الصيرفة الإسلامية.