في ذكرى استشهاد هنية… اليمن الحاضرة بقوة في معادلة العزة والكرامة

محمد عبدالمؤمن الشامي

 

تحلّ ذكرى استشهاد المجاهد إسماعيل هنية، وهي لا تحمل فقط ألم الفقد، بل تفتح أبواب الوعي مجددًا على دلالات حضوره الحي في مسيرة الأمة، وعلى وصاياه ورؤيته الثاقبة للصراع. في إحدى كلماته الأخيرة، لم يكتف الشهيد هنية بتأكيد ثبات محور المقاومة، بل كشف عن عنصر التحول النوعي الذي قلب معادلة العدو: اليمن.
قالها بوضوح وبنبرة الخبير الميداني: “لا أريد أن أتحدث عن محور المقاومة، فهو معروف من قبل، وإنما هناك المدد الجديد والإضافة النوعية، والهامة، التي لم يكن يتوقعها العدو أو يحسب لها أي حساب، هذه الإضافة هي ما جاء من اليمن للصراع مع العدو، وهذا مدد استراتيجي وليس محدوداً”. هكذا وصف اليمن بأنه ليس فقط شريكًا، بل قلبًا جديدًا نابضًا في جسد المقاومة، يملك موقعًا بحريًا استراتيجيًا يخنق العدو اقتصاديًا ويجعل موانئه على حافة الإفلاس.
وأكد الشهيد أن الطائرة المسيّرة التي استهدفت “يافا” كانت إعلانًا مدويًا بأن قلب الكيان أصبح مكشوفًا، وأن السماء لم تعد آمنة، لا من الشمال ولا من الجنوب. قالها بصراحة: “قلب العدو أصبح مهددًا من المقاومة في اليمن، وحسابات العدو أصبحت صعبة”.
في لقائه الأخير، عبّر إسماعيل هنية عن مشاعر التقدير والامتنان الكبير لأنصار الله، قائلًا: “نحن نشكر أنصار الله على ما قاموا به… أنصار الله هم أنصار الحق… عندما يأتي أي استهداف من أنصار الله للعدو، وترتفع المظاهرات وتصدح خطابات السيد عبد الملك، فإن المعنويات في الشارع الفلسطيني ترتفع، ويشعر الناس بالأمل”.
وفي ختام حديثه، حيّا السيد عبد الملك الحوثي وجميع المجاهدين اليمنيين، شاكرًا وقوفهم الأصيل مع فلسطين، ومؤكدًا أن هذا الدعم لا يُقدّر بثمن، وأنه غيّر وجه الصراع.
في ذكرى استشهاد هنية، لا يظهر اليمن كمجرد داعم، بل كفاعل رئيسي في معركة الكرامة، بقوته العسكرية وموقعه البحري، وبإيمانه العميق بقضية فلسطين، وبقيادةٍ حكيمة أدركت أن القدس لا تُحرر بالكلام، بل بالصواريخ، والمسيرات، والمواقف الحاسمة

قد يعجبك ايضا