جزر القمر… والتحكيم اليمني
محمد النظاري
اجزم بأن كثيراً من اليمنيين لا يعلم عن جزر القمر شيئاً (إلا سقوط طائرة اليمنية في عاصمتها موروني)، ناهيك عن كونها دولة عربية أفريقية وأصغر الدول الأفريقية مساحة بـ 2200 كلم تقريبا، يتوزع عليها سكان لا يتجاوزون 850 الف نسمة.
جزر القمر في الترتيب الأخير للفيفا حلت بالمركز 133 فيما بلادنا في المركز 144 متأخرة عنها ب11 مركزا، بالرغم من فارق الإمكانيات لصالحنا (بالرغم من كل ما نعانيه) .
نحن رغم مساحتنا التي تتعدى نص مليون كلم (الفارق بيننا وبينهم مهول) لم نستطع توفير حتى 200 كلم لإقامة رياضة بعيدة عن الحرب الدائرة، مع وجود مساحة أكثر بكثير ليس فيها حرب، ولكنها ليست في جزر القمر.
هذه الدولة العربية الأفريقية الصغيرة، ليس بها موارد (غازية أو نفطية ) ولكن بالمقابل ليس بها هذا الكم الكبير من الوزراء والسياسيين (الموجودين لدينا) والطين قد يصل عددهم لنصف سكان جزر القمر.
لا تتمتع منتخبات وفرق جزر القمر بالتواجد (كمعسكرات إعدادية) في دول الخليج، ومع هذا تنافس في القارة الإفريقية وتتقدم علينا كرويا في التصنيف العالمي.
قبل عدة سنوات أسندت مهمة تحكيم إحدى مباريات الدوري الأندية العربية لطاقم تحكيم يمني، وأقيمت المباراة في جيبوتي، خرج حينها حكامنا بتقييم متدني عن الكرة القمرية، وها هي اليوم تنافس وتتقدم!! فماذا عمل القائمون على الكرة هناك ليتقدموا ونتأخر نحن ؟!.
على ذكر التحكيم اليمني (المظلوم) نظرا لانعدام المسابقات إلا فيما نذر، ومع هذا تجد الحكام يتدربون باستمرار خوفا من السقوط في الاختبارات البدنية السنوية.
اختبارات هذا العام ستدشن بالملعب الخارجي لمدينة الثورة بصنعاء غداً الأحد، وسط مشاركة حكام شباب تراهن عليهم اللجنة العليا للحكام كثيرا.
توفير الإمكانيات المادية لإقامة الاختبارات (خاصة التنقل بين المحافظات والسكن) يحسب للاتحاد والمتابعة الحثيثة من قبل اللجنة بقيادة الكابتن احمد قائد.
للأسف الإحباط يسيطر على معظم الحكام، فمردهم للببت كما يقول الغالبية، نتيجة توقف المسابقات، وان تم اشراكم خارجيا، فلا يتم استناد المباريات إليهم (كما حصل بكأس الخليج الأخيرة بقطر) فتلك اللجان تتخوف من اشراك حكام ليس لديهم دوري ثابت في بلدهم.
قلناها لأكثر من مرة، لماذا لا يرافق طاقما تحكيم مع معسكر كل منتخب، على الأقل تبقى لياقتهم موجودة وتتغير نفسيتهم للأفضل ويحتكون بالحكام في الدول التي يعسكر فيها المنتخب.. نتمنى أن يتحقق ذلك لما فيه الفائدة للحكام..
