تعددت الأسباب والظلام واحد
أحمد غراب
من أمس الليل إلى لحظة كتابة هذا المقال والكهرباء مطفأة لماذا¿ قالوا ضربوها. وعندما تعود ستنطفي ستنطفي ولابد لها أن تنطفي إما سيضربوها مرة أخرى أو سيقولون مافيش ديزل مع أن المحطة أصلا شغالة بالغاز أو ستخرج المحطة الغازية بسبب خلل فني وإذا لم تخرج المحطة الأم فستخرج المحطات الصغيرة (طبيعي مش طالعات لأمهن) أما بسبب انفجار كابل الضغط العالي أو عدم القدرة على التوليد وإذا سلمت المحطات الصغيرة فسيسقط عمود الكهرباء الذي في الحارة أو سيحرق الفيوز وتنشغل سيارة الطوارئ أو ستنام الخلية تصوروا حتى الخلايا الكهربائية في بلادنا طلعت “نائمة” وهلم جرا من أسباب الانطفاء والظلام التي لاتنتهي.
تعددت أسباب الانطفاء والظلام واحد والحجج واحدة والحال كما هو لم يتغير واستمرار هذا الحال بهذا الشكل الاستفزازي لمشاعر الناس طوال هذه الفترة الزمنية يعكس جملة من الأبعاد والدلالات اولها أن هناك الكثير من المستفيدين من هذا الوضع
بمعنى أن وراء تعدد أسباب الانطفاءات تعدد المصالح لا أقول لدى المخربين ومن يقف وراءهم فقط بل وحتى الجهات المتخاذلة عن إنهاء هذه الأزمة ووضع حد لمعاناة الناس المستمرة منذ ما يقارب الثلاثة أعوام.
حرام أن الحكومة تنفق على الكهرباء ربع الميزانية دون أن يجد الشعب الكهرباء أصلا كم مبالغ يتم أنفاقها على الصيانة وعلى خروج الفرق والإصلاحات المستمرة التي أصبحت دورية لايمر أسبوع إلا وتسمع هذه المصطلحات: خرجت دخلت فرق هندسية خلل فني نقص في التوليد…
كل هذه الحجج والمعاذير تستنفذ مبالغ هائلة ولا يوجد حلول نهائية كلها حلول ترقيعية وهذا الترقيع يكلف الملايين والمليارات واستمرار الانفاق على الترقيع والحلول الوقتية هو ممارسة للعبث والضحك على الشعب لأنكم لاوفرتم الكهرباء ولا اسلمتم الميزانية فأي عبث بعد هذا¿
اوقفوا هذه المهزلة وكفى اين الحلول الجذرية¿ اذا كان تكلفة المحطة الغازية بأكملها ثلاثمائة وخمسين مليون دولار وتكلفة حلولكم الترقيعية اراهن أنها حتى اللحظة تساوي أكثر من قيمة خمس محطات غازية.
الناس يعانون الأمرين مع الوضع الاقتصادي والفقر وهموم المعيشة فلا تضيقوها أكثر فيه ناس مرضى والجو الآن حار ووجود الكهرباء ضرورة لوجود الماء فأين مسؤوليتكم أمام هذا الشعب¿!!
لانقول سوى حسبنا الله ونعم الوكيل. إلى متى سنظل على هذا الحال¿!!
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
اللهم ارحم ابي واسكنه فسيح جناتك وجميع أموات المسلمين
