لماذا يكره الطالب مدرسته!

عبدالرحمن بجاش

هذا اليوم يتوجه 6 ملايين طالب إلى مدارسهم ليس في الأمر إلا ما يفرح افتراضا! ولن نكون مبالغين أو ناكري جميل فيعود الفضل إلى الثورة فتح المدارس في أنحاء البلاد .. ما في ذلك شك ولا يوجد أي شك في أن السنوات الأولى شهدت تعليما وتربية يقصان المسمار !! حين كان المدرس يؤدي رسالة, والإدارة كانت تشعر أنها مسؤولة عن أجيال ولذلك شهدت تلك المرحلة تربويين كبارا مثل عبد الرؤوف نجم الدين وذياب, ومحمد عبدالرب, وعلي سعد ومحمد الكميم وعلي الشهاري وسعيد قائد وعبد العزيز حيدره, وزبيبه, ومدرسين كبارا مثل حسن مسواك وهيال فرحان وعبد الملك داؤود والخروش, ومن مصر سمير ورفعت وعبد الغفور والعليي من سوريا وعدنان والحسيني من العراق وكنا يومها نهاب هؤلاء ولا نخاف المدرسة برغم تربيتنا القاسية, حيث كان كل أب يريد أن يكون أولاده صورة منه وما أجملها صور آبائنا لتمضي السنون ولأن لا أحد مجرد أحد أسس لفلسفة ما للتعليم فقد وصلنا بسبب غياب الرؤية وتوزيع الأجيال بين مدارس ومعاهد وتشويه المنهج من خلال من طبعوا كتب السبعينات وتدهور حال الإدارة بغياب الكوكبة من التربويين الكبار كل ذلك وغيره أدى إلى ما نراه وما زاد الطين بلة هذا التعليم الخاص بشققه الضيقة تحول معها التعليم إلى مجرد دكاكين قطاع عام تخرج طوابير وشقق قطاع خاص تخرج كراتين لتتكدس الجامعات بأرقام نفخر بها كل عيد يمر والنتيجة فقط طابور طويل كل فيه يحمل ورقته واحنب يا نبيل شمسان!, ما يعنيني اليوم هذا الكره الشديد من قبل الطالب للعودة إلى المدرسة, وبسؤال ذلك الطالب لماذا ¿ قالها : لا توجد علاقة صحية بين الطالب ومدرسه لا توجد إدارة مدرسية نحس بهيبتها وفي القطاع الخاص الأمر عبارة عن شراء وبيع سلعة أعجبك أعجبك وإن لم يعجبك ففي ستين داهية, وتخيل لنا سنتين نطالب بتغيير مدرس الرياضيات ولم نجد إلا جوابا واحدا (غصبا عنكم مافيش غيره) والمهم أننا نتكدس هنا أو هناك كالدجاج في المزارع وأخر العام كل وشطارته! والمبنى المدرسي معظمه كريه والكتاب لا يصل إلا بطلوع الروح .
حكاية طويلة عريضة هي حكاية التعليم في هذه البلاد أما التربية فلا وجود لها, وانتم الكبار ( توقحوا) للأعداد الهائلة في المدارس وكل عام وانتم بخير …….