رمضان شهر الجود والسخاء

فضيلة الشيخ الدكتور صلاح السيد ناجي

فضيلة الشيخ الدكتور / صلاح السيد ناجي –
الحمد لله رب العالمين الغني المغني القائل (يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد) سورة فاطر: 15. والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فإن شهر رمضان فضائله متعددة وخيراته متكاثرة لا تعد ولا تحصى فكما أنه شهر الصيام والقيام والقرآن والجهاد فهو كذلك شهر الجود والسخاء والدين الإسلامي حث كثيرا على الجود والبذل والإنفاق وحذر من الإمساك والبخل والتقتير .
وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (السخي قريب من الله قريب من الناس قريب من الجنة بعيد عن النار والبخيل بعيد من الله بعيد عن الناس بعيد عن الجنة قريب من النار) .
ولقد كان من صفات النبي صلى الله عليه وآله وسلم الجود والكرم بل لقد بلغ المنتهى في هذه الصفة العظيمة وبالذات في شهر رمضان فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : (كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان من حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن أجود بالخير من الريح المرسلة).
والله تعالى جعل الناس متفاوتين في القوة والضعف وفي الصحة والمرض وفي الغنى والفقر ولكي تستقيم الحياة لابد أن يتكامل هؤلاء جميعا فيساعد القوي الضعيف ويسخو الغني على الفقير ولا يكون إيمان المؤمن كاملا إلا إذا شعر بما يشعر به إخوانه من الفقراء والمساكين وهذا ما أكده الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بقوله وفعله فكان يقول (الصدقة تطفئ غضب الرب) وكان يقول (تصدقوا ولو بشق تمرة) وكان يقول (اتقوا النار ولو بشق تمرة) وكان يؤكد على ذلك بفعله فكان لا يرد سائلا قط إن كان معه أعطاه و إن لم يكن معه قال للسائل ابتع علي وكان لا يأكل وحده قط بل يدعو فقيرا أو مسكينا فيأكل معه.
وكل هذا ليعلم الأمة فضيلة الجود والكرم والسخاء خصوصا في رمضان هذا الشهر الذي يذكرنا بالفقراء والمحتاجين الذين لايجدون أقواتهم فنعطف عليهم ونعطيهم مما أعطانا الله حتى نكون من المقتدين برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الشهر الكريم ويكون ممن يخالفون الشيطان الذي قال عنه ربنا تعالى (الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم) سورة البقرة: 265.

عضو بعثة الأزهر الشريف بالجمهورية اليمنية