ذكريات شعب
أحمد غراب
أحمد غراب –
للشعب ثلث ما نطق .. وأكثر عبارة تقرأها في اليمن سواء على الجدران أو في الشوارع أو حتى الأوراق النقدية هي عبارة: «إذا طال الزمان ولم تروني فهذه ذكرياتي فاذكروني» فأي ذكريات يا ترى نحمل في أذهاننا ¿
ذكريات المواطن اليمني مع الحكومات المتوالية لا يمكن أن يستوعبها ألف متحف ويستحيل من كثرتها أن ندونها على الجدران إلا إذا كان سور الصين العظيم.
لا أعرف كم حكومة مرت حتى الآن كل ما أعرفه هو ان البطالة مستمرة والفقر في تزايد والفساد راكب صاروخ والواسطة واضعة إصبعها في عين القانون.
ثقافة العنف هي الأكثر رواجا عنف الإرهاب وعنف الكباب وعنف التراب.
ذكريات مغتربين عائدين الى وطنهم بحثا عن عز القبيلي يبحثون عن محوى يجمعهم او حراج يسترزقون فيه دون ان يحترق بسلك كهربائي طائش.
ذكريات طلاب متفوقين يتخرجون إلى أرصفة الشوارع فتلفظهم الوزارات الحكومية وتتبرأ منهم المؤسسات وأينما ذهبوا لا يجدون أمامهم سوى لافتة “لا يوجد لدينا وظائف شاغرة” لأنهم لا يملكون الواسطة.
ذكريات طلاب يتقوقعون داخل الأزقة والحارات ومعدلاتهم تسعينات في حين غيرهم يلفون عواصم العالم بمعدلات هابطة ومتدنية.
ذكريات أراض بالكيلومترات تم نهبها والبسط عليها من نافذين تناسوا قدرة الله عليهم.
ذكريات فساد يطال كل وزارة وإدارة ومكتب ودولاب وملف وفاسدين من جميع الأشكال صغارا وكبارا وبراعم وأشبالا.
ذكريات مشارعين أجيال ورا أجيال تضيع اعمارهم واموالهم في الشريعة والمحاكم وهم في سباق ماراثوني بين الحكم والاستئناف.
ذكريات ثمود وعاد وثروات بلاد امتلأت بها الكروش عبر استثمار خيرات العباد.
ذكريات ورشات لا تنتهي وبدلات لا يلمسها الموظف واستراتيجيات مثل بحر من حلبة وخطط تقشف مثل عيار ناري طائش ينال المبدعين دون غيرهم ذكريات جرعات متوالية كل واحدة أقسى من الثانية.
ذكريات تعليم لا يبني عقلا ولا يشبع بطنا ولا يداوي مريضا ولا ينفع وطنا.
ذكريات شبكة كهربائية متهالكة مولداتها عاجزة وفواتيرها تشهر شعار المقص على الفقراء فقط.
ذكريات طب بحاجة الى طبيب وسوق بلا راعي شركات ومستشفيات وعيادات وصيدليات ومختبرات بلا مقاييس ولا معايير ولا رقابة.. تتاجر باللحوم والدماء وتدوس على شرف المهنة لمجرد الحصول على عمولات.
ذكريات فساد الملحقيات ومعاناة الطلاب في الخارج التي لا تتوقف.
ذكريات مع كل كيس قمح ارتفع ومع كل دبة بترول تبخرت ومع كل قطرة ماء جفت وكل لبنة ارض نهبت.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي.
