فجآت متنائمة

جميل مفرöح

جميل مفرöح –

(1)
فجأة.. أشعر بأنني لم أكنú وحيدا طيلة ما مر من هباء.. ولم أكنú أكثر مما ينبغي لهامش مختصر في ذيلö قصيدة مكتوبة منذ القرنö الأولö من عمري.. أشعر وكأنني انقطعت من نصفي إلى قطعتي حلوى لم يتذوقúهما أحد بعد سوى الذباب.. أو إلى ذكرين كانا فيما مضى يتقاسمانö امرأة لم أكنú قد عرفتها..
(2)
فجأة.. أشعر بصبي في الثالثةö والنöصفö يعدو مöنú أقصاي إلى أقصاي يلتفت إلي بين الفينةö والأخرى ليقنعني بأنه أنا.. وحين أتجمد في مكاني يلقي على جسدي شبكة القشعريرةö فأرتجف وأظل أرتجف إلى أنú أغدو هو فعلا فأعدو بداخلöهö المتجمöدö حيث كنت أقطن..
(3)
فجأة.. تنطفئ المرآة وأنا أتصفح عليها سيرة السنواتö.. كأحافير لطيور لم أعرفú منها عدا واحدا كنت أراه كل شروق وكل غروب على هامةö منزلöنا القديمö وأكتفي وإياه بتبادلö تحية تعودناها معا لöسنوات طويلة.. كنت أهز له رأسي فيحرöك جناحيهö ويمضي كل مöنا في حالö سبيلöهö..
(4)
فجأة.. أشعر في هذا المنتصفö المتنائمö كأرجوحة متدلية من قلبö السماءö, بنشوةö انتصار لم يسبق لعيني أنú زامنتú عينيها.. غير أنöي سرعان ما أشعر بشيء كالأمومةö يتساقط مöنú ارتجافöها.. ليس لي أكثر مöنú أم إلا أنني لا أجرؤ على التهربö مöن الاستسلامö لجموحö هذهö النشوةö الغازية..
(5)
فجأة.. أجد نفسي أقضي ساعات طويلة لا أتعاطى السجائر للمرةö الأولى منذ زمن بعيد.. أشعر بصدري يتسع كما لم يكنú له وبöرئتي تصفöقانö لي بإعجاب متناه وتقاسمانني نشوة الانتصارö القادمة من اتجاه بعيد سرعان ما يبدو لي فعلا أنني أقف في طرفöهö الآخر..
(6)
فجأة.. تقع في يدي مطوية سöفúر جلدي قديم أقرأ فيها سيرة لفتى أشك في كونöهö يشبهني ومع ذلك لا أعرف كيف استطاع أنú يقنعني بأنه أنا.. فتى كان مسقط رأسöهö قارب استطاع البحر والرöيح سرقته ذات صيف وذات شتاء لفظاه مجزءا في صفائح من موج وبوح.. انتبهتú لذراتöهö المتناثرةö صبية ما فقضتú أكثر من ألفö عام تجúمعه حتى عاد جسدا من وله وظلمات..
(7)
فجأة.. أجد نفسي تلا مöنú ورق مكدöس يخبöئ بياضه الكثير من ظلماتي الهائجةö دون ريح.. وأجد عيني تغرورقانö بالكثيرö من الابتساماتö غيرö المعهودةö وألفي ذكرياتي ترفع سياجها من حوالي لتطلق سراحي.. وفجأة أخرى.. تصاب الشمعة المهملة بدوارö الحöبúرö, وتسقط على أكداسي المتناثرةö, لأعود مجددا كما كنت, أو كما لم أكنú أتخيل وأنا في العاشرةö, أو أتوقع وأنا في العشرين.