لحظة يازمن

–
محمد المساح
الوقت غدا غبارا◌ٍ
نحن ندرك مخاطر إهمال المهام الإنسانية في مطلع القرن الواحد والعشرين ما ينفق على الأغراض العسكرية يفوق بكثير ما يستثمر في الصحة والتربية والتنمية ومطالب النساء والمسنين والشباب المملحة تظل متروكة الصرف ويتضاعف الإجرام بحق الطبيعة قال بورخس في السماء المحافظة والإبداع مترادفان أما على الأرض فقد أصبحا نقيضين لا يولى اهتماما◌ٍ لأصول الإرهاب ولا يمكن الرد على الإرهاب بالإرهاب بل بالحكمة المثلى والحكم الديمقراطي والتنمية الاجتماعية والاقتصادية مع تعزيز الهوية الثقافية للشعوب التي طالما رزحت تحت نير الحكم الشمولي والاستعمار. القيم الأممية التي جاءت نتيجة المثابرة النقدية والتضحية “حقوق الإنسان الدبلوماسية التعددية سيادة القانون تهاجم”.
بتهور الأحادية العمياء والحرب الاستباقية قبل الكسر الكبرياء وقبل السقوط تشامخ الروح أمثال سليمان نرد على هذا الواقع بغبطة سلبية في بعض الأحيان فهناك من يعتقد أننا نعيش في أحسن العوالم الممكنة إذ قيل لهم أنه حتى تحقيق الحاجات الماسة محال من ناحية أخرى يغمرنا خوف هائج وسلبي من كارثة خفية تحدث كما قال غوته عندما يكف الله عن محبة مخلوقاته ليدمر كل شيء ويبدأ تماما من جديد أستسلم الفضاء بفضل الصورة نستطيع أن نصل إلى كل مكان في لحظة¡ ولكن الوقت غدا غبارا مشتتا في صور تحجب عنا تخيل الماضي وتذكر المستقبل قد نغدو عبيدا لصور تحليلية لم نخترها لأنفسنا قد نغدو بشرا◌ٍ ليøنين بشوشين نسلى أنفسنا حتى الموت أعتقد أن على تلك الحقائق أن تدفعنا للتأكيد على أن اللغة هي حجر أساس الثقافة بوابة التجربة سقف الخيال قبو الذاكرة غرفة نوم الحب وقبل كل شيء نافذة مفتوحة على هواء الشك وعدم اليقين والمساءلة.
كارلو سرفوينتيس الروائي المكسيكي