مقتل فرنسيين ويونانيين بتحطم مقاتلة اف-16 في إسبانيا

أدى تحطم مقاتلة يونانية من طراز اف-16 بعد ظهر أمس الأول لدى إقلاعها في جنوب شرق اسبانيا إلى مقتل ثمانية فرنسيين ويونانيين اثنين كانوا في قاعدة تابعة لحلف شمال الأطلسي لتدريب الطيارين في جنوب شرق اسبانيا.
وقالت وزارة الدفاع الاسبانية: إن 21 شخصا جرحوا هم 11 ايطاليا وعشرة فرنسيين موضحة أن خمسة جرحى يعانون من حروق خطيرة ونقلوا إلى مركز متخصص في مدريد.
ووقع الحادث خلال تدريب في قاعدة لوس يانوس الجوية في مقاطعة الباثيتي (حوالى 250 كلم جنوب شرق مدريد). وقالت الوزارة أن الطائرة عند أقلاعها “فقدت قوتها وسقطت فوق مكان توقف الطائرات” حيث صدمت خمس منها.
وتحدث رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي بنفسه بالتفصيل عن الحادث مباشرة عبر التلفزيون. وقال: “يبدو أن هناك شخصين قتلا من التابعية اليونانية وثمانية فرنسيين”. وأوضحت وزارة الدفاع الاسبانية أن الطيارين اليونانيين برتبة كابتن وهما قائدا طائرة ألاف-16.
أما في الجانب الفرنسي فبين القتلى ثلاثة برتبة كابتن وواحد برتبة لفتنانت. إلى ذلك قالت الوزارة الاسبانية إن فرق الإطفاء عملت ساعة كاملة لإطفاء الحريق.
وأكدت الرئاسة الفرنسية مقتل مواطنيها الثمانية. وقال قصر الاليزيه في بيان: “بألم كبير تبلغ رئيس الجمهورية مقتل ثمانية طيارين في حادث ناجم عن تحطم مقاتلة من طراز أف-16 بعيد اقلاعها” من قاعدة لوس لانوس.
وأوضح البيان أن “الحادث أدى أيضا إلى إصابة ستة عمال تقنيين بحروق وجروح خطيرة وفقا لما أعلنته السلطات الاسبانية”. وتحدثت وزارة الدفاع الفرنسية عن جريح “في حالة طارئة قصوى واثنين في غيبوبة اصطناعية”.
وكان يفترض أن تقوم المقاتلة اليونانية بمناورات في أطار تدريبات ينظمها حلف شمال الاطلسي ضمن برنامج القيادة التكتيكية. وأظهرت لقطات فيديو سجلها هواة واطلعت عليها وكالة الصحافة الفرنسية طائرة تحترق وينبعث منها دخان اسود كثيف ثم ثلاثة أعمدة من الدخان. واضطرت فرق الإطفاء والإنقاذ للعمل على اخماد النيران أولا قبل تحديد عدد الضحايا.
وفتح تحقيق لمعرفة أسباب الحادث. ووصل وزير الدفاع الاسباني بيدرو مورينيس ورئيس أركان سلاح الجو الجنرال خافيير غارثيا ارناييث مساء أمس الأول إلى القاعدة بينما سيتوجه وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان إلى المكان بعد ظهر أمس الثلاثاء.
وتضم هذه القاعدة منذ 2010م حسب موقعها على الانترنت مركزا للتدريب تابعا لحلف الأطلسي. وقال ناطق باسم الوزارة: “إنها مدرسة للطيارين تستقبل عشر جنسيات”. ويقوم المركز بتأهيل طيارين في مختلف الاختصاصات بما في ذلك الحرب الالكترونية والاستطلاع والمعارك الجوية.

وقال الموقع الالكتروني لوزارة الدفاع الفرنسية انه برنامج “من الأشهر والأكثر صرامة في العالم” لطياري الطائرات الحربية. ويتم تأهيل الطيارين فيها على طائرات ميراج أو اف-16.
وقال الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ في بيان: “اشعر بحزن عميق لحادث الطائرة في قاعدة لوس يانوس الذي سبب سقوط عدد كبير من الضحايا” بدون أن يضيف أي تفاصيل. وأضاف: إنها مأساة تمس كل أسرة الحلف الأطلسي” معبرا عن تعازيه لأسر الضحايا.