لا تستعجل حصد النتائج

محمد عواد –
كل الخطط يتم وضعها بإتقان ويكون المتوقع منها تحقيق النتائج المرجوة لكن شيئا ما يجعلها لا تؤتي ثمارها فنتوقف ونقول: “كفى”.
يقول توماس إديسون “كثيرون ممن فشلوا لم يدركوا مدى قربهم من النجاح عندما استسلموا” وهي مقولة تأتي من رجل لخص تجاربه الفاشلة قبيل اختراعه المصباح الكهربائي بقوله “تعلمت 999 طريقة لا يعمل بها المصباح” ومن هنا تبدأ مشكلتنا مع الخطط الصحيحة التي لا تؤتي ثمارها فنقول ظروف وندعي الحكمة لأننا توقفنا.
روي رايموند رجل أعمال أمريكي صاحب فكرة متاجر فيكتوريا سيكريت بدأ مشروعه مقترضا 80 ألف دولار من البنوك وأقربائه وبعد 6 سنوات وفي عام 1982 باع مشروعه التجاري بمليون دولار إلى شركة أخرى لكن 10 سنوات بعدها فقط كانت قيمة هذا المشروع مليار دولار .. فانتحر رايموند عام 1993 من جسر البوابة الذهبية في الولايات المتحدة وهي صورة تشرح الكثير.
روي رايموند كان عبرة لمارك زوكلبرج مؤسس الفيسبوك فقد اعترف شون باركر مؤسس موقع نابستر الشهير بأن القصة التي وردت في فيلم الفيسبوك صحيحة حيث استشهد باركر برايموند وانتحاره محذرا مارك من بيع الموقع مبكرا لأنه سيساوي المليارات .. فاقتنع زوكلبرج وباتت قيمة الفيسبوك الآن أكثر من 100 مليار دولار حسب آخر تقديرات – ليس هناك خطأ في الرقم – علما أنه كان قريبا من بيع معظمه مقابل 2.5 مليون دولار فقط.
رايموند هذا رجل استعجل فانتحر وزوكلبرج رجل صبر فباتت ثروته فوق التصور ونحن مطالبون في حياتنا فقط بالصبر وعدم استعجال حصد النتائج فما دمنا نثق بخطتنا فلنبق عليها ونرفض أن تطردنا منها خفافيش الأفكار السلبية .