ورحل صانع الإبهار الغرائبي *

كان فنانا » قال عنه المخرج الكبير السير ريدلي سكوت انه ذلك هو الفنان السويسري .» حقيقيا و مبدعا أصيلا هانس ردولف جيجر الرسام و النحات و مصمم الديكورات الذي توفي في 12 مايو الجاري اثر سقوطه من سلم منزله
في زيوريخ عن 74 عاما .و رغم ابتعاده عن الأضواء ألا أن أعماله الفنية تتحدث عن نفسها و منها حصوله عام 1980 م على جائزة الأوسكار عن أفضل مؤثرات بصرية الذي أخرجه » ألين » في فيلم الخيال العلمي الشهير سكوت .في عالم السينما و صناعة التصاميم الفنية يظل اسمه متداولا و هو المتميز بابتكاره للأشكال التي تمزج
الجسد البشري بالآلات الميكانيكية و التي ظهرت في عديد من الأفلام و العروض الموسيقية .فمنذ درس الهندسة والتصميم في مدينته زيوريخ و هو معروف بتجسيداته الحلمية الغريبة و التي جعلته يتبوأ مكانه كرسام و مصمم
عالمي.
كانت تصميماته السريالية ثورية وكابوسية و تحمل إيحاءات قادمة من عوالم أخرى و يمكن الجزم أن مجمل إعماله تستكشف العلاقة بين الكائن البشري و الآلة ما دفعه لابتكار صور سريالية تدمج البشر مع أجزاء صناعية الحيوي- الميكانيكي « , و هو الأسلوب الذي اسماه هو بال يتحدث عن رسوماته قائلا : ان لوحاتي تترك انطباعا .»
قويا على الناس المجانين . كثير من الناس يعتقدون في اعمالي كما اعتقد أنا .إذا أعجبتهم لوحاتي فهذا يعني «. أنهم مبدعون او انهم مجانين كل منحوتاته و لوحأته و تصاميمه للأثاث و الديكور معروضة في متحف يحمل اسمه أقيم عام 1998 بين أروقة قلعة يعود تاريخها إلى القرون الوسطى و تقع في منطقة
جريرية وسط سويسرا و يضم المتحف أيضا إلى جانب مجموعة جيجر أعمالا لسلفادور دالي .
طور جيجر أسلوبه الفني من الرسم بالحبر إلى الاستخدام الحر للبخاخ الملون ليخلق كائناته الغريبة و المتوحشة و التي تمزج الإنسان بالآلة أو تكون أشكالا متداخلة بين البشر و الحيوان او على هيئة مسوخ متداخلة التركيب .
كما عرف » الفن المظلم » وصفت أعماله أيضا بأنها نوع من الى جانب » الواقعية الفانتازية » بأنه أشهر فنان عالمي في في تعزيز رؤيته الفنية والتي » الفن المفاهيمي » إفادته من جسدها في كثير من الكتب المصورة و الملصقات و التي
ألهمت بدورها الكثير من الفنانين و المبدعين .
يبدو انه يرسم أشكالا غريبة » قال عنه احد النقاد ,لكنك قلما نظرت مليا كلما أدركت ان ما يرسمه هو كانت إبداعات جيجر نابعة من «. أشكال مقلوبة منا الجاثوم الليلي الذي كان ينتابه أثناء النوم ما دفعه للخضوع للعلاج عن طريق الفن كي يتخلص من كوابيسه المفزعة , لكن من المنصف القول إنه بأعماله
الفنية قد أزعج نوم الكثيرين فأعماله إما أنها مثيرة للمتلقي أو مفزعة و لا يوجد خيار آخر فجيجر
استطاع تصوير عالم الكوابيس المذعر بشكل جميل ومدهش .
*مادة مترجمة