ذات يوم في ديوان عام وزارة الشباب والرياضة، وكالمعتاد ألتقي بزملاء العمل ومنهم بعض من قدامى رياضة الزمن الجميل، من الرعيل الأول المؤسسين أمثال الأستاذ القدير/حسن الخولاني، والأستاذ/حسن اللساني والأستاذ/حسين هجوان والكابتن/عصام دريبان والكابتن/عصام القصوص، والكابتن/احمد زايد الذي دار بيني وبينه حديث حول المدرب اليمني وإمكانياته التدريبية وقدرته على العطاء وخدمة الوطن، كما تطرقنا إلى عدم الاستفادة من الكثير من اللاعبين القدامى أصحاب المهارات والقدرات والخبرات العالية، إلى أن وصلنا إلى نقطة التأهيل والتعليم التي يفقدها الكثيرون منهم، فتذكرت البرنامج العلمي التأهيلي الذي كان يطبق في مثل هذه الحالات في الجزائر وتحديدا في المعهد الوطني العالي في علوم وتكنولوجيا الرياضة الذي كنت ادرس فيه وحضَّرت رسالة الماجستير في علوم وتكنولوجيا الرياضة فيه، هذا البرنامج عبارة عن دبلوم علمي مدته عامان يتم من خلاله تأهيل مدربي المنتخبات الوطنية الجزائرية في مختلف الألعاب، من ذوي الخبرات والقدرات والمهارات الرياضية وقدامى الرياضة والذين لم يحالفهم الحظ في الالتحاق بالمدارس والجامعات والحصول على شهادة علمية إضافة الى خبرتهم الرياضية، لذلك تواصلت مع سفير الرياضة اليمنية في الجزائر البوفيسور/عبدالسلام الريمي أستاذ مساعد في جامعة الجزئر، لتزويدي بنسخة من البرنامج وملحقاته الرسمية، لكي نستفيد منه في تعليم الخبرات اليمنية، والتعرف على الأنواع المختلفة للخبرات الرياضية، والتي ترتبط بالعلم، ويمكن الاستفادة منها في تأهيل وتعليم ذوي الخبرات من قدامى الألعاب الرياضية المختلفة، ومن ثم الاستفادة في مجال تدريب وتعليم الفرق الرياضية والمراحل العمرية البراعم والاشبال والناشئين، كون هذه المراحل بحاجة إلى من يرعاهما رعاية ابوية إضافة إلى إكسابهم الخبرات والتدريب الرياضي الفني العلمي، بالاستعانة بالأنواع المختلفة من الخبرات الرياضية التدريبية والتي منها:
النوع الأول (الخبرات المباشرة): يحصل الفرد الرياضي المتعلم على هذه الخبرات نتيجة تفاعله مع المجتمع الرياضي المحيط به، من خلال النشاط والاحتكاك مع البيئة والممارسة العملية الفعلية، فالفرد الرياضي المتعلم يمارس مهارات كرة القدم عملياً داخل الملعب المخصص للعبة، وبذلك يكتسب خبرات مباشرة.. لذلك فإن التعلم الرياضي على أساس الخبرات المباشرة يعتبر أمراً ضرورياً وأساسياً في العملية التعليمية لتعلم المهارات الرياضية؛ لأنه يتم عن طريق الممارسة العملية في مواقف اللعب، حيث لا يمكن للفرد الرياضي اللاعب أن يتعلم مهارات السباحة نظرياً دون أن يدخل حمام السباحة ويمارس مهاراتها.
النوع الثاني (الخبرات المصاحبة): وهي الخبرات التي يكتسبها الفرد الرياضي المتعلم نتيجة لمروره بالخبرات المباشرة أو غير المباشرة، ومن أهم الأمثلة على الخبرات المصاحبة اكتساب الفرد الرياضي المتعلم حب أو كراهية مادة تعليمية أو لعبة رياضية أو شخص معين؛ بسبب مروره بمواقف إيجابية أو سلبية صاحبته أثناء ممارسته اللعبة الرياضية.
النوع الثالث (الخبرات التعليمية): هي عبارة عن مجموعة من الممارسات الرياضية المخطط لها، والتي يقوم بها الأفراد الرياضيون المتعلمون، وفقاً لرغباتهم وميولهم واستعداداتهم في ضوء الإمكانات المتوفرة وتكون تحت إشراف مباشر من المدرس الرياضي أو المدرب الرياضي أو بتوجيه من أحدهما .
النوع الرابع (الخبرات غير المباشرة): نظراً لصعوبة تعلم كل شيء عن طريق الخبرة المباشرة مثل تاريخ الألعاب الأولمبية، يجب على المتعلم قبل ممارسة المهارة عملياً أن يستمع إلى شرح المدرب للنواحي الفنية لأداء المهارة والنواحي القانونية، وبعد أن يكتسب الفرد الرياضي المتعلم هذه الخبرات غير المباشرة يمكنه الذهاب إلى الصالة أو إلى المعلم لتطبيق ذلك عملياً، فالخبرة غير المباشرة تعتمد على ما لدى الفرد الرياضي المتعلم من قدرات بدنية أو مهارية أو عقلية، مثل (التذكّر، التصوّر، التخيّل، التحليل).
على هذا الأساس قمت بالتوجه إلى كلية التربية البدنية والرياضية «وبعد عرض فكرة تأهيل قدامى الألعاب الرياضية على معالي الوزير الذي ابدى موافقته وتحمس للموضوع بشدة»، وفي الكلية التقيت البروفيسور/عبدالغني مطهر والبروفيسور/نجيب جعيم وبصحبتي البروفيسور/أحمد جاسر والدكتور بكيل الصوفي وعرضنا فكرة فتح برنامج تعليمي لأصحاب الخبرات الرياضية القدامى القادرين على العطاء والالتحاق بميادين التدريب، للاستفادة من خبراتهم الرياضية الطويلة وتفعيل أنواع الخبرات الرياضية المختلفة المذكورة أعلاه في ذاكرتهم، ومنحهم دبلوماً علمياً رياضياً بعد سنتين من التعليم والتدريس المصحوب بالخبرة، وما يزال الموضوع قيد الدراسة والبحث للخروج بتصور مكتمل يدفع أصحاب القرار إلى الموافقة على الفكرة واعتمادها ومنح الضوء الأخضر للكلية لتشرع بتنفيذها إن شاء الله في العام الدراسي القادم 22022 – 2023م.
