عـاشـق فـي محـراب تـاريخ الـيـمن

محمد القعود
بعلمه وإبداعه أضاء الكثير من زوايا التاريخ المعتمة، وقدّم للمكتبة اليمنية والعربية الكثير من الأعمال والدراسات التاريخية الجادة والخصبة بمضامينها وموادها وغزارة معلوماتها الدقيقة والموثقة، وأرّخ ووثّق الكثير والكثير من الأحداث والوقائع والمراحل الزمنية التي مر بها اليمن العظيم، وخاصة في العصر الحديث والمعاصر..
إنه الأستاذ الدكتور سيد مصطفى سالم، علاَّمة عصره في تخصصه ورائد زمانه في دراساته، وعاشق التاريخ، ودارس حقبه وفصولهِ وأحوالهِ المختلفة.. والباحث والدَّارس المثابر والعالم الحصيف الخبير اللبيب بصفحات الأيام ومجاهلها والغوَّاص الماهر في بحور ومراحل التاريخ وتقلباته .
هذا الإنسان الرائع، الذي وهب عمره وحياته لعلمهِ فكان ذلك النجم الباهر والمضيء والنهر المنساب والنبع المتدَّفق بالعطاء الذي لا ينضب..
هذا الإنسان العلم والنادر والرائع الذي امتلأ قلبه بحب وعشق اليمن وتاريخه وحضارته، فقدَّم له الكثير من العطاء الفكري والعلمي في مجال التاريخ.. ورفد المكتبة اليمنية والعربية بالعديد من المؤلفات والبحوث والدراسات التاريخية الهامة والقيِّمة، كما أسهم في رفد اليمن بالعديد من الوثائق التاريخية الهامة والتي كان لها دورها في حسم الكثير من القضايا الحدودية ومنها قضية أرخبيل جزر حنيش بالبحر الأحمر..
كان وظل وسيبقى قامة علمية شامخة وشخصية جديرة بالتقدير والاحترام وأحد كبار الدارسين والباحثين في الدراسات التاريخية ,وخاصة التاريخ اليمني الحديث..
رحم الله الدكتور/سيد مصطفى سالم الذي غادرنا إلى الحياة الأخرى خلال الأيام الماضية.. نسأل الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جنانه.