لا منزل .. لا مفتاح

محمد المساح

قال الأول للثاني: تعلمت من الأيام حكمة هي أن لا أسلم مفاتيح بيتي لأحد
قال الثاني: أما أنا فقد تعلمت من الأيام حكمة أخرى أن لا يكون لي منزل ولا مفتاح
هكذا دائما بين البر والبحر مراكب ورياح ملفعا بالأرجوان والخرز الملون اجلس على أخشاب مركبي العالية أطوف البحار ثم أضيع في الهواء كأفكار بلا مأوى ومثلما تلفظ البيضة الكلسية طائرة الرخ إلى الفضاء يلفظني البحر إلى البر والبر إلى البحر وكعشب هائم اسلمت من قديم الزمان مفاتيح بيتي للرياح وقلت لعابر سبيل تعال خذ .. هذه لك ثم أطلقت هذه الأغنية في الهواء .. ما أسعدنا لا منزل ولا مفتاح للطيور أجنة ولنا أفكار لغجري قدماه وناره وحماره .. ولنا أخشاب تنتظر على الشاطئ مراكب وصواري وأشرعة كثير وبعد عشرة آلاف عام من التطواف بلا غاية .. سنعود حتما على متن مراكبنا إلى سواحلنا الحبيبة لننتظر في العنابر .. مراكب أخرى تعيدنا إلى البحار.
محمد علي شمس الدين
معركة
بعد عشر سنوات من النسيان لم يتغير شيء أنت صرت زوجة في قفص وأنا صرت كهلا بلا جدوى
لازلت كعادتي أشرب الشاي وأكتب قصائد عن الحب وعن رغبتي في أن يتغير طلاء الحجرة لقد دسست أزهار كثيرة بين الكتب أعرف أنها لن تنمو ولكنها على الأقل ستطرد اليأس من قصائدي.
“عبدالرحيم الخصار”
سأرقص على الحبال
ربما قمت بشيء آخر فيما بعد بعد أن انتهى من كوني شاعرا أن عاجلا أو آجلا ستنفذ الكلمات مني.
لعلك تدرك هذا والجميع بداخلهم هذا القدر على وجه التحديد من الكلمات وعندئذ أين تراني سأكون¿
أحسب أنني سأرغب في أن أكون بعد ذلك من رجال مكافحة الحرائق وأن أصبح عقب ذلك طبيبا فلا فرق وآخر سأكونه هو لاعب السير على الحبال العالية وعن ما يوغل بي العمل في مسيرته وأكون قد تعلمت كيف أسير كالآخرين.
عندئذ سأرقص على الحبال وسيحس الناس بالذهول حتى الأطفال الصغار هذا هو ما أحب أن أفعل أن أرقص على الحبال حتى أموت.
“بول أوستر” ثلاثية نيويورك