وماذا بعد الابراج المتحركة ¿!

أحمد غراب

الله يرحمك يا جحا لو كنت عايش لاستلهمت من حالنا في اليمن آلاف النوادر والطرائف.
تذكرت قصته مع الحمير العشرة عندما ركب فوق حمار منها وعد الحمير فوجدها تسعة فقط وقضى معظم وقته في البحث عن الحمار العاشر ناسيا انه الحمار الذي يركبه.
وكذلك حال الحكومة تنفق جهدها ومالنا في البحث عن حلول وقتية عقيمة تكلفتها مليارات وتتناسى الحل الجذري الحقيقي المتمثل بتطبيق القانون وفرض هيبتها واستئصال التخريب والحرابة والفلتان الأمني من الجذور.
طيب وفرتم ابراجا متحركة للكهرباء والنفط كيف ستحمونه ¿
هل هناك صفقة انابيب متحركة للنفط على غرار الكهرباء¿
الحل في حكومة متحركة وأمن متحرك وعقول متحركة وليس في أبراج متحركة ومشاريع تستهلك مليارات في الهواء .
اكثر من ربع ميزانية الدولة تذهب في الإنفاق على الكهرباء وياليت أن فيه كهرباء لكن لا اسلمتم الميزانية ولا أمنتم الكهرباء !!
كل تخريب في البلد وراءه مصالح كبرى انظروا إلى تكلفة المناقصات والمشاريع والمبالغ التي تم انفاقها خلال العامين الاخيرين مبالغ تكفي لاضاءة قارة بأكملها.
بإختصار تخريب الكهرباء : بقرة حلوب تدر الكثير من المليارات والمصالح ولهذا لايمكن أن تصلح أي كهرباء ستظل تالفة حتى تدر المزيد من المقاولات والهبرات والهبشات .
تكلفة المحطة الغازية تصل إلى مايقارب اربعمائة مليون دولار والغاز هو انسب طريقة لتوليد الكهرباء في اليمن وتستطيع الدولة بالاتفاق مع القبائل تشكيل حراسة من ابناء القبائل بشكل عام وبمعاشات شهرية محددة مع توصيل الكهرباء لتلك المناطق لكن لايوجد عقول متحركة تتعامل بذكاء مع المشكلة.
يوجد فقط مشاريع كرتونية باهظة التكلفة كلما فشلت يعودوا إلى شراء الوقود الاحفوري بملايين الدولارات والتسبب بأزمة مشتقات نفطية في البلد.
الحلول الوقتية التي تستهلك مبالغ مهولة في هذه الظروف الصعبة انما هي ترقيع في ثوب بالى وفقاعات صابون ومزيقات وضحك على الدقون واستغلال للوضع الذي يمر به البلد.
ينبغي أن يكون هناك محاسبة على كل مشروع لايعود بالفائدة على الوطن يعني تستهلك كذا مليار في شراء كذا وكذا لتوفير الكهرباء ولاتتوفر كهرباء بل تأت بمشروع آخر يكلف كذا وكذا مليار وعليها لا اسلموا الميزانية ولاوفروا الكهرباء.
……….
اللهم ارحم ابي واسكنه فسيح جناتك وجميع اموات المسلمين
عطروا قلوبكم بالصلاة على النبي