التمور المخزنة والمغشوشة.. سموم حال عليها الحول


* طرق تخزين سيئة وأساليب عرض أسوأ
* رمضان موسم لتصفية المخازن.. والمواطن يخضع لقدرته الشرائية
يعد شهر رمضان موسماٍ لرواج التمور كسلعة ضرورية يزداد الطلب عليها حيث لا يمكن لأي مائدة إفطار أن تخلو منه فعلاوة على أن الإفطار بحبات من التمر يعد اتباعاٍ للسنة النبوية الشريفة فإن الفوائد الصحية لتناول التمر على مائدة الإفطار كثيرة جدا غير أن مشكلة تبرز كل عام بالنسبة لهذه السلعة مع اقتراب حلول شهر رمضان إذ تمتلئ الأسواق بالكثير من الأصناف والمنتجات من هذه التمور والتي يكون البعض منها قد حال عليه الحول وربما أكثر وهو مكدس في المخازن حتى انتهت صلاحيته وغدا مصدر خطر على صحة المستهلك ومنها ما طالته عمليات غش وخلط التالف منه بتمور جديدة كي يتجنب التجار الخسارة حتى وإن كان ذلك على حساب أرواح الناس وصحتهم.

نظرا لما يمثله شهر رمضان المبارك كموسم لرواج التمور كسلعة غذائية يزداد الطلب والإقبال عليها في هذا الشهر مما يمكن تجار التمور من ضمان أرباح محققة في هذا الموسم فإن ما هو حاصل هذه الأيام هو أن الأسواق مكتظة بالعديد من الأنواع والأصناف من التمور وبعبوات مختلفة الأشكال والأحجام منها ما هو معروف بلد المنشأ وكيف دخل إلى السوق المحلية وتاريخ الإنتاج والانتهاء ومنها ما هو مجهول ولا يمكن الحصول على أي من تلك المعلومات حوله.
يحدث كل ذلك في ظل ضعف الرقابة على السوق بشكل عام وسوق التمور بشكل أخص بالإضافة إلى إهمال المستهلك أو جهله حول مسألة تحري أي من المعلومات التي تتعلق بصلاحية المنتج.
محمد على جابر مواطن: لا يمكنني التمييز في ما إذا كان التمر قد انتهت صلاحيته أم لا حيث أنني أشتري بالكيلو من أي محل يبيع التمور فقدرتي الشرائية لا تسمح لي بشراء عبوة كبيرة كما أني لا أثق بالعبوات البلاستيكية 1 كجم حيث سبق أن اشتريت إحداها العام الماضي وحين فتحتها كان لون التمر متغيرا وكذلك طعمه يميل إلى الحموضة ونكهته غير مستساغة ولم يكن مكتوباٍ على العبوة تاريخ الإنتاج والانتهاء ولذلك فأنا أعتمد على صاحب محل معين في شراء التمر بحيث لو أني وجدت أن ما اشتريته منه غير صالح للتناول أعيده إليه.
يقول المواطن مختار صالح: لكثرة أنواع التمور التي يمتلئ بها السوق خلال شهر رمضان فإنه يختلط الأمر على المستهلك ولا يستطيع أن يميز بين السلعة الجديدة والمخزنة أو منتهية الصلاحية بالإضافة إلى أن كثيرا من المستهلكين لا يهتمون لتاريخ الإنتاج والانتهاء والبعض منهم أميون لا يعلمون شيئا عن هذا الأمر وبالتالي فهناك الكثير من التمور تكون مخزنة منذ الموسم الماضي ونتيجة لكثرة الإقبال عليها مع حلول شهر رمضان فإن التجار يدفعون بها إلى الأسواق وقد تباع بأسعار أعلى مما كانت عليه العام الماضي.
ويضيف مختار: بعض التمور حتى وقد ظهرت عليها علامات انتهاء صلاحيتها فإن التجار وأصحاب المحلات والبسطات بشكل خاص يعرضونها بسعر أقل مما هي عليه فيما لو كانت جديدة وفي مثل هذه الحالة تلقى إقبالا من المواطنين وخاصة محدودي الدخل والفقراء الذين يجدون أنها تتناسب مع قدرتهم الشرائية جاهلين ما قد تسببه لهم من أضرار صحية كبيرة.
عمليات غش واسعة
علي مونس تاجر تمر يقول: لقد تميز موسم التمور هذا العام بأنه تم كسر احتكار استيراد التمور فبعد أن كان يتم الاستيراد عبر تاجر واحد أو اثنين أصبح الباب هذا العام مفتوحا أمام العديد من التجار كما أن وزارة الصناعة والتجارة وهيئة المواصفات والمقاييس قالت بأنه تم الفحص على جميع شحنات التمور التي دخلت البلاد عبر هؤلاء التجار وهذا شيء إيجابي ويصب في صالح المواطن والحفاظ على سلامته.
وعن الغش الذي تتعرض له التمور يقول علي مونس مهما كانت الإجراءات التي اتخذت من الجهات المعنية لمنع استيراد التمور الفاسدة أو منتهية الصلاحية أو غير المطابقة للمواصفات فإن ذلك لا يعني أنه تم القضاء على عملية غش التمور حيث هناك العديد من ضعاف النفوس الذين يقومون بغش التمور وخلط ما كان مخزنا من العام الماضي بتمر جديد ومن ثم إنزاله إلى السوق على أنه من إنتاج هذا العام.
ويضيف مونس: هناك العديد من المكابس التي تم استيرادها من الصين لغرض خلط التمور وغشها وهذا الأمر يحتاج إلى رقابة من الجهات المعنية على الأسواق والقيام بنزول مفاجئ وحملات تفتيش ومن المؤكد أنهم سيكتشفون الكثير من حالات الغش هذه.

حماية المستهلك تحذر
غش التمور ليست ظاهرة جديدة على السوق اليمنية حيث سبق لجمعية حماية المستهلك في سنوات سابقة أن حذرت من مسألة غش التمور حيث أوضحت أنه يتم خلط التمور الرديئة والمنتهية الصلاحية والمخزنة من أعوام سابقة بتمور جديدة ومن ثم إعادة تعبئتها بدون أي بيانات إيضاحية توضح تاريخ الصلاحية أو مصدر التمور غير أن تحذيرها هذه السنة لم يقتصر على غش التمور وإغراق السوق بتمور مخزنة إما تم تخزينها في بيئة وظروف لا تحفظ صلاحيتها أو أنها منتهية الصلاحية أو مخلوطة بل تضمن تحذيرها أن التمور وهي بحسب الإعلانات الصادرة من منظمة الصحة العالمية ناقل لفيروس كورونا تدخل إلى البلاد دون أن يتم فحصها مما قد يعزز من إمكانية احتوائها على الفيروس ونقله إلى المستهلكين.
رئيس الجمعية اليمنية لحماية المستهلك فضل مقبل منصور تحدث عن طول الفترة بين شهر رمضان هذا العام وبين موسم التمور إذ أن المعروف أن موسم قطاف التمر هو ما بين شهري يوليو وأغسطس من كل عام وذلك يعني أن قرابة عام هي المدة التي تم فيها تخزين التمور إلى أن يتم عرضها مع اقتراب شهر رمضان وبالتالي فلا أحد يعرف هل تم حفظ هذه التمور وتخزينها لمدة تقارب العام بطريقة صحيحة وفي ظروف تخزين تحافظ على صلاحيتها أم لا.
ويضيف منصور: لقد بات من المعروف أن الأسواق الشعبية تزخر بالعديد من أنواع التمور التي تباع في أغلب الأحيان بأسعار زهيدة جداٍ ما يعني أنها إما منتهية الصلاحية أو مغشوشة ومخلوطة فبالنظر إلى الفارق الكبير بين سعر الكيلو من التمر الصالح للاستخدام حتى وإن كان من النوعية الرديئة وبين سعر هذا التمر الذي يباع في الأسواق الشعبية والبسطات تكتشف أن هناك عمليات غش كبيرة والدليل هو رخص سعرها إذ تباع الكيلو أحيانا بـ 100 إلى 150 ريالاٍ وهذا من غير المعقول أن يكون إلا في حالات الغش.

التخزين وطريقة العرض
صحة البيئة هي الأخرى حذرت من حالات الغش التي تطال التمور حيث أكد الدكتور محمد الأصبحي مدير عام صحة البيئة بأمانة العاصمة أن السوق تعج بالكثير من أنواع التمور المخزنة والتي لا أحد يعلم كيف تم تخزينها لأكثر من عام علاوة على عرضها بطريقة سيئة خاصة المعروض منها على الأرصفة والبسطات وفي أبواب المحلات وذلك نتيجة لما تتعرض له من حرارة الشمس والغبار والأتربة وغيرها.
ويضيف الأصبحي: وإذا ما أخذنا في الاعتبار أن فترة صلاحية التمور لا تتجاوز سنة من تاريخ الإنتاج فإن هذا مما يضاعف من خطورة الأمر وبالتالي فإن إدارة صحة البيئة تحاول جاهدة القيام بدورها في هذا الجانب عبر عمليات النزول الميداني والتفتيش عن هذه السلع المغشوشة والمخزنة من أعوام سابقة.

قد يعجبك ايضا