اليمن.. بين تجديد الهدنة الإنسانية وخطورة ما بعدها!

محمد صالح حاتم

لا أحد يحب الحرب واستمرارها، إلاّ تجار الحروب.. !
بينما السلام والأمن والأمان الكل ينشده ويسعى لتحقيقه، وهو مطلب الشعوب وغايتها.
ونحن في اليمن أكثر من سبعة أعوام حرب وعدوان وحصار خارجي يقوده ويفرضه علينا تحالف عالمي بقيادة أمريكا والكيان الصهيوني وبريطانيا وأذيالها السعودية والإمارات.
وعندما فشل هذا التحالف في تحقيق أهداف عدوانه، وأصبحت المعركة العسكرية خارج سيطرته، وفقد زمامها، وباتت إدارتها بيد الجيش اليمني ولجانه الشعبية، وبعد أن أصبحت المدن والمنشآت النفطية والغازية السعودية والإماراتية تحت رحمة الصواريخ والطيران المسيَّر اليمني، وبهدف التخفيف من آثار وتبعات الحرب روسيا الأوكرانية ومنها أسعار المشتقات النفطية والغازية، والتي تضررت منها أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي، اضطرت أمريكا إلى استخدام ورقة الهدنة في اليمن، بحيث تضمن عدم استهداف المنشآت النفطية والغازية في السعودية والإمارات، من قبل الطيران المسيَّر اليمني والقوة الصاروخية اليمنية، سعت أمريكا لإعلان الهدنة في اليمن تحت مسمى الهدنة الإنسانية، ببنود إنسانية للتخفيف من معاناة الشعب اليمني في ظاهرها ، وفي باطنها تحقيق مصالح ومآرب أمريكية.
فالهدنة هي بمثابة بقاء اليمن (بين اللا سلام.. واللا حرب ).
فلا هي حرب ولا هي سلام بحيث تخرج القوات المحتلة للأراضي اليمنية، وعدم تدخلها في الشأن الداخلي اليمني، وجلوس اليمنيين على طاولة المفاوضات لتقرير مستقبل بلدهم بأنفسهم.
اليوم ومع تجديد الهدنة لمدة شهرين بنفس الشروط، والتي لم تنفذ كاملة ًطيلة الأربعة الأشهر الماضية، فالسفن النفطية لم تصل إلى ميناء الحديدة إلا 29 سفينة من أصل 36 سفينة، والرحلات الجوية لم يكن عددها كما هو متفق عليه، ومنها الرحلات إلى القاهرة والتي لم تصل إلا رحلة يتيمة فقط، بينما كان من المفترض وصول 16رحلة.
وكل هذه الشروط هي إنسانية والمستفيد منها الشعب اليمني وليست السلطة الحاكمة في صنعاء، وهي مطالب حقوقية مشروعة، ولكن دول التحالف تتنصل عن تنفيذها، والمبعوث الأممي لا نجد منه إلا الشعور بالقلق فقط، ولا يمارس دوره كما يجب، من خلال الضغط على الطرف المعرقل، بل إن كل بياناته وإحاطاته لمجلس الأمن يراوغ فيها ولا يتكلم بالحقيقة، وكلها أمنيات ودعوات فقط، ولا نجد نية صادقة لإنهاء الحرب والعدوان على الشعب اليمني وإعلان تحقيق السلام الشامل، وترك اليمن لليمنيين انفسهم بدون تدخل في شؤون اليمن الداخلية من أحد.
وهذه هي سياسة أمريكا التي تسعى من خلالها لإخراج السعودية وإخراج نفسها من الحرب على اليمن وتبرئة نفسها من الجرائم التي ارتكبتها بحق أبناء الشعب اليمني، وتحويلها إلى حرب داخلية أهلية بين الأطراف اليمنية، وعندها تتحول مطالبنا إلى مطالب حقوقية إنسانية متمثلة في السماح بدخول المشتقات النفطية، وتسيير الرحلات الجوية لجهات يحددونها هم، وفي الأخير توفير المرتبات، وتحت إشراف أممي ودولي.
وتحت البند السابع، بقي الوضع كما هو عليه أجزاء من الأرض اليمنية تحت الاحتلال والحكم السعودي الإماراتي، ووجود قوات أمريكية صهيونية بريطانية في السواحل والجزر اليمنية، ووجود أكثر من سلطة حاكمه واكثر من جيش وقوات عسكرية، بلد مجزأ مشتت تحكمه وتتحكم به اللجنة الرباعية.
فعلينا الانتباه لخطورة المرحلة القادمة وخبث المخطط الذي تسعى إليه أمريكا، وهو يمن بلا استقلال أو سيادة، فصائل وطوائف متفرقة مدعومة خارجيا ً، لا دولة ولا نظام ولا قانون.
شعبٌ تحت رحمة دول العدوان ينتظر منهم السماح بدخول المشتقات النفطية والغازية والمواد الغذائية الأساسية، وهم من يصرفون مرتبات الموظفين.

قد يعجبك ايضا