مكانة الحسين غُيِّبت ومسيرة جهاد لا تكاد تذكر في مناهج تعليم الأجيال

في يوم عاشوراء يوم العاشر من محرم وقعت أعظم فاجعة.. انها مأساة خلد التاريخ ذكرها في حياة هذه الأمة التي دينها الإسلام لقد ارتكب من يحسبون على الاسلام ويسمون أنفسهم بالمسلمين أكبر كارثة وفاجعة مرعبة في حق أطهر وأعظم شخص على سطح الأرض في زمانه انه سيد شباب أهل الجنة ابوه من؟ وأمه من؟ وجده من؟
.. ما الذي جعل الأمور تصل إلى أن يصبح الضحية في الساحة الإسلامية وتحت عنوان خلافة إسلامية وعلى يد أبناء هذه الأمة الإسلامية هذا الرجل العظيم؟ كل هذا وأكثر في ثنايا الاستطلاع التالي:
الثورة / أمين رزق

يقول الشهيد القائد (رضوان الله عليه): ((فاجعة كربلاء هل كانت وليدة يومها؟ هل كانت مجرد صدفة؟ هل كانت فلتة؟ أم أنها كانت هي نتاج طبيعي لانحراف حدث في مسيرة هذه الأمة، انحراف في ثقافة هذه الأمة، انحراف في تقديم الدين الإسلامي لهذه الأمة من اليوم الأول الذي فارق فيه الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) هذه الأمة للقاء ربه.
إذا ما فهمنا أن حادثة كربلاء هي نَتاج لذلك الانحراف، حينئذٍ يمكننا أن نفهم أن تلك القضية هي محط دروس وعبر كثيرة لنا نحن، من نعيش في هذا العصر المليء بالعشرات من أمثال يزيد وأسوأ من يزيد.
إذا لم ننظر دائماً إلى البدايات، ننظر إلى بدايات الانحراف، ننظر إلى الأسباب الأولى، النظرة التي تجعلنا نرى كل تلك الأحداث المؤسفة، نرى كل هذا الواقع الذي تعيشه الأمة إنما هو نتاج طبيعي لذلك الانحراف، إنما هي تداعيات لتلك الآثار السيئة التي كانت نتاج ذلك الانحراف، وإلا فسنعيش في ظل الأسباب نفسها، وسنكون نحن جزءاً من الأسباب التي جعلت الحسين صريعاً في كربلاء، وجعلت علياً قبله، والحسن قبله يسقطون شهداء.
حادثة كربلاء فاجعة كربلاء هي ليست وليدة يومها، بل هي نتاج طبيعي للانحراف الذي حدث في مسيرة هذه الأمة انحراف في ثقافة هذه الأمه انحراف في تقديم الدين الإسلامي لهذه الأمة من اليوم الأول الذي فارق فيه الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) هذه الأمة هكذا استهل خطيب مسجد التوبة محمد عبد الله الخولاني حديثه واكد بالقول إن وصف الشهيد القائد السيد حسين -عليه السلام- يفوق كل وصف فقد قال رضوان الله عليه:
إن الحديث عن كربلاء هو حديث عن الحق والباطل، حديث عن النور والظلام، حديث عن الشر والخير، حديث عن السمو في أمثلته العليا، وعن الانحطاط إنه حديث عن ما يمكن أن تعتبره خيراً وما يمكن أن تعتبره شراً، ولذا يقول البعض: إن حادثة كربلاء إن ثورة الحسين (عليه السلام) حدث تستطيع أن تربطه بأي حدث في هذه الدنيا، تستطيع أن تستلهم منه العبر والدروس أمام أي من المتغيرات والأحداث في هذه الدنيا لذا كان مدرسة كان مدرسة مليئة بالعبر مليئة بالدروس..
وأشار الخولاني بقوله: لقد تجرأ أُولئك المجرمون على الله ورسوله فلم يرعوا حرمة الشهر الحرام والذي كان يحرم في الجاهلية القتال فيه ولم يرعوا حرمة لرسول الله في آل بيته فاستحلوا دماءهم وهتكوا حرمتهم وسبيت ذراريهم ونساؤهم وأضرموا النيران في خيامهم .
وأما الاعلامي صدام حسين عمير في أحد كتاباته: مع حلول محرَّم الحرام من كُـلّ عام هجري، تحلُّ على الأُمَّــة الإسلامية فاجعةٌ عظيمةٌ ومأساةٌ مؤلمة حزينة ومذبحة شنيعة بحق آل بيت النبي صلى الله عليه وآله، ففي صحراء نينوى بالعراق وَفي واقعة عُرفت بواقعة الطف لتحمل شمس يوم العاشر من شهر محرم لسنة 61 للهجرة وهي تأفل وتغيب للعالم حينها أخبار مقتل الإمام الحسين سبط النبي صلى الله عليه وآله وَفصل رأسه عن جسده مع قتل أهل بيته وأصحابه داسوا جسدَه وأجسادَهم الشريفة بحوافر الخيل وأخذوا نساءَه كسبايا يطاف بهن من بلد إلى آخر. لقد تجرأ أُولئك المجرمون على الله ورسوله فلم يرعوا حرمة الشهر الحرام والذي كان يحرم في الجاهلية القتال فيه، وَلم يرعوا حًرمةً لرسول الله في آل بيته، فاستحلوا دماءهم وهتكوا حرمتهم وسبيت ذراريهم ونساؤهم وأضرموا النيران في خيامهم.
وفي نفس السياق يقول الحاج محمد غالب الحمزي: إن عاشوراء يوم تجسد فيه الباطل بلباس الإسلام وتمثل فيه الظالم في اعظم صور الجريمة وتلوثت أيادي المنحطين ودخلوا في مزبلة التاريخ في الدنيا وأما في الآخرة فجهنم قليلة في حقهم وفيما اقترفوه في أبن بنت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. ما خرج عليه السلام بطراً ولا مفسدا ولكن عند ما حوصر بين أمرين لا ثالث لهما أما البيعة ليزيد الفاسق الدعي ابن الدعي أو أن يرضخ لظلم وهذا الأمر من المستحيل أن يرضى الحسين به ولكنه اختار الخروج وقال عليه سلام الله ( والله ما خرجت أشرا ولا بطرا ولا مفسدا وإنما أريد الإصلاح في أمة جدي رسول الله ) ثورة الحسين أشغلت الظلمة وزلزلت مضاجعهم وما تزال إلى يومنا هذا في كل زمان حسين وفي كل زمان يزيد
وكذلك يقول الأستاذ غالب القلعة إن منهج الإمام الحسين لا يخص شخصاً بعينه، أو يحسب على جماعة عن غيرها من الجماعات بل يمثل الإسلام في صفائه ونقائه وحركته ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم في سيرته وعطائه، وعلي في جهاده وبذله من بدر وأحد، وخيبر، وحنين، وكلها تمثل شريعة الإسلام حركة ومنهاجا هكذا يتكلم المنصفون ويعبر أصحاب النفوس السوية في كل زمان ومكان الإمام الحسين مدرسة غُيبت ومسيرة جهاد لا تكاد تذكر في المناهج التعليمية

مقارنة
عندما ننظر للواقع الأموي والواقع الداعشي بشقيه السياسي والديني فإننا سنلاحظ تقاربا كبيرا جدا في المنطلقات والأهداف والسلوك والنتائج. فالعنصرية والبغض والحقد والإجرام والعناد واستباحة المقدسات وقتل الأطفال والنساء والإساءة إلى رموز الإسلام بما فيهم رسول الله وآل بيته الأطهار (صلوات الله عليهم أجمعين)وتشويه الدين واستعباد الأمة والاستئثار بثرواتها واستباحتهم لقواعد الحلال والحرام والعمل على نشر الفواحش وسفك الدماء بالفتاوى الكاذبة وتحريفهم لمفاهيم الدين وغيرها من القبائح التي فعلها الأمويون في الماضي، يفعلها التكفيريون اليوم وزيادة تحليلهم للديسكو وجهاد النكاح والتساهل مع بن سلمان في ترويضه للشعب السعودي على السفور والإباحية وتجويزهم بيع الخمور والولاء لليهود والنصارى وغير ذلك. وكلا الفريقين أضرا بالأمة ضررا كبيرا في كافة الجوانب .

قد يعجبك ايضا