الحمامات البخارية في صنعاء القديمة:

تراث لا يزال حاضرا بفوائده الصحية

 

 

14 حماماً بخارياً داخل أسوار صنعاء القديمة ما زالت في الخدمة

تراث وسياحة/
تشتهر صنعاء القديمة بالحمامات الشعبية البخارية التي يرجعها البعض إلى العصور الإسلامية والبعض الآخر إلى ما قبل الإسلام وهذه الحمامات من أشهر معالم المدينة التاريخية التي تعوَّد أبناء صنعاء على الاستحمام فيها ويصل عمر هذه الحمامات إلى مئات السنين أثناء حكم الدولة الأيوبية والأتراك لليمن وما قبل الإسلام ويوجد داخل أسوار صنعاء القديمة 14 حماماً بخارياً موزعة على أحياء الطواشي، الأبهر، ياسر، شكر وسبأ والسوق، السلطان، العرضي، الميدان وعلى أطراف صنعاء.
ويعتقد القائمون على هذه الحمامات بأن فوائدها لا حصر لها تتعدى فوائدها لنقاء البشرة وإكسابها رونقاً وبهاء.
يقول مالك ومشرف على حمام عن عراقة وأهمية الحمامات البخارية في صنعاء القديمة، تعتبر حمامات صنعاء القديمة من الحمامات العامة البخارية المفتوحة لكل الناس مقابل أجر معلوم وقد عرف اليمنيون الحمامات قبل الإسلام إذ كانت تبنى بجوار المعابد كما كانت بعد الإسلام تبنى في الغالب إلى جوار المساجد لصلة النظافة بالطهارة وواجب التطهر والاغتسال وهذه الحمامات تخضع لمعايير هندسية معينة ظلت متوارثة على مدى عصور.
فيما أشار أكاديمي متخصص إلى أن الحمامات تتميز ببنائها بالحجر الحبش الأسود لأنها صخور بازلتية فقاعية ويتكون الحمام من حجرة المخلع وتتميز بخزانة منحوتة على جدارها القبابة وهي عبارة عن قباب نص دائري أعلى الحجرات مبنية من الياجور بها عدة نوافذ مغطاة بالزجاج تسمح بمرور أشعة الشمس والضوء لتعطي جمالا للمكان وارتفاعها 3 إلى 4 أمتار وأيضا بها نوافذ لدخول الأكسجين…
وينقسم بناء الحمامات البخارية إلى ما يلي:
– المجزع : وهو الممر بين الحجرة والمخلع الحجرة الخارجية ويكون الماء دافئاً وبها عدة أحواض مبنية من الأحجار الحبش وقطه من الأحجار الصغيرة لفرك القدم
– حجرة الصدر: وهي أكثر سخونة وبخار كثيف والأصح الجلوس بها من 5 إلى 10 دقائق فقط
– حجرة الاعتدال : يتم فيها تعديل حرارة الجسم.
ومن أشهر حمامات صنعاء:
– حمام السلطان: ويعتبر من أقدم حمامات صنعاء وقد حمل اسم بانيه السلطان طغت كين بن أيوب المتوفى عام 1397م – 593هـ وموقع الحمام في بستان السلطان غربي السائلة أيام الدولة الايوبية.
– حمام شكر، ويقع شرقي سائلة صنعاء ويرجع تاريخه إلى عام 1569م – 977هـ، ويقال إنه كان قبل ذلك حماماً خاصاً باليهود.
– حمام الطواشي، وقد بني في عام 1619م-1028هـ حينما زار اليمن رسول معروف من سلطان الهند يعرف بالطواشي ولقب الحمام بالطواشي وحي الطواشي فحمل اسمه حمام شكر
– حمام الميدان: وقد بناه الوالي العثماني حسن باشا الوزير في القرن السادس عشر الميلادي ويقع مقابل قصر السلاح في الجانب الغربي من الميدان.
– حمام الجلاء: بناؤه كان في القرن السادس عشر الميلادي وكان خاصاً باليهود في الحي الذي يسكنونه شرقي السائلة قبل نقلهم إلى قاع اليهود.
– حمام المتوكل وهو حمام مشهور أعيد بناؤه في باب السباح شمالي (قبة المتوكل) التي بناها أيضاً الإمام المتوكل القاسم بن حسين (1128هـ -1139هـ، 1716-1727م) وقد قام المهدي عبد الله ابن المتوكل أحمد بترميمه وتجديده على الحالة القائمة الآن.
– حمام ياسر، من حمامات صنعاء القديمة يقع في حي القطيع حارة ياسر وقد عكس الحمام اسمه على الحارة التي حملت نفس الاسم وعلى الرغم من أن تاريخ تجديد عمارة هذا الحمام غير معروفة إلا أن الكثير يرجع إنشاءه إلى أنه تزامن وعمارة مسجد الأبهر وحمامه 1374م.
– حمام سبأ، ويقع في حي السرار الشرقي حارة سبأ وسمي أيضاً بحمام القوعة وهو من أقدم الحمامات العامرة في صنعاء ويرجع تاريخ عمارته إلى ما قبل الإسلام.
ويضيف “الثعلي” أن هناك أعداداً أخرى من الحمامات تحمل أسماء أحياء صنعاء القديمة مثل حمام سوق البقر والبونية وكذا حمام (الفيش) جنوبي قاع اليهود وحمام العرضي الذي بناه داخل مبنى العرضي الوالي العثماني المشير/ عبد الله باشا عام (1318هـ – 1900م). أما أحدث حمام تم بناؤه قبل ثورة 26سبتمبر عام 1962م فهو حمام علي بجنوب بستان دار الحمد.
وفي السنوات اللاحقة ونتيجة لتزايد عدد سكان صنعاء توجه الناس إلى بناء حمامات جديدة خارج نطاق المدينة التاريخية منها حمام النور جنوب باب اليمن وحمام الجراف وحمام الحميدي وحمام الأبهر وحمام الخاوي جنوب سور ما كان يعرف بالعرضي وحمامات السلام وغيرها من الحمامات الكبيرة والواسعة.

قد يعجبك ايضا