زمن المقاومة وشعوبها الحرة

افتتاحــــــــــــــــية الثورة


في معركة سيف القدس حققت المقاومة الفلسطينية الباسلة انتصارات قَلَّ نظيرها ، طوت مراحل وسنوات العجز والوهن العربي في مواجهة هذا العدو الصهيوني المارق ، فقد حققت المقاومة الباسلة نصراً منقطع النظير وباعتراف الصهاينة أنفسهم بأنهم لأول مرة يخسرون معركة مع المقاومة الفلسطينية التي فرضت إرادتها ومعادلاتها على العدو الصهيوني بقوة السلاح والنيران.
لقد كانت معركة سيف القدس التي امتدت من العاشر حتى 21 مايو/أيار 2021، ووجهت خلالها المقاومة الفلسطينية ضربات صاروخية في العمق الصهيوني إثر اقتحامات العصابات الصهيونية للمسجد الأقصى ومحاولة ترحيل سكان الشيخ جراح في القدس ، نقطة تحوّل لمصلحة الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة ولمصلحة الأمة الإسلامية وشعوبها ، وكانت ارتداداتها مدوية على الكيان الصهيوني المؤقت.
لقد ارتقت “سيف القدس” إلى مستوى الثأر من تاريخ عربي مليء بالهزائم والانتكاسات ، منذ النكبة في العام 1948 والحروب التي تلتها وسجلت انتكاسات عربية عديدة ، وذلك الثأر والانتصار لم يكن سوى اختيار وقرار اتخذه أبطال فلسطين ومعهم شعوب وأحرار الأمة وقادة مقاومتها ، وأسست لمرحلة جديدة من الجهاد ، ولجيل جديد يؤمن بالمقاومة والجهاد في مواجهة العدو الصهيوني ، وأسهمت في ردع العدو الصهيوني عن التفكير في افتعال حروب بل في التفكير بالنجاة منها.
والحقيقة أن أهمية النصر الذي تحقق على أرض الواقع تجسدت في قضيتين أساسيتين ؛ أولاهما فيما تحقق من معادلات عسكرية بذلك الانتصار العظيم ، والثانية في التضامن والمساندة الواسعة مع المقاومة الفلسطينية من كل شعوب الأمة وأحرارها والانكشاف لمن ذهبوا للسلام مع الصهاينة بأنهم باعة خاسرون يبيعون أوطانهم وشعوبهم وبلدانهم بلا مقابل ، فالزمن زمن المقاومة وشعوبها.
على صعيد اليوم، فإن الوحدة بين فصائل المقاومة التي بدت منذ اللحظة الأولى للعدوان الصهيوني الغادر الذي بدأ أمس على قطاع غزة ، هي الخطوة الأولى التي تصنع الانتصار مجدداً، ولها ما بعدها ، الساحات واحدة والمعركة واحدة والكل موحد في مواجهة هذا العدو المارق ، هذه ملحمة عربية إسلامية قادمة بكل ما تحمل الكلمة من معنى ، فما يخشاه اليهود في أي مواجهة هو وحدة المقاومة الجهادية في فلسطين والمنطقة ، وإجماع الشعوب العربية والإسلامية على مساندتها ، وقد باتت المقاومة موحدة ، وباتت الشعوب واعية بأن المقاومة المسلحة هي السبيل لتحرير فلسطين ، وبات هدفها تحرير فلسطين حتى لو كان يتطلب الذهاب إلى فلسطين للقتال.
في هذه المرحلة يمكننا القول أن حرب إزالة الكيان المؤقت بدأت فعلياً، وبانت الأنظمة الداعمة والمطبِّعة مع هذا الكيان الإرهابي خاسرة لسُمعتها ، عند شعوبها أولاً وأمام العالم ثانياً.
“سيف القدس” كانت البداية ، فقد اضطر الكيان الصهيوني للخضوع لإرادة المقاومة الفلسطينية الباسلة وأوقف المواجهة تحت ضغط سلاح المقاومة ونيرانها ، وهذه النتيجة قضت على ثقافة العجز التي نشأت لدى أجيال عربية متعاقبة بسبب الهزائم التي شهدها العرب في مواجهاتهم مع هذا العدو المارق ، حتى باتت الشعوب العربية مستعدة للمواجهة المباشرة مع العدو الصهيوني والمشاركة في تحرير فلسطين ، وفي هذه المرحلة سيقف حكام التطبيع في الدول العربية عاجزين عن صد أي زحف شعبي وعن تكبيل الأفواه بأي طريقة كانت.
فلسطين هي المعركة الأخيرة والوحيدة لشعوب الأمة العربية والإسلامية ، وهي معركة وعد الآخرة والتحرير الأخير لكل أحرار العالم الذين ينشدون الحرية ويؤمنون بأن فلسطين محتلة لا بد لها أن تتحرر ، وبزوال هذا الاحتلال المؤقت ستكون آخر الحروب.
كل الشعوب العربية تصطف اليوم مع المقاومة الفلسطينية وشعبها البطل، كل الشعوب الحرة تدرك أن المعركة مع العدو الصهيوني هي معركة مقدسة وفاصلة وحاسمة ، كل الشعوب العربية والإسلامية اليوم تتظاهر وتحتشد في الساحات ليس تضامناً مع المقاومة وفلسطين، بل استعداداً للمشاركة في معركة تحرير القدس وفلسطين من الكيان اليهودي المارق.
ثقافة العجز التي سادت لسنوات طوال ذهبت إلى غير رجعة ، لأن القاعدة الذهبية لثقافة العجز هي أن إسرائيل لا تُهزم ، وأن لا مجال لتحرير فلسطين ، وهذه القاعدة أسقطتها بطولات المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني وانتصاراتها في مواجهة العدو المارق وكيانه المؤقت.. والنصر قادم بإذن الله.

قد يعجبك ايضا