عام دراسي جديد محاصر بهدنة كاذبة وغلاء الأسعار

 

أولياء أمور: العام الدراسي الجديد جاء بعد عيدين وهذا يضاعف من التزاماتنا
مدراء مدارس : ارتفاع الأسعار وزيادة المتطلبات علينا ورواتب المعلمين تفرض علينا رفع رسوم تعليم الطلاب
خبير اقتصاد : لا بد من توفير ميزانية خاصة للعام الدراسي أو الدخول في جمعية لتجاوز المشكلة

يأتي العام الدراسي الجديد هذا العام بعد عيدين متتالين ومتطلبات لم تنته، إلى جانب الحالة الاقتصادية السيئة التي يمر بها أولياء الأمور هذا العام، والذي يعتبر حالة استثنائية.. بالنظر إلى استمرار حصار تحالف العدوان على اليمن..
والحال أن عاماً دراسياً جديداً يعني بالنتيجة متطلبات دراسية لا تنتهي من كتب وزي مدرسي وحقائب مدرسية ورسوم كبيرة للمدارس الأهلية والقائمة تطول ..

الاسرة /خاص

أجد نفسي هذا العام أعاني ظروفاً اقتصادية ومادية مختلفة وصعبة أكثر من أي وقت مضى.. رغم أني ادخرت مبلغاً من المال لمواجهة هذه الظروف، لكن هذا الأمر لم يكن كافياً مع متطلبات هذا العام وارتفاع الأسعار ورسوم المدارس الخاصة ..هذا ما قالته الأخت/ سعاد- موظفة والتي تضيف بالقول : الحصار الذي فرضه تحالف العدوان على بلادنا دفعني لإخراج أولادي الخمسة من المدارس الخاصة ونقلهم إلى مدارس حكومية حتى أتمكن من إتمام العام الدراسي دون أن أدخل نفسي وزوجي في ديون لا نهاية لها، ولكنى لازلت أعاني من مشكلة العجز المادي أمام المتطلبات الدراسية من رسوم كتب وزي مدرسي وغيرها من لوازم الدراسة .
ازدادت هموم والد أحمد هذا العام حين قدم له ولده ورقة بالمتطلبات الدراسية للعام الجديد من رسوم تسجيل إلى جانب متطلبات من قرطاسية وحقائب وزي مدرسي، ولم يكن هذا حال أحمد فقط، فقد أتى أخوانه الثلاثة تقريباً بنفس الطلبات، ومما زاد الطين بلة هو ورقة الأقساط المالية المتبقية والتي ترافقت مع قائمة الطلبات المدرسية، لم يشعر سعيد بنفسه كما قال إلا وهو يصرخ في وجه أبنائه وتوجه صوب غرفته ليبدأ بالتفكير بطريقة تمكنه من سداد كل تلك المطالب المالية خاصة وأنه يسكن في بيت إيجار ومتطلبات أسرته كثيرة.
حال الأسرة
فيما ذكر سليم أن حاله يشبه حال ملايين المواطنين في بلادنا ممن لديهم أطفال يدرسون.. وهذا العام الدراسي أتى في ظروف قاسية تمر بها البلاد وهذه المتطلبات تثقل كاهل أولياء الأمور خاصة أنهم معنيون بتوفير حاجيات أسرهم. ويناشد وزارة التربية والتعليم وكذلك المدارس والمدراء والمعلمين بأن لا يكلفوا الأسر فوق طاقتهم ويخففوا من المتطلبات على أرباب الأسرة لكي يتمكنوا من تعليم أبنائهم وجعلهم يلتحقون بالمدارس وعليهم مراعاة ان هذا العام أتى بعد عيدين .
الأوضاع الاقتصادية
صالح الفقيه- مدير مدرسة السنيدار يقول تعليقا على بداية العام الدراسي: نحن في مدرستنا نحاول قدر المستطاع أن نخفف الطلبات على أولياء الأمور، وكون المدرسة حكومية فإن رسوم التسجيل لا تكاد تذكر وكذلك نحن هذا العام وباتفاق مع إدارة المدرسة والمعلمين سوف نحاول أن نخفف من عدد الدفاتر الدراسية مراعاة للظروف الاقتصادية القاسية والصعبة التي فرضها علينا الحصار ونحن بدورنا سوف نساهم وبصورة مباشرة في إنجاح هذا العام بالتعاون مع أولياء الأمور والطلاب أنفسهم .
حالة توازن
الأسرة اليمنية بطبيعتها تعيش على قدر ما يكسبه رب الأسرة والذي يعتبر في الغالب عائلها الوحيد، هذا ما قاله الدكتور محمد الماوري خبير اقتصاد..
ويضيف: المتطلبات الدراسية ليست بالأمر الجديد على الأسرة وعائلها، لذا من المهم أن تضع الأسرة هذا بالحسبان وذلك بتوفير ميزانية خاصة لذلك أو الدخول في جمعية والاستدانة والتسديد فيما بعد..
وتابع: ولكي لا تقع بقية الأسر التي ليس لديها تخطيط مسبق لهذه المتطلبات في هذه الديون يجب عليها ترشيد الانفاق والاستغناء عن متطلبات قد لا تكون أساسية لخلق حالة من التوازن في الحياة الاجتماعية والاقتصادية للأسرة وفي نفس الوقت عدم التقصير في توفير متطلبات أبنائها الدراسية وإدخال السعادة إلى قلوبهم.
شعور بالعجز
ويعتبر أهل علم الاجتماع أن الأزمات المادية الخانقة التي يواجهها مجتمعنا في هذه الفترة تسبب الكثير من المشكلات أهمها عدم القدرة على توفير كافة متطلبات الأسرة والأبناء خاصة الذين يدرسون في مدارس خاصة والذين لا تقف متطلباتهم عند حد معين، فما أن ينتهي العيد بمتطلباته إلا وتأتي متطلبات العام الدراسي بنفس القدر من الطلبات وقد تزيد أحياناً، لذا فإن مصاريف الدراسة الخانقة لرب الأسرة تجعل منه رجلاً كان أو امرأة في حالة من العصبية والشعور بالضيق والتقصير تجاه أبنائه كما يصاب الأبناء بالضعف وعدم الرغبة في التعليم وإذا لزم الأمر يتم تعريف أبنائهم بحدود إمكانياتهم المادية .
شعور بالظلم
العجز في تأمين المصاريف يؤثر نفسياً على رب الأسرة فيشعره بالظلم والتقصير، هذا ما طرحه الدكتور النفسي محمد سالم، وأضاف: أحياناً يضطر رب الأسرة للعمل الإضافي من أجل توفير متطلبات أولاده الدراسية ولكي لا يشعروا بأنهم أقل من أصدقائهم ويتأثرون نفسيا من جانب آخر وعلى الأسر أن تعي بشكل كبير وتام حاجات أبنائهم اليومية دون إفراط أو تفريط بحيث تعمل على إيجاد نوع من الموازنة لا تقل ولا تزيد عن الحاجة الفعلية وأن الأسباب الحقيقية وراء ذلك تعود إلى غياب التخطيط السليم لميزانية الأسرة الذي يحتاج إلى تعاون وتفاهم من كل أفراد الأسرة.

قد يعجبك ايضا