ستظل الملاذ الآمن والحضن الدافئ لكل اليمنيين

وحدة المصــير وعاصمة اليمن الكبـــير

بن حبتور: صنعاء احتضنت على مدار تاريخها القديم والحديث كل اليمنيين

الشامي : ستظل صنعاء مدينة للسلام والحاضن الأم لكل أبناء الوطن شماله وجنوبه

ستظل صنعاء حاضرة اليمن، مدينة التعايش والمحبة والسلام، عاصمة كل اليمنيين، تحتضن كل أبناء الوطن دون تمييز ، من المهرة إلى صعدة ومن الجوف إلى سقطرى، في زمن السلم والحرب ،باعتبارها عاصمة الوطن الواحد ، ومأوى وملاذا آمنا ، لجميع أبناء اليمن ، ولكل من يتفيأ ضلالها رغم كل المؤامرات ، التي تحاك ضدها وضد الوطن ، والعدوان الذي يستهدف تمزيق النسيج الاجتماعي ، ويسعى بكل قوة ، لتقسيم البلاد وتفتيتها ، من خلال تكريس الاحتلال على المناطق الجنوبية وفرضه كواقع ، في محاولة مستميتة من قبل تحالف العدوان وأدواته ، لفصل هذا الجزء الحيوي من جسد الوطن عن صنعاء ، والاستحواذ على ثرواته ومقدراته ، وممارسة سياسة ونهج العداء والعنصرية والمناطقية المقيتة ، بين أبناء الوطن الواحد ، كما حصل ويحصل بحق الكثير من أبناء المناطق الشمالية الذين تعرضوا للتهجير والترحيل والتعذيب والاضطهاد ، في عدن وغيرها من المحافظات الجنوبية المحتلة ، ونهب وإحراق ممتلكاتهم من قبل ما يسمى بالمجلس الانتقالي الانفصالي وميليشياته ، والذي يسعى بدعم من الإمارات لتكريس نهج الانفصال وبث روح الفرقة والكراهية بين أبناء اليمن ، لكن صنعاء ، لن تسلك هذا السلوك المشين، ولن تنزلق إلى مثل هذه الأعمال والممارسات الشاذة، بل ستظل كما هو عهدها ، عاصمة كل اليمنيين ومدينة السلام والمحبة ، لا تفرق بين شمالي أو جنوبي ، فالجميع أخوة وأبناء وطن واحد ، وستبقى ملاذا آمنا وحضنا دافئا للجميع .
الثورة / افتكار أحمد

وهكذا يدرك أبناء المناطق الجنوبية الأحرار، الذين تحتضنهم صنعاء، لا يشعرون للحظة أنهم في غير مسقط رأسهم ، فهم بين أخوانهم وأهلهم، لم يتعرضوا يوما ما لمضايقات، أو استفزازات ..ففي صنعاء وأية محافظة حرة ،لا فرز للأحقاد والضغائن، ولا مكان للكراهية أو العنصرية .. فالهوية الوطنية الجامعة ليمن الوحدة التي أذابت كافة الانتماءات المناطقية، وهو ما تجسده صنعاء ،بأبهى صورها ، ويؤكد ذلك أبناء المحافظات الجنوبية الأحرار بأن صنعاء تمثل بالنسبة لهم القلب النابض بالحياة، والتي منحتهم المحبة والأمن والأمان ، وعاشوا في كنفها أعزاء كرماء، لم يتعرض أحد منهم للمضايقات أو للإيذاء حتى بعد الممارسات والفعال القبيحة التي قام بها مرتزقة وأدوات الإمارات في عدن وبعض المحافظات الجنوبية بحق أبناء المناطق الشمالية القاطنين هناك من مضايقات وملاحقات واعتقالات وتهجير وسحل قتل و إلخ..

عاصمة المحبة والسلام
ولا غرابة، فهذه صنعاء درة المدائن اليمنية، وهكذا هي على مر العصور، الملاذ الآمن، والحضن الدافئ لكل اليمنيين ولكل من يحط رحاله فيها حتى من غير اليمن فكل من زارها أو عاش فيها تعلق بها، وهام فيها حبا، ولذا نجد الغزاة والمحتلين الجدد لجزء من الوطن ، يحيكون الخطط والمؤامرات ضدها، ويسعون للانقضاض عليها، لكنها ستظل عصية على كل غاز وستلفظ كل خائن للوطن.
صنعاء ، وكما قال رئيس الوزراء الدكتور عبد العزيز بن حبتور في حشد كبير من الكوادر والقيادات في الجهاز الحكومي للدولة من المحافظات الجنوبية والشرقية من عدن ولحج وحضرموت ويافع وشبوة والضالع وأبين وسقطرى ” كنت مبهوراً وفرحاً في آن واحد ، في أننا نجتمع بود وحبٍ وشوق في مدينة صنعاء ، مدينة كل اليمنيين بحق ، وليس من باب الدعاية الإعلامية الممجوجة ٠
ويضيف : صنعاء وأنت تعيش وتسكن فيها وتتجول في أحيائها وأسواقها وكل مفاصلها ، تذكرك وتحسسك بأنك جزءً أصيل من تكوينها الديمُغرافي ، وأنك مكوّن أساسي من ثقافتها وهويتها ، ومُرحباً بك بين أهلها .

أم رؤوم
ويتساءل بن حبتور : ألم تستوعب هذه المدينة العامرة الرعيل الأول ( من النازحين قسراً ) من المحافظات الجنوبية في منتصف ستينات القرن المنصرم ، الذين وصلوا الى صنعاء ذات يوم من تاريخنا الأسود المضطرب ، هاربون من مدنهم وقراهم ومناطقهم ، ورحبت بهم صنعاء برحابة صدرها ، وأصالة أهلها ، وطيبة تربتها ، ونَفَسها الروحاني الأخلاقي الموغل في عمق التاريخ للأرض اليمنية ، وحدثوني كثيراً والبعض منهم قد بلغ خريف العمر ، عن ما يحملونه في ذاكرتهم المتقدة ، من ذكريات رائعة من رحلة معايشاتهم ، لإخوانهم من أهل صنعاء وأخلاقهم الودودة والصادقة ، لم ينسوا قسوة الدهر وظلم الأصحاب عليهم وهم يغادرون فرادى وجماعات من مواطنهم الأولى التي غادروها مُكرهين بسبب مواقفهم السياسية ليس إلا ، نعم صنعاء ليست حاملة لتراث وثقافة اليمن الأصيل فحسب ، بل انها روح حية متجددة احتضنت وتحتضن على مدار تاريخها القديم والحديث كل أهل اليمن من كل المناطق والقبائل كأم رؤوم حنون في مسيرتها الخالدة ، قدمت لهم الأمن والأمان والحياة الكريمة .

ولا زال صديقي العدني يواصل حديثه معي مُسترسلاً ، وهو الذي التقيته في أمسية رمضانية مباركة – والكلام لرئيس الوزراء- ويقول أنتم الآن تعيشون في مدينة صنعاء في نعيم لسببين هما :
السبب الأول :
هو هذا الأمن والأمان الذي يعيشه المواطن القاطن في صنعاء ، أما نحن في مدينة عدن وضواحيها فالشائع للجميع هو فقدان ذلك الأمن والأمل معاً ، فالموظف والعامل والطالب يخرج كل منهم إلى مرفقه ولسان حال أهله يقول الله يعلم يعود أو لا يعود ، وحتى ان مَن يدعون بأنهم يمثلون ( الحكومة الشرعية ) فهم لا يستطيعون مجرد الخروج من قصر الرئاسة ( بمنتجع المعاشيق ) في ضاحية كريتر ، مجرد الخروج إلى ضواحي عدن للتنزه أو لزيارة الأقارب ، إذاً أية حكومة شرعية هذه ؟؟؟ وأية شرعية يتم حمايتها من قبل جنود سعوديين وإماراتيين وسودانيين ؟؟؟
السبب الثاني :
هذا الوئام الاجتماعي والتعايش الإنساني الأخوي الملموس في المؤسسات الحكومية والخاصة في صنعاء بين المواطنين اليمنيين عامة ، يتعايشون في الأحياء السكنية والشارع والأسواق والمساجد والمدارس والأندية ، ولا تسمع منهم كلمة واحدة تشييء إلى ظاهرة ومفردة العنصرية أو الكراهية أو المناطقية النتنة بين القاطنين في هذه المدينة ، وتشعر أنك في هذه المدينة حر طليق تعيش فضاء الحرية الشاسع كما خلقك الله ، إلا ما يتصل بالجوانب الأمنية لضرورات ناموس الحرب ومقتضياته ٠
وخلاصة القول كما يقول الدكتور عبد العزيز بن حبتور “إن الله قد وهب صنعاء صفة الرمزية لليمن الكبير منذ فجر التاريخ ، وصبغ عليها الطمأنينة والسكينة وستر الحال ، وحباها الله بطقس لا شبيه له وهو الأجمل من بين الحواضر العربية كلها ، وخلق حولها رجالاً وقبائل أشداء يصعب كسرهم وهزيمتهم ( نستقي المعلومة من دروس التاريخ ) ، لأن صلابة رجالها مستمدة من صلابة ورسوخ جبال اليمن وأوتادها ، وهذه لعمري ميزة عصية لن تهزمها طائرات المُعتدين ولا جحافل مرتزقتهم المُستأجرين مهما دفعوا لهم .

جرائم التهجير القسري
وأمام ما تعرض له أبناء المناطق الشمالية من جزيرة سقطرى إلى عدن خلال سنوات عدة منذ العدوان والغزو الأمريكي السعودي الإماراتي على اليمن لعمليات اعتقالات وتعذيب وتهجير واسعة ، ولم يترك حتى للأشخاص أي مجال للتصرّف في ممتلكاتهم وترتيب أعمالهم وأرزاقهم.، طالت الآلاف من أبناء المناطق الشمالية
والمئات ممن تمّ ترحيلهم من أصحاب المحلات التجارية وبعض الأعمال المهنية والحرفية، بصورة غير إنسانية، وأبعدوا عن ديارهم قسراً بعد أكثر من ثلاثين عاماً مضت على إقامتهم في هذه المناطق ، في انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان شملت الترحيل وطرق تعذيب شملت الضرب والسحل ووصلت إلى القتل، إلى جانب إحراق محلات تجارية ونهب الأموال والممتلكات وهي جرائم ارتكبتها ميليشيات الانتقالي التي أنشأتها الإمارات في عدن على أساس الاصطفاف المناطقي، وتوظيفها لتقويض البيئة الاجتماعية الهشة في المحافظات الجنوبية المحتلة والدفع بها لإعمال الفوضى وتقويض النسيج الاجتماعي اليمني ونشر وبث روح الكراهية والمناطقية بين أبناء البلد الواحد.
وكل تلك الأعمال والممارسات القذرة بحق أبناء المناطق الشمالية والفوضى والاختلالات الأمنية، في عدن وغيرها من المحافظات المحتلة كانت مدعومة من أبو ظبي والرياض، وتكشف الوجه الآخر للغازي والمحتل الهادف إلى ضرب وحدة المجتمع المدني.

دوافع عنصرية مقيتة
وقال وزير الإعلام ضيف الله الشامي: ما يحصل لأبناء المحافظات الشمالية في مدينة عدن ومدن جنوبية محتلة “ظلم وبطش وتهجير وإغلاق للمحلات من قبل أذناب الاحتلال ومرتزقتهم بدوافع عنصرية ومناطقية مقيتة.
وأكد أن صنعاء والمحافظات الحرة ستستقبل المواطنين المرحلين من عدن وبقية المحافظات المحتلة وستهيئ لهم كافة سبل العيش بكرامة والعمل بكل حرية.
ويضيف “حكومة الإنقاذ ستدافع عن اليمنيين أينما كانوا. وستظل صنعاء عاصمة كل اليمنيين والحاضنة الأم لكل المواطنين من شمال الوطن وجنوبه وشرقه وغربه.
ويمضي الوزير الشامي بالقول : “إن العاصمة صنعاء وبقية المحافظات الحرة تتسع لكل أبناء الوطن في ظل ما تنعم به من أمن واستقرار، وتوفير الأسباب والظروف الممكنة والملائمة للعيش بحرية وكرامة رغم الظروف الصعبة الناتجة عن العدوان والحصار”.
وختاما.. فإنه مهما بلغت الصعاب والحتوف، وبلغ حجم المؤامرات مداه، ستظل صنعاء قبلة لكل الأحرار، ومأوى وملاذا للخائفين، ومنطلقا لتحرير الأرض، من براثن الغزو والاحتلال، وتحرير العقول من الوصاية والتبعية والارتهان وعاصمة أبدية لليمن الكبير .

قد يعجبك ايضا