تدشين المرحلة الثالثة من الثورة الزراعية في محافظتي البيضاء وذمار

 

الثورة /يحيى الربيعي

دشنت وزارات الزراعة والري والإدارة المحلية والشؤون الاجتماعية بالتعاون مع الاتحاد التعاوني الزراعي ومؤسسة بنيان التنموية وتحت إشراف اللجنة الزراعية والسمكية العليا أمس المرحلة الثالثة للثورة الزراعية بمحافظتي البيضاء وذمار.
وفي التدشين، أكد نائب وزير الزراعة والري الدكتور رضوان الرباعي أن تدشين المرحلة الثالثة من الثورة الزراعية يأتي تنفيذا لموجهات قائد الثورة السيد عبدالملك وتوجيهات فخامة الرئيس مهدي المشاط.
ووجه الرباعي بضرورة استكمال تدريب وتأهيل الموارد البشرية من فرسان التنمية والمرشدين والباحثين بمحافظة البيضاء من أجل أن تسير المرحلة الثالثة من الثورة الزراعية بوتيرة محفوفة بالمعرفة، منوها بأن المحافظة تشتهر بزراعة القمح النيساني، مشيرا إلى ضرورة التركيز على توسيع نطاق محاصيل الزراعة التعاقدية والزراعة الموجهة من محاصيل الحبوب والبقوليات لخفض فاتورة الاستيراد وتحويل ما قيمته 3000 مليار ريال سنويا كقيمة غذاء من الحبوب والبقوليات من جيب المنزل الأجنبي إلى خزينة المزارع اليمني.
ونوه بأن العمل جار على إصدار مشروع قرار يمنع نقل شتلات القات بين المحافظات والمديريات حفاظا على ما تبقى من مساحات زراعية من غزو هذه الشجرة.
ودعا النائب إلى تدوين أقوال الحكماء الزراعيين من أمثال الشبثي الحكيم الزراعي من أبناء محافظة البيضاء.
وشدد على أن أهم أولويات المرحلة هي الثورة المائية من خلال بناء السدود والكرفانات والبرك وخزانات حصاد مياه الأمطار عبر تفعيل المبادرات المجتمعية وبمساندة السلطة المحلية ومؤسسة بنيان التنموية على أن تكون الثورة من أجل زراعة الحبوب والبقوليات وإيقاف التوسع في زراعة القات.
من جهته أضاف وكيل وزارة الإدارة المحلية الشيخ عمار الهارب أن المرحلة تأتي في ظروف متغيرات بعد 7 سنوات من العدوان والحصار والحرب ناهيك عن امتناع العديد من الدول عن تصدير القمح.
وقال: لذا يجب أن نسعى أن نحقق اكتفاء ذاتياً من الغذاء فحاجتنا إلى الغذاء اشد من حاجتنا إلى الوضوء كما جاء عن الشهيد القائد.
وأوضح الهارب أن اللجنة الزراعية تبنت تدريب وتأهيل فرسان التنمية من أجل تحفيز وحشد إمكانيات المجتمع نحو المشاركة الفاعلة في التنمية، تنفيذا لتوجيهات القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى بالاهتمام بالعمل الجماعي، والتكافل الاجتماعي، وتبادل الخبرات والمنتجات بين الجمعيات.
ولفت إلى أهمية الاستفادة من الفرص والتسهيلات المقدمة من الدولة وبعض الصناديق من أجل النهوض بالجانب الزراعي.
من جانبه أكد القائم بأعمال محافظ محافظة البيضاء حمود محمد شثان ضرورة الاهتمام باستصلاح الأراضي الزراعية الخصبة في كافة المديريات والحرص على زراعتها لتسهم في رفع إنتاجية المحاصيل وتحقيق الاكتفاء.
ولفت إلى أهمية تعزيز الوعي المجتمعي وحشد الطاقات للنهوض بالقطاع الزراعي والذي يمثل رافدا أساسيا للاقتصاد الوطني والأمن الغذائي.
وبدوره أوضح القائم بأعمال رئيس الاتحاد التعاوني الزراعي عارف القيلي أن الجمعيات التعاونية هي الإطار الذي يجب أن ينتسب إليه كل المزارعين في مهمة إدارة عجلة النهضة الزراعية، وكل من يعمل ضمن حلقات سلاسل القيمة للمحاصيل الزراعية من أجل أن يتولى العمل التعاوني تقديم كافة الخدمات من حفظ وتسويق، واعدا بتقديم الضمانات للقروض البيضاء لما يحتاجه المزارعين.
مؤكدا على ضرورة بناء تعاونيات حقيقية تعمل وفق البنى المؤسساتية؛ تعاونيات تخدم المجتمع وتتحمل مسؤوليتها التاريخية الملقاة على عاتق الجميع.
وأشاد بما تمتلكه محافظتي البيضاء وذمار من المقومات الزراعية المؤهلة لنهوض زراعي عملاق يسترد قيمة فاتورة ما نستورده من الخارج بـ5 مليارات وتعيدها لدعم المزارع اليمني.
وأشار إلى أن الثورة الزراعية بدأت في مراحلها الأولى على تأهيل لجان زراعية في المحافظات والمديريات والعزل والقرى وكذلك فرسان التنمية وفي المرحلة الثانية تم إنشاء 75 جمعية وفق أسس مؤسسية تعمل بنظام الشركات المساهمة.
وقال: اليوم نطلق المرحلة الثالثة بإدارة مباشرة من الجمعيات ذات القاعدة الكبيرة من المساهمين ورأس المال القوي بالإضافة إلى الفرص والتسهيلات المتاحة في الفترة الراهنة والمقدمة على هيئة قروض بيضاء بمبلغ مليار و500 مليون ريال من صندوق النشء والشباب، ومثلها من صندوق المعاقين.
وكشف المداني أن السلطات المحلية ستقدم 6 مليارات ريال كضمانات لدعم الزراعة التعاقدية، والبدء في إنشاء وتنمية الاقتصاد المجتمعي لمواجهة أي أخطار تتعلق بالأمن الغذائي.
وأشار إلى أن قيمة فاتورة الاستيراد التي تقدر بمئات المليارات يمكن أن تنتقل من أيدي المزارعين الأجانب في روسيا والصين واستراليا وأمريكا إلى المزارعين اليمنيين، في حال وجدت جمعيات تعاونية قادرة على إدارة عجلة التنمية بنظام الشركات المساهمة القائمة على العمل المؤسسي.
وأكد على ضرورة مساندة السلطات المحلية للنشاط المجتمعي الذي يقوده فرسان التنمية.
رئيس اللجنة الزراعية والسمكية العليا بالمحافظة ابراهيم سواد، أوضح أن القيادة الثورية والسياسية تؤكد على وجوب الاهتمام بالزراعة وصولا إلى الاكتفاء الذاتي.
وأشار إلى أن الجمعيات تعد الركيزة الأساسية لتحقيق النهضة الزراعية، ولهذا لابد من ايجاد الجمعيات القادرة على تقدير التضحية الذي قدمها الشعب اليمني في معاركه ضد العدوان وأمريكا وإسرائيل الذين يريدوننا أذلاء مرتهنين لمنتجاتهم، مؤكدا بأن لا خير في شعب ينتظر لقمة عيشه أن تأتيه من يد عدوه.
وعلى ذات الصعيد، عقدت في المساء ورشة عمل حول تعزيز العمل التعاوني واستكمال البناء المؤسسي للجمعيات التعاونية.
هدفت الورشة التي نظمت تحت إشراف اللجنة الزراعية والسمكية العليا، إلى تقييم أنشطة الجمعيات في مجال الزراعة التعاقدية وتنمية مشاريع الاقتصاد المجتمعي.
واستعرضت الورشة، أعمال وأنشطة الجمعيات والتعاونيات والإشكاليات والمعوقات التي تواجه العمل التعاوني في مختلف أنشطته.
وركزت الورشة على أهمية نشر الوعي الزراعي وإيجاد آلية لتوزيع الأدوار بين شركاء التنمية في السلطة التنفيذية والقطاعين العام والخاص والجمعية.
وتطرقت النقاشات إلى أهمية الاطلاع على مستوى النهوض المتحقق في القطاع الزراعي في محافظة البيضاء.
وأوصت الورشة بضرورة تكثيف أنشطة الجمعيات في مجال الزراعة التعاقدية وتنمية مشاريع الاقتصاد المجتمعي المقام وخاصة في مجال تنمية الأسر المنتجة من أسر الشهداء والجرحى والمرابطين والأسر الأشد فقرا.

قد يعجبك ايضا