الإمارات قاطرة التطبيع

عبدالفتاح البنوس

 

 

بخطى متسارعة يسير النظام الإماراتي نحو مستنقع اليهودة والتصهين بكل جرأة ووقاحة، بلا أدنى ذرة من حياء أو خجل، يقدم نفسه حاضنا لمؤامرة التطبيع واليهودة والتصهين التي يسعى الأمريكي لتنفيذها في المنطقة والتي تحمل مسمى صفقة القرن، كان السباق في الاعتراف بالكيان الإسرائيلي والدخول في علاقات دبلوماسية معه وتبادل فتح السفارات في أبو ظبي وتل أبيب بهدف رسمنة العلاقات والعمل على توطيدها لتصل إلى مستويات متقدمة في مختلف المجالات .
الكيان الإماراتي المتصهين لم يتوقف عند هذا الحد، فذهب للدخول معه في تفاهمات ومصالح مشتركة تصب في المقام الأول في جانب كسر حاجز العزلة العربية التي كانت سائدة تجاه كيان العدو الإسرائيلي المحتل، وعمل بوتيرة عالية من خلال المسخ محمد بن زايد وشقيقه المتصهين عبدالله بن زايد على التوقيع على الكثير من اتفاقيات العمل المشترك، وتنظيم المناورات العسكرية المشتركة بمشاركة أمريكية بهدف تعزيز التعاون في الجانب العسكري الذي يستهدف أمن واستقرار المنطقة ويشكل تهديدا خطيرا على القضية الفلسطينية التي تمثل قضية العرب المركزية .
ولأن المؤامرة كبيرة جدا وتتطلب المزيد من الخطوات الملموسة التي تشرعن للتواجد الإسرائيلي في الإمارات وتقديم النموذج السيئ في هذا الجانب لدول الجوار؛ ذهب النظام الإماراتي نحو تمكين الصهاينة من شراء الأراضي والعقارات في دبي وأبو ظبي وفتح الشركات والمنشآت الصناعية والتي تسهم في دعم وإسناد الاقتصاد الصهيوني من خلال فتح سوق جديدة في منطقة الخليج تستوعب المنتجات الصهيونية وتروح لها لمواجهة مشروع المقاطعة لها والتي تتبناها الأنظمة وحركات المقاومة التي تمثل محور المقاومة الإسلامية في المنطقة.
كما عمل النظام الإماراتي العميل على السماح لليهود الصهاينة بدخول الإمارات دون الحاجة للحصول على تأشيرة، وبلغت به اليهودة مداها البعيد بالذهاب نحو العمل الجدي في جانب تجنيس العديد منهم ومنحهم الجنسية الإماراتية، وكذا العمل على تيسير زياراتهم وتنقلاتهم للأراضي الإماراتية من خلال تسيير رحلات جوية متبادلة بين الجانبين، وها هو الحاخام الأكبر لما يسمى بالمجلس اليهودي الإماراتي، إيلي عبادي يكشف عن محادثات لإنشاء أول حي يهودي في الإمارات، مبررا ذلك نظرا لتزايد أعداد اليهود في الإمارات، وهو يستوجب إنشاء حي خاص بهم يضم الفنادق والمدارس والمعبد والمنشآت الخاصة بهم فيما يشبه الاستيطان المؤقت، هذا وكانت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، قد نقلت عن إيلي عبادي أن هنالك ما يقارب 2000 يهودي يقيمون في الإمارات، ويمارس 500 منهم على الأقل شعائرهم الدينية، وأن أعدادهم تضاعفت عقب التوقيع على ما يسمى باتفاقات إبراهم مع الإمارات والبحرين في العام 2020م مؤكدا على أن المرحلة المقبلة ( ستشهد المزيد من دور العبادة والمدارس -من دور الحضانة إلى التعليم العالي- والطقوس اليهودية، والمزيد من مؤسسات طعام الكوشر، ومركز مجتمعي، اليهود يرغبون في إقامة معبد يهودي في الإمارات، ومنازل خاصة، ووحدات سكنية، وفنادق، ومراكز تسوق، وهو ما سيتم نقاشه خلال المحادثات الجارية”.
بالمختصر المفيد كل ما سبق ذكره علاوة على تغيير إجازة العمل الأسبوعية من الجمعة والسبت إلى السبت والأحد من بداية يناير من العام القادم، وقيام أبوظبي بتنظيم حفل تأبيني لقتلى جيش الاحتلال الإسرائيلي ومشاركة طائرات حربية إماراتية في العرض العسكري بمناسبة ما يسمى “الاستقلال الإسرائيلي” يجعل النظام الإماراتي عدوا لدودا لشعوب ودول المنطقة، وبات لا يقل خطرا عن الكيان الإسرائيلي، وهو ما يستوجب إعلان مقاطعته ونبذه وعزله عن المحيط العربي، وتعزيز محور المقاومة المناهض للتطبيع مع كيان العدو الإسرائيلي والعمل على تعرية الأنظمة المتصهينة وفي مقدمتها الإمارات، ولنعي وندرك جيدا بأن من يمنع الكثير من المواطنين العرب من دخول أراضيه، ويفرض القيود والإجراءات المشددة على العمالة العربية المقيمة لديه، ويعمل ما بين الفينة والأخرى على ترحيل العديد منهم ومصادرة ممتلكاتهم تحت ذرائع ومبررات واهية كاذبة لا تمت للحقيقة بأدنى صلة، وفي المقابل يفتح الباب على مصراعيه أمام اليهود والنصارى ؛ هو أحقر من الحقارة ذاتها ولا يشرّف أيّ حر في المنطقة القرب منه أو الحديث عنه .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.

قد يعجبك ايضا