أكاديمية سام لكرة القدم جديرة باكتشاف وإعداد المواهب الرياضية

المدرب الوطني والهداف التاريخي علي النونو يؤكد:أدعو المعنيين إلى الحفاظ على منتخب الناشئين وتصعيد لاعبيه في مختلف المنتخبات

وحده الأداء الرياضي (الكُروي) الذي تميز به منذ بداية مشواره الرياضي في دوري المدرسة، إنه الكابتن علي النونو (المولود في العام 1980م)، مرورا بمحطات كثيرة تألق خلالها بجدارة، حيث قال عنه المعلق الرياضي فارس عوض:
(النونو، عمره ما كان نونو).. وكانت هي الحقيقة، فالكابتن علي النونو كان مهاجما زئبقيا يصعب الإمساك به، ومسيطرا حركيا على الكرة في الميدان وفق نقلات وتمريرات سحرية، فتحت الباب أمامه ليسدد إلى مرمى الأندية المحلية عشرات الأهداف، التي منحته لقب الهداف الوطني، وأهلته ليحرز لقب هداف بطولة غرب آسيا للعام 2010م ليستحق بعدها لقب “هداف اليمن التاريخي”.
في هذا اللقاء أجاب الكابتن النونو -الذي أصبح مدرباً وطنيا ومؤسسا لأكاديمية سام لكرة القدم- على أهم الأسئلة التي تجدون إجاباتها في هذا اللقاء.
الثورة /لقاء / محمد مبخوت الجرادي

• حدثنا عن الكابتن علي النونو (النشأة والبدايات الرياضية والتعليم)؟
– أشكركم على إتاحة هذه الفرصة للحديث عن مسيرتي الرياضية، وعن الرياضة اليمنية وهمومها وتطلعاتنا كرياضيين، وقبل الإجابة على سؤال النشأة أود الإشارة إلى أني نشأت في أسرة زراعية وتربيت على قيم الكفاح ومبادئ المواطن المزارع ودرست الصفوف الأولى والإعدادية والثانوية وتدرجت في النواحي العلمية البكالوريوس في جامعة النيلين بالسودان، والدبلوم من جامعة لايبزغ الألمانية، والماجستير من كلية التربية بجامعة صنعاء، والآن أحضِّر الدكتوراه في مجال التربية الرياضية.

المسيرة الرياضية
• حدثنا عن بدايات مسيرتك الرياضية؟
– بدايات مسيرتي الرياضية كانت من الأسرة، وإذ لم أكن أنا الرياضي الأول فيها، فقد كان أخي الأكبر رياضيا، وبدأت مشواري من دوري الحواري، ثم من دوري مدرسة الديملي في حي السبعين، إلى أن جاء مدرب رياضي عراقي اسمه “واثق ناجي” رحمه الله، وكان يعمل في النادي الأهلي، فعندما شاهدني ألعب، أصر على أن أذهب معه إلى النادي، وكانت الأسرة رافضة رفضاً كبيراً فكرة أن أكون رياضيا، أو أن اذهب إلى النادي، ومن ثم بدأت لاعبا مع نادي أهلي صنعاء، كمهاجم رقم (10)، وانطلقت منه إلى الاحتراف في أندية عديدة كالمصري البورسعيدي عام 1999 م والمريخ السوداني 2005 – 2006 م والبسيتين البحريني 2007 م وتشرين السوري عام 2008م ثم عدت إلى النادي الأهلي مرة أخرى وانتقلت إلى نادي التلال عدن ولعبت الدور الأول فقط عام 2010م إلى جانب تمثيلي المنتخب الوطني.

• أطلقت على المهاجم علي النونو كثير من الألقاب، كـ: (الزئبق) و(البلدوزر) فما هي دلالات هذه الألقاب من الناحية الكروية؟ وماذا تعني لك؟
– بلا شك لهذه الألقاب دلالات تشير إلى سرعة الحركة خلف الكرة، وتمريرها بخفة وفق سيطرة يصعب معها على اللاعبين أخذها بسهولة، وبالنسبة لما تعني لي هذه الألقاب، فبكل تأكيد أنها مبعث فخر كبير وإنجاز أعتز به كثيرا في مسيرتي الرياضية الكروية، وقد أطلقت علي هذه الألقاب نظرا لما قدمته من أداء رياضي إضافة إلى أني متميز وكنت هدافا على المستوى المحلي والخارجي.

• ماذا عن رصيدك التهديفي؟
– هناك أهداف كثيرة كنت أحرزها في مختلف المواسم، وعلي سبيل المثال خرجت من الموسم 2000م برصيد (24) هدفا، وأنهيت الموسم 2004م برصيد (15) هدفاً، وفي الموسم 2013م سجلت (12) هدفاً، وبلغ إجمالي أهدفي المسجلة في البطولات المحلية (202 هدف)، وأيضا خضت تجربة تدريبية مع نادي أهلي صنعاء (الفريق الأول) كما حظيت بشرف لقب هداف بطولة غرب آسيا للعام 2010م.

آخر المشاريع
• ما هي آخر مشاريعك؟
– ما زلت أعمل في المجال الرياضي، حيث احضَّر الدكتوراه في تخصص التربية الرياضية، وبالنسبة لآخر المشاريع، هناك مشاريع وطموحات متعددة، ولكن الأهم في الوقت الراهن هو أننا أطلقنا العمل التدريبي والاستكشافي للمواهب الرياضية الناشئة عبر أكاديمية سام لكرة القدم التي أسسناها مؤخرا، بجهود ذاتية.

• حدثنا عن الأكاديمية؟
– الأكاديمية كانت فكرة تراودني منذ تخرجي من دولة ألمانيا ولكن لم تسنح لي الفرصة في ذلك الوقت، إلى أن جاءت الفرصة المناسبة للبدء في مسار تأسيس هذه الأكاديمية التي تتمحور أهدافها حول استكشاف وإعداد المواهب الرياضية المتميزة من النشء والشباب، عبر تركيزها على استقبال الراغبين من جميع الفئات العمرية وصقل مواهبهم، فكما يعلم الجميع أن بلدنا مليئة بالمواهب الكروية بمختلف أعمارهم لكن لا توجد لهم حاضنة ورعاية، ومن هنا تأتي أهمية الأكاديمية لإتاحة المجال لجميع من يريد إبراز موهبته وتطويرها بدنيّاً وفنياً، وذلك من أجل رفد الأندية والمنتخبات الوطنية بلاعبين وبمهارات عالية بعد تدريبها وصقلها، وستسعى الأكاديمية جاهدة لتدريب كروي حديث بما يتناسب مع كل فئة بعيدا عن التدريب القديم، فالرياضة تطورت بشكل كبير بما يمكننا من الاستفادة مما تعلمناه سابقا وما نريد أن نطبقه حاليا في الواقع فالدراسات والأبحاث الجديدة في كرة القدم أصبحت تدرَّس وانتم تلاحظون الفروق الشاسعة في تطور كرة القدم عالميا.

تعثر منتخبنا الأول
• من خلال خبرتك الطويلة .. ما سبب ضعف المنتخب اليمني الأول؟ وأين تكمن مشكلات التعثر الدائم؟
– كرة القدم منظومة متكاملة ولا بد أن تتوافق هذه المنظومة لغرض إنجاح كل المنتخبات التي تمثل الوطن خارجيا ما نعانيه جميعا وبالذات المنتخب الوطني الأول يرجع إلى عدة أسباب رئيسية، أولها ضعف المنظومة الإدارية، وغياب الاستراتيجية الواضحة في ما يخص المنتخبات الوطنية، بالإضافة إلى جوانب فنية تتصل باختيار وعمل وصلاحيات الجهاز الفني والوقت الذي يتم فيه التجهيز والإعداد بالإضافة إلى توقف المعسكرات الخارجية للدوري حاليا لسنوات طويلة بسبب العدوان والحصار، وغيرها من التحديات التي لا يتسع المقام لذكرها.

النونو والناشئون
• ما دور علي النونو في إعداد منتخب الناشئين الذي أحزر كأس بطولة غرب أسيا؟
– دوري كان واضحا منذ تعييني كمساعد للمدرب الوطني القدير قيس محمد صالح، بدءاً من اختيار اللاعبين من عدة محافظات، مرورا بالتدريب، إلى سيئون، بعدها حدث ما حدث من فرض لاعبين محسوبين على أحد الإداريين في اتحاد كرة القدم، بضغوط أدت إلى استقالتي، غير أن القرارات الصائبة في اختيار لاعبي المنتخب، إلى جانب جهود المدرب وقدراته التدريبية الكبيرة، كانت عوامل حسم حقيقية باتجاه الإنجاز، والحمد لله أن الهدف الذي وضعته نصب عينيَّ رأيته جليا وواضحا على منصة التتويج.

• ما هي دعوتكم للجهات المعنية للحفاظ على لاعبي منتخب الناشئين الذي حقق الإنجاز؟
– أدعو المعنيين إلى الحفاظ على منتخب الناشئين وأن يضعوا خطة استراتيجية واضحة بما يمكنهم من تصعيد الناشئين إلى منتخب الشباب ومن بعدها الأولمبي ثم الوطني، يكفي استهتاراً بمنتخباتنا الوطنية وعدم الاهتمام، نريد أن نرى جميع منتخباتنا الوطنية في الأعالي.

• كيف ينظر الكابتن علي النونو لمستقبل الرياضة في اليمن؟
– رغم كل ما هو حاصل في وطني الجريح إلا أنني متفائل وبإذن الله اليمن قريبا سترى النور في كل المجالات بوجود شباب المستقبل الطامحين إلى البناء وجعل اليمن منافسا عربيا وعالمياً في كل المجالات، ثقتنا بالله كبيرة وسيعود اليمن السعيد أفضل بكثير.

قد يعجبك ايضا