ما تعيده عملية ” إعصار اليمن” الثانية إلى الذاكرة

 

“التصعيد بالتصعيد” معادلة فرضتها القوات المسلحة منذ العام 2017

شهد العام 2017 مرحلة جديدة من مواجهة العدوان، حيث أعلنت القوات المسلحة اليمنية معادلة مغايرة من مواجهة تحالف الشر، وهي التصعيد بالتصعيد، وبدأت بالرد المباشر والقاسي على عمق العدو السعودي والإماراتي ونفذت القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير عدداً من العمليات الكبيرة التي أعادت توازن الردع وفرضت مبدأ العاصمة بالعاصمة والمطار بالمطار والاقتصاد بالاقتصاد وتطورت العمليات مروراً بسنوات العدوان حتى وصلنا إلى مطلع العام الحالي الذي يعد مبشراً بعمليات رد موجعة للعدو الذي لم تنفعه الإدانات وتعاطف النفاق العالمي ولم يكن له أثر في الواقع، وما على المعتدي اليوم سوى إدراك أن ثمن الغارات سيرتد عليه سريعاً.. ويتأكد بأن كل تصعيد سيقابله رد وتصعيد مماثل، وعليه استرجاع الأحداث قبل ثلاثة أعوام وتذكر الأوجاع الكبيرة التي أصابته نتيجة العمليات الاستراتيجية التي أصابته في مقتل وأخذ العبرة والكف عن التصعيد والانسحاب من اليمن.
فيما يلي نستعرض أبرز عمليات مواجهة التصعيد بالتصعيد والتي نفذتها القوات المسلحة اليمنية طيلة سنوات العدوان…

تقرير/ أحمد السعيدي

بعد أسبوع فقط من عملية إعصار اليمن الأولى نفذت القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير عمليةً عسكريةً واسعةً تحت عنوان «عملية إعصار اليمن الثانية»، استهدفت العمقين السعودي والإماراتي وأصابت أهدافها بدقة في قاعدة الظفرة الجوية وأهدافاً حساسة أخرى في عاصمةِ العدو الإماراتي ​أبوظبي​، بعددٍ كبيرٍ من ​الصواريخ​ البالستية نوع «ذو الفقار»، إضافةً إلى استهداف مواقع حيوية وهامة في ​دبي​ بعدد كبير من ​الطائرات المسيرة​ نوع «صماد 3» وكان عمق العدو السعودي هو الآخر مسرحاُ لعمليات الرد ومواجهة التصعيد بالتصعيد، حيث أعلنت القوات المسلحة اليمنية دك عدد من القواعد العسكرية في العمقِ السعودي في منطقة شرورة ومناطق سعودية أخرى، بعدد كبير من الطائرات المسيرة نوع «صماد 1» و»قاصف 2 كي»، كما استهدفت مواقع حيوية وحساسة في ​جيزان​ وعسير بعددٍ كبيرٍ من الصواريخِ البالستية. وقد حققت العملية أهدافها بدقةٍ عاليةٍ بفضل الله».
وكانت رسائل هذه العملية أنّ «القوات المسلحة اليمنية، تؤكد جهوزيتها الكاملة في توسيع عملياتها خلال المرحلة القادمة و»مواجهة التصعيد بالتصعيد»، وتجدد النصح للشركات الأجنبية والمستثمرين في دويلة الاماراتِ بمغادرتها، كونها أصبحت دولة غير آمنة ومعرّضة للاستهداف بشكل مستمر، طالما استمرت في عدوانها وحصارها للشعب اليمني.
بداية مواجهة التصعيد بالتصعيد
عاماً 2017 و 2018م شهدا، عمليات بناء ترسانة أسلحة متنوعة وفي المقدمة بناء أسلحة الردع ، فنشطت دائرة التصنيع العسكري لدى الجيش واللجان لصنع مختلف صنوف الأسلحة ، وبات الجيش يصنع جميع أسلحته التي تحتاج إليها الجبهات محليا ودون الحاجة لاستيرادها من الخارج حيث يفرض العدوان حصارا خانقا ، وفي مجال الأسلحة النوعية ظهرت أجيال من الصواريخ محلية الصنع كزلزال 1، 2 وصواريخ صمود وثاقب ، ومن الصواريخ الباليستية : صواريخ زلزال3 ، وقاهر وأجيال صواريخ بدر الذكية والمتشظية، وأعلن عن صاروخ قاصم المتشظي وصاروخ قدس وبالتزامن مع بناء ترسانة صاروخية معدلة عن نماذج روسية وكورية كصواريخ بركان أو أخرى جديدة ومحلية كأجيال صواريخ بدر وقاصم ، التي تمكنت من اختراق منظومات الدفاع الأمريكية المتعدة وجرى جلبها إلى السعودية والإمارات تباعا.. وصولا إلى تصنيع الطائرات المسيرة ومنظومات الدفاع الجوي.
ومن هنا بدأ الرد اليماني والوصول للعمق السعودي والإماراتي عامي 2017 و2018، حينها هددت القوات المسلحة اليمنية بضرب منشآت حيوية واستثمارية في الإمارات والسعودية إذا استمر التصعيد العسكري على اليمن وحينها لم يصل ذلك التهديد إلى مسامع قيادة التحالف أو ربما لم يتوقعوا قدرة القوات المسلحة على ذلك وفي الثالث من ديسمبر 2017 أطلقت القوات المسلحة صاروخ كروز استهدف مفاعل براكة النووي في مدينة أبو ظبي.
وفي العام ذاته زارت ثلاثة صواريخ يمنية مناطق حدودية في السعودية فدكت أهدافا حيوية رداً على جرائم العدوان بحق اليمنيين وكان هذا العام بداية الانطلاقة لمواجهة التصعيد والوصول إلى عمق العدو.
ليشهد العام التالي 2018 عمليات اكثر وأوسع، رداً على تصعيد العدوان المتكرر ففي السادس والعشرين من يوليو2018 أعلنت القوات المسلحة عن استهداف مطار أبو ظبي بقصف نفذته طائرة دون طيار، تلاه قصفت مطار دبي بطائرة مسيّرة وفي شهر سبتمبر 2018 قصف سلاح الجو المسيّر مطار دبي الدولي بعدد من الطائرات المسيّرة من طراز «صماد- 3 وذلك رداً على تصعيد العدوان في نهم.
عمليات توازن الردع
تصعيد العدوان المتكرر على الأراضي اليمنية دفع القوات المسلحة اليمنية إلى تنفيذ عمليات توازن الردع منتصف العام 2019 والتي بلغت ثمان عمليات ردع حتى اليوم على أهداف ذات أهمية عسكرية واقتصادية أدت إلى أضرار بالغة في المجالين الاقتصادي والعسكري أفقدت العدو توازنه وقدرته على المواجهة وقد تركت هذه العمليات بالإضافة إلى آثارها العسكرية والاقتصادية البالغة آثاراً نفسية أشد ايلاماً على نفسيات قوى التحالف وأحدثت هزيمة نفسية فيهم.
بدأت العمليات بعملية توازن الردع الأولى التي تعد أول عملية هجومية بالطيران المسير، فبعد أن كثف العدوان من غاراته على المدنيين والمنشئات الاقتصادية مستهدفاً عدداً من المصانع لتجويع الشعب اليمني نفذت القوات المسلحة اليمنية في الـ 17 من أغسطس في العام 2019م ، أكبر عملية هجومية للطيران المسير استهدفت العمق السعودي منذ بدء الحرب على اليمن وسميت بـ ” عملية الردع الأولى” ونفذت العملية بعشر طائرات مسيرة مستهدفة حقل ومصفاة الشيبة التابعة لشركة أرامكو شرقي المملكة والذي يضم أكبر مخزون استراتيجي ويتسع لأكثر من مليار برميل.
بعدها بشهر عاد العدوان لاستهداف الاعيان المدنية مرتكباً ثلاث مجازر في محافظتي صنعاء وصعده وحجه راح ضحيتها أكثر من عشرين شهيداً ومائة جريح فكانت عملية توازن الردع الثانية لهذا التصعيد بالمرصاد حيث قصفت القوات المسلحة في الـ 14 من سبتمبر من العام 2019م، مصفاتي نفط بقيق وخريص التابعتين لشركة أرامكو في أقصى شرق السعودية، في عملية هجومية واسعة بعشر طائرات مسيرة وكانت الإصابة دقيقة ومباشرة وجاءت “بعد عملية استخباراتية دقيقة ورصد مسبق وتعاون من الشرفاء والأحرار داخل السعودية”.
مواصلة الرد اليمني
ومع تواصل التصعيد العدواني لتحالف الشر والإمعان في قتل الأبرياء والمدنيين تواصلت عمليات توازن الردع بتنفيذ عملية توازن الردع الثالثة التي استهدفت العمق السعودي وتحديدا شركة أرامكو وأهدافا حساسة أخرى في ينبع في الـ 21 من فبراير من العام 2020م ، نفذتها القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير بـ12 طائرة مسيرة من نوع صماد3 وصاروخين من نوع قدس المجنح، وصاروخ ذوالفقار الباليستي بعيد المدى” بعدها جاءت عملية توازن الردع الرابعة كرد طبيعي للحصار المطبق على اليمنيين واحتجاز ناقلات النفط والغذاء والدواء وفي هذه العملية استهدفت القوات المسلحة العاصمة السعودية الرياض في الـ23 من يونيو من العام 2020م ، بعدد كبير من الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيرة، وأطلقت عليها العملية الهجومية الأكبر “توازنَ الردعِ الرابعة”.
2021 عام مواجهة التصعيد
وفي العام 2021 كان التصعيد هو الأكبر من العدوان وفكرر استهداف المدنيين والبنية التحتية، فكانت القوات المسلحة اليمنية حاضرة مع كل تصعيد للعدوان نفذت أكبر عدد من العمليات العسكرية المشتركة رداً على تصعيد العدوان حيث نفذت القوات المسلحة 11 عملية عسكرية مشتركة ضربت العمق السعودي والحقت به خسائر بالغة في الأرواح والعتاد والاقتصاد حيث استهدف 39 صاروخاً باليستياُ من نوع ذو الفقار وبدر وسعير و202 طائرة مسيرة نوع صماد3 وقاصف 2k أهدافا حساسة في العمق السعودي شملت مطارات ومعسكرات وموانئ ومنشآت نفطية وتسببت كل عملية بوجع كبير للنظام السعودي الذي كان يسارع في إنكارها أولا ثم الاعتراف بها تدريجيا مستعطفاً العالم لوقف عمليات القوات المسلحة اليمنية.
ونتيجة للتصعيد المستمر خلال العام الماضي الذي اعتبره قادة التحالف عام الحسم نفذت القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير أربع عمليات توازن ردع من الخامسة وحتى الثامنة.
وفي شهر مارس من ذات العام كثف العدوان من غاراته على العاصمة صنعاء والمحافظات وقتل عشرات الأبرياء في تصعيد واضح لدول العدوان فكان الشهر ذاته هو الأشد ايلاماً على العدو السعودي بتنفيذ أربع عمليات مشتركة في العمق السعودي.

قد يعجبك ايضا