لقاء المعارضة في الجزيرة العربية.. إجماع على إدانة الإجرام السعودي

القيادي في المعارضة عباس الصادق لـ “الثورة “: نحن إلى جانب الشعب اليمني في وقوفه بوجه العدوان الأمريكي “السعودي”

جاء الإعلان عن إطلاق لقاء المعارضة في الجزيرة العربية “لقاء” من ضاحية بيروت الجنوبية، بالتوازي مع إحياء الذكرى السنوية السادسة لإعدام الشيخ نمر باقر النمر، لتلقي الضوء على مولود جديد في الشكل أما في المضمون فيشهد لمؤسسيه باعهم الطويل في النضال السلمي بوجه آلة البطش، والعنف السعودية.
تتقاطع مفاعيل عنف النظام السعودي بين أبناء الجزيرة العربية والشعب اليمني بعد أن بات يتجرع يومياً – منذ العام 2015م – ثمن عزته وكرامته وجرأته في قول كلمة الحق، كذلك هو حال المعارضة للنظام في الداخل والخارج “السعودي”، حيث لا يبخل ابن سلمان ومن سبقه على اعتلاء عرش المهلكة في قمع الأصوات المنادية بالحرية المسلوبة والحقوق الضائعة، كما المنسوبية في المواطنة.
الثورة / خاص – رجب الخباز

وفي هذا الإطار استضافت “الثورة” عباس الصادق – قيادي في “لقاء” المعارضة بالجزيرة العربية، للحديث عن مفاعيل هذا الإعلان، والقيمة المضافة التي سيعكسها دور “اللقاء” بين صفوف المعارضة، كما الموقف من الحرب على اليمن وخسائر النظام السعودي المتراكمة.
استهل الصادق حديثه مع “الثورة” عن فكرة لقاء المعارضة في الجزيرة العربية وتاريخ ميلادها مؤكداً أنه “لقاء” يضم عددا من مكونات المعارضة للنظام السعودي، والتي كان بعضها يعمل لأكثر من ٤٠ سنة، كانت تلك المكونات تعمل منفردة ويحدث أن تجتمع وتتشارك في بعض الفعاليات التي تندرج في مواجهةِ السياساتِ الغاشمة للنظام السعودي، وقد جاءت اللحظة المناسبة للإفصاح عن هويتِه السياسية في الذكرى السنوية السادسة لاستشهاد الشيخ نمر النمر، وعليه فإن “لقاء” ليس وليد اللحظة وإنما هو تتويج لعمل متنوع ودؤوب”.
وعن دلالات هذا التشكيل من ناحية التوقيت والمرحلة لفت الصادق إلى أن ” إطلاق “لقاء” جاء في وقت تعيش فيه الجزيرة العربية تدهورا غير مسبوق على مستوى الحقوق المدنية والحريات السياسية، كما تشهد انهياراً مريعا في أوضاعُ الناس الحياتية، وتصاعدِ الأعباء الضريبية والتضخم وغلاء الأسعار، وأزمة الإسكان، وتفاقم انتهاكات حقوق الإنسان واستلاب الهويةِ الدينية والتاريخية للجزيرة العربية الذي أخذ أشكالًا غير مسبوقة تحت عنوان “الترفيه” بأشكال مبتذلة وهابطة، كل ذلك يحتم علينا النهوضَ بالمسؤولية الوطنيّة والأخلاقية لدفع غائلة الشر والجور عن شعبنا الكريم”.
أما في الحديث عن أهمية الخطوة للحركة المطلبية والإجراءات اللاحقة فاعتبر العضو القيادي في “لقاء” عباس الصادق أن التجمع المعارض يُعد ” تحالفا سياسيّا بهويةٍ إسلاميّةٍ ثورية، يعتنقُ رؤيةً شاملةً حول الواقعِ السياسيّ الحالي، ويسعى – جنبًا إلى جنبِ مع شركائِنا في هذا البلد- نحو رفع الظلمُ وتحقيقِ العدل وصولًا إلى التغيير الشامل وإقامة البديل المنشود القائم على المساواة والحريّة، وتوفير الشروط الضروريّة والإلزامية للحكم الرشيد”.
مضيفاً ” أشرنا إلى اهتمامنا – إلى جانب الدور الوطني – بقضايا الأمة وعلى رأسها القضية المركزية، قضية الأمة فلسطين وأعربنا عن رفضنا المطلق لمسلسل التطبيعِ بين عددٍ من البلدان الخليجيةِ والعربيةِ والكيان الإسرائيلي، ونحسب ذلك خيانةً للأمانةِ وخروجًا على إجماعِ الأمة التي تتمسّكُ بثوابِتها الكبرى، وعلى رأسها فلسطين”.
مشيراً إلى أن كل ذلك “يتطلب منا أن نبذل ما بوسعنا لتحقيقه، وسوف نعلن في الأيام القريبة المقبلة عن الوثيقة السياسية”.
وعن اختيار الذكرى السادسة لإعدام الشيخ نمر النمر للإعلان عن التحالف “لقاء” أكد الصادق أنهم أرادوا من تزامن الإطلاق مع الذكرى السادسة لاستشهاد الشيخ النمر أن يكون تكريما للشيخ الشهيد باعتباره أصبح أيقونة للحركة المطلبية السلمية والثورة الواعية على الظلم، وقدَّم نفسه قربانا لله ولرفعة وسمو شعبه، وليكون ذلك عهدا لمواصلة درب الشيخ الشهيد ودرب بقية الشهداء الذين استشهدوا في سبيل الدفاع عن الشعب والدين والحرية والكرامة.
وختم عباس الصادق حديثه الخاص لـ”الثورة” بالتطرق إلى ملف حرب محمد بن سلمان على اليمن، وما دفعته “السعودية” من خسائر بشرية واقتصادية، مؤكدا موقف تحالف “لقاء” إزاء هذه القضية بالقول ” إننا ومن منطلق شرعي وأخلاقي وإنساني نعلن وقوفنا إلى جانبِ الشعبِ اليمني في مقاومةِ العدوان السعوديّ الأمريكيّ، كما أعربنا عن رفضنا للحصار والتجويع والإفقار وما يواجهه من حرب كونيّة تطال البنيةَ التحتيةَ من مستشفيات ومدارسَ ومطارات وشوارعَ ورياضَ أطفالٍ وحتى البساتين وآبار المياه. ودعونا العالم إلى صحوةِ ضمير ولو لمرة واحدة من أجل وقف هذا العدوان والسماح بدخول الغذاء والدواء ومحاسبة المعتدين، ونعلن براءتنا من كل من يشارك بأي شكل من الأشكال في هذا العدوان الجائر”.

علماء الجزيرة: صوت العمامة بوجه العرش
وفي السياق نفسه، تشهد الساحة المناوئة للنظام السعودي مساهمة بارزة ونشاطا على مستوى الصرح الديني الذي يعبّر عنه تجمع “علماء الجزيرة العربية” الذي سجل تفاعله مع حدث إطلاق “لقاء” بإصدار بيان ثمّن فيه الخطوة الكبیرة والمھمة التي یقوم بھا الأخوة في تدشین مشروع سیاسي ممانع، یجمع أطیافاً متعددة من قوى وشخصیات المعارضة على قاعدة القضایا المشتركة والقیم الكبرى في مواجھة ظلم النظام السعودي وطغیانه، وذلك تحت عنوان لقاء المعارضة في الجزیرة العربیة”.
وأضاف التجمع أن هذه الخطوة “تتخذ من ذكرى استشهاد العلامة الشیخ نمر باقر النمر ودماءه ذات الدلالات النضالیة الحیة فرصة مناسبة لإطلاق حركتھم ھذه من بیروت الحریة”.
وأضاف البيان “نحن من وحي التكليف الشرعي نشدّ على أيديهم، ونؤيدهم في هذه الخطوة من حيث الوقت، والأهداف، والمناسبة التي تدلل بصورة واضحة على أنّ دماء الشهيد حاضرة في عقل الأمة، وأن عدو هذه الأمة واحد، الأمر الذي يؤكد الحاجة الماسّة إلى رصّ صفوف المعارضة لكشف مؤامرات السلطة التدميرية التي مزقت بلاد الحرمين، وفتّت النسيج الإسلامي”.
ودعا التجمع في بيانه أبناء الشعب العربي إلى دعم المعارضة الصادقة والجادة وتأييدها من أجل انتزاع الحقوق السياسية والاجتماعية التي استحوذ عليها آل سعود بغير وجه حق.
ولا شكّ أنه بمثل ولادة “لقاء” تحيى المعارضة وتفتح مسارات التعاون، كما أنه بمثل هذه الولادة تتضاعف التحديات بوجه سلمان وولده، ويبدو المستقبل أمامهما مثقلاً بالهواجس الداخلية والخارجية.
بإطلاق “لقاء” ومسارها القادم فإن آمال شباب الجزيرة العربية معلقة بها، فهم وإن كانوا يتلمسون وهن النظام على يد أنصار الحق في اليمن، لا بدّ لهم أن يفخروا أيضا بصلابة واستمرارية المعارضة في الداخل والخارج.

قد يعجبك ايضا