وتتواصل الأكاذيب..

يكتبها اليوم / حمدي دوبلة


 

بدأ تحالف ابن سلمان عدوانه على اليمن تحت كذبة كبرى قبل سبع سنوات، ومنذ ذلك الوقت والكذب يتوالد على مدار اليوم والساعة والدقيقة، ولا تكاد تتلاشى كذبة حتى تظهر كذبة أخرى، أشدّ وأكثر افتضاحا وهزالة من سابقاتها، في سلسلة طويلة من الأكاذيب التي لا تتوقّف.
-تشترك كل أكاذيب النظام السعودي في صفة واحدة، وهي أن أصغر واحدة منها ترقى لمصاف ” الفضائح” المُدويّة، لكنه لا يخجل أبدا من ذلك، ويُصِرُّ وبصورة غريبة على مواصلة هواياته في الكذب والتضليل دون كلل أو ملل، ويمضي لمواراة سوءته بأخرى أكثر سوءا وقبحا.
-قبل أيام أتحف لسان العدوان السعودي العالم بأسره بعرض مقطع فيديو مُجتَزأ من فيلم وثائقي أمريكي يحمل اسم” سيفير كلير”، تم إنتاجه قبل أكثر من 14عاما وهو لمواقع صواريخ عراقية، لكنه قدّم ذلك المقطع الهزلي على أنه لصواريخ باليستية يقوم – من أسماهم الحوثيون – بتجميعها بعد استيراد مكوناتها بشكل متفرق من إيران، حسب زعمه..
-أكد المدعو تركي المالكي – في مؤتمره الصحفي المنعقد خصيصا لعرض ما كان يظنه سبقا عظيما واختراقا أمنيا كبيرا، – أن الصواريخ المعروضة – في الفيلم الأمريكي- موجودة في مكان سرّي وخطير في زاوية ما من ميناء الحديدة، وألّا أحد غير التحالف ” المُعجزة” من يحيط بذلك علما ويدرك خُبر كل شيء.
-وكما جرت عليه العادة إزاء معظم الأكاذيب السعودية، التي سرعان ما تتحول إلى فضائح ومواضيع للسُخرية والتندُّر في أوساط النخب السياسية والإعلامية وحتى الشعبية في مختلف البلدان، جاءت أصداء تلك الكذبة مُزلزلة، لكن ابن سلمان لم يلق لذلك بالا، فقد استمرأ الكذب وجعله مُفردة رئيسية في مسيرة حربه العدوانية على أشقائه في بلد الحكمة والإيمان.
-بعد الفضيحة الأخيرة الخاصة بصواريخ ميناء الحديدة المزعومة لم يقدم تركي المالكي استقالته بحسب توقعات الكثير من المراقبين في بلدان العالم التي تحترم نفسها، كما لم يسارع إلى طمر نفسه في الصحراء خجلاً مما تخرّص به لسانه، وإنما خرج على العالم بعد ساعات من فعلته متخرصا من جديد بأكاذيب أخرى، يندى لها الجبين الإنساني، كما حرص لسان العدوان على القول – في طلّته الأولى بعد الفضيحة، وببرود، وكأن شيئا لم يحدث – بأن ما تم عرضه من صواريخ كان “جرى بطريقة مغلوطة من أحد المصادر” وأنه يأتي ضمن ما أسماه الخطأ الهامشي للتعامل مع المصادر، وبأنه لا حرج في ذلك، دون أن يأتي هذا الرويبضة البائس على ذكر الأعداد المهولة من المدنيين الأبرياء الذين تُزهق أرواحهم بسبب هذه الأكاذيب وحملات التزييف والتضليل والفبركات التي لا تنتهي.

قد يعجبك ايضا