التنمر في المدارس .. فوبيا تهدِّد طلاب الصفوف الأولى

 

مختصون نفسيون: عدم الوعي بخطورة الظاهرة وطرق معالجتها يخلق طلاباً  غير أصحاء نفسياً

التنمر هو شكل من أشكال الإساءة والإيذاء موجه من قبل فرد أو مجموعة نحو فرد أو مجموعة تكون أضعف في الغالب جسديا، وهو من الأفعال المتكررة التي تنطوي على خلل قد يكون حقيقيا أو متصورا في ميزان القوى بالنسبة للطفل ذي القوة الأكبر أو بالنسبة لمجموعة تهاجم مجموعة أخرى أقل منها في القوة، فالتنمر عادة يكون بأشكال مختلفة؛ قد يكون لفظيا أو جسديا أو حتى بالإيماءات، ويمكن أن يكون التنمر عن طريق التحرش الفعلي والاعتداء البدني، أو غيرها من أساليب الإكراه.

الأسرة /أفراح الهزمي

محمد الروضي: -طالب في الصف الثالث الابتدائي يعاني من السمنة، يرفض الذهاب إلى المدرسة بسبب ما يتعرض له من التنمر عليه من قبل أقرانه الطلاب في المدرسة.
وتقول والدته إن ولدها يتعرض للتنمر والإيذاء النفسي والجسدي من قبل بعض زملائه في الصف وبصورة متكررة ما اضطرها للذهاب معه أغلب الأحيان ومرافقته حتى دخوله قاعة الفصل  والتحدث مع زملائه وأساتذته بعدم التعرض لابنها وإيذائه.
آثاره النفسية.
الأخصائية الأجتماعية: بشرى زيدان  تقول: إن حالات التنمر في ازدياد وآثارها النفسية كبيرة على الطلاب خصوصا طلاب المراحل الأولى أي صغار السن ويظهر ذلك بعدم رغبتهم المجيء إلى المدرسة وحالة الانزواء وعدم الرغبة في التحدث مع الآخرين ويخلق مثل ذلك نوعاً من المعاناة لأولياء الأمور والمدرسين معاً وما لذلك من آثار على المستوى التعليمي للطلاب المتنمر عليهم.
وتضيف زيدان : إن المشكلة تكمن في عدم الوعي وعدم معرفة ما قد يترتب على التنمر والايذاء النفسي للشخص سواء كان من المحيطين به كالأسرة أو الآخرين بالإضافة إلى عدم وعي القائمين على العملية التعليمية بخطورة ذلك فالبعض يرى أن مسألة التنمر مجرد تشاجر ومشاغبات من الطبيعي أن تحدث وهي أمور لا تستحق التوقف عندها، لتشخيصها ووضع المعالجات لها.
أساليب التنمر
يمكن أن تتضمن التصرفات التي تعد تنمرا التنابز بالألقاب، أو الإساءات اللفظية أو المكتوبة، أو الاستبعاد من النشاطات، أو من المناسبات الاجتماعية، أو الإساءة الجسدية، أو الإكراه. يمكن أن يتصرف المتنمرون بهذه الطريقة كي يُنظر إليهم على أنهم محبوبون أو أقوياء أو قد يتم هذا من أجل لفت الانتباه. ويمكن أن يقوموا بالتنمر بدافع الغيرة أو لأنهم تعرضوا لمثل هذه الأفعال من قبل.
أسباب اجتماعية
ويرى مختص وعلم الاجتماع أن التنمر يحدث بسبب مشاكل شخصية بحتة من خلال شعور الإنسان بعدم الأمان والضعف، ويكون غير راضٍ عن نفسه ويسيء للآخرين ليكونوا بمستواه النفسي، كذلك الرغبة بالتسلط أو التحكم في حياة الآخرين، وهي رغبة تنبع من أسباب عديدة، أحيانًا تكون بسبب عدم امتلاك هذا الإنسان لأي رأي أو سلطة منطقية في منزله.
كما أن المتنمرين أنفسهم كانوا ضحية التنمر مثل الطفل المتنمر الذي يُساءُ إليه في المنزل، أو المتنمرين البالغين الذين تعرضوا للإساءة من جانب زملائهم.
المعالجات
يرى باحثون ومختصون في مجال التنمر انه يمكن الحد من التنمر عن طريق تعليم الأطفال المهارات الاجتماعية للتفاعل الناجح مع الآخرين، بالإضافة إلى تأهيل الاخصائيين الاجتماعيين في المدارس واستخدام المتحدثين الترويجيين.
كما ينصحون الأهل والمُربيّن، بتوعية الأطفال والتلاميذ، حول خطورة هذا السلوك، وبأن أساس العلاقات الإنسانية هو الاحترام، وفي حال تعرض أي تلميذ للاحتقار أو الإهانة، فيجب الردّ والدفاع عن نفسه وإبلاغ الأهل في البيت أو المسؤولين في المدرسة.
بالإضافة إلى تعزيز الثقة بالنفس لدى الطفل، وعدم السماح لأي شخص بالتشكيك في قدراته، مع تعداد الصفات الإيجابية في شخصيته، عن طريق مدحه وتشجيعه، مع التركيز على صفة إيجابية أو مهارة في شخصية الطفل حتى يكون مُتفردا بها، وتعليم الطفل المرونة في التعامل مع الآخرين، وتنمية ذكائه الاجتماعي، وتكرار على مسامع الطفل عبارات “بأننا لا نعيش في المدينة الفاضلة، والناس ليسوا متشابهين، فمنهم الكريم ومنهم البخيل ومنهم اللطيف ومنهم الخبيث ومنهم الصادق ومنهم الكاذب.. حتى لا يتعلم أن الأسلوب القاسي هو الرد الصحيح على جميع الناس، فيتحوّل إلى شخص عدواني عنيف”.

قد يعجبك ايضا