النحالون يقهرون غطرسة العدوان بتصدير 840 طناً من العسل سنوياً

 

الثورة /
يندرج العسل اليمني ضمن المحاصيل الاستراتيجية الخمسة التي يهتم اليمنيون بتنميتها وتطوير انتاجيتهم منها، وينتج حوالي 100 ألف من النحالين الصغار في اليمن حوالى 1.580 طناً فقط من العسل سنوياً، يُصدَّر منها 840 طناً، وفقاً لتقرير للأمم المتحدة صدر عام 2020م، ويصل سعر عسل السدر إلى 500 دولار للكيلوغرام في دول الخليج .
ورغم ظروف العدوان التي جعلت التنقل صعباً، وأدت إلى إغلاق العديد من الطرق، فقد ظل مربو النحل يعملون بشكل طبيعي إلى حد كبير، إذ يمكنهم اجتياز الخطوط الأمامية بسهولة، ويتنقلون كل بضعة أشهر بحثاً عن الزهور اللازمة للنحل الذي يربونه من منطقة إلى أخرى على طول وعرض الجمهورية اليمنية.
يهتم اليمنيون بتربية النحل وإنتاج العسل على مدى عصور خلت توارث أهل اليمن هذه المهنة عن الآباء والأجداد واكتسبوا خبراتهم في معرفة أنواع وطوائف النحل ومراعيها ونوعية كل منتج من عسل النحل حتى صار اليوم يعرف كل عسل بطبيعة الأرض والأزهار والأشجار التي يرعى منها وتحدد جودته على نوع الأشجار والمنطقة.
ويتمتع العسل اليمني وبالذات عسل السدر بمكانة مرموقة وشهرة تجارية كبيرة حيث يعتبر من أغلى أنواع العسل في العالم, وينتج اليمن أنواعا عديدة من العسل أهمها عسل السدر، السمر، والسلام، الضبا، والمراعي.
ويؤكد خبراء تذوق العسل أن المنتج اليمني يستحق دخول السوق العالمية، لكن انعدام الاستقرار السياسي المستمر منذ عقود أدى إلى اضطراب نموه وصعوبة وصوله إلى الخارج، وتشتهر اليمن من زمن بعيد بإنتاج أفضل أنواع العسل في العالم، وتنافس اليمن العسل المنتج عالميا، وأجود العسل وأنقاه ما يتغذى حصرياً على أزهار السدر، وعسله فاتح اللون يترك مذاقاً لاذعاً في الفم بعد تناوله.
تُثبّت خلايا النحل في جذوع الأشجار الفارغة وتُنقل على ظهور الإبل، والبعض صار ينقل خلايا النحل الجاهزة المستوردة والشاحنات الصغيرة لتيسير حركة التنقل بحثا عن زهور السدر، ويحصد عسل السدر الثمين إلا مرة واحدة كل 12 شهراً فيما تساعد الكثير من زهور الصحراء الأقل قيمة في استمرار العمل على مدار العام بالإضافة إلى بعض الأغذية المضافة صناعيا. في أيام الجفاف.
معوقات
ويتعين على مربي النحل التغلب على العديد من التحديات، لأن استحالة نقل خلايا النحل بسبب حواجز الطرق أو القتال إلى مناطق أكثر إزهاراً، سيعرض النحل للموت، والنحل أيضاً عرضة لخطر المبيدات التي يستخدمها المزارعون دون تنظيم.
ومعلوم أن العدوان وحربه على كل جميل في اليمن قد جعل من تربية النحل مهنة خطرة على البشر، ومع ذلك يستمر النحالون في تفضيل نقل النحل ليلاً، أثناء نومه، وغالباً ما تعتبر الحركة الليلية مثيرة للشبهات خاصة في مناطق التماس، فإن كل حركة تراقب عن كثب ومن كل المتارس.
ويقلق النحالون من وجود نحل أكثر من اللازم في منطقة واحدة، لأن هذا سيجعل من الصعب العثور على طعام ومياه كافيين لكل الأعداد الوافدة من النحل، ما قد يؤدي إلى انخفاض معايير العسل وأسعاره.
تدخلات
ويتوافر ما يكفي من الأمل في من توسيع رقعة العمل للجميع بتوسيع دائرة المشاركة المجتمعية المحلية للمشاركة في التنمية عن المزيد من تفعيل زراعة أشجار السدر ضمن المبادرة الوطنية الكبرى التي اطلقتها اللجنة الزراعية والسمكية العليا في العام 2020م لزراعة 100 مليون شتلة من الأشجار الاقتصادية على مستوى جبال وهضاب اليمن، وهي خطوة ينادي بها النحالون في المنطقة،
ومن الخطوات الضرورية الأخرى لتطوير هذا القطاع إنشاء هيئة معايير ومنظومة شهادات سلامة أغذية لتمكين النحالين اليمنيين من تصدير منتجاتهم العضوية لدول العالم بأمان.
وإطلاق مبادرة الالتزام بالمراقيم العرفية في محاربة الاحتطاب الجائر في عموم مديريات الجمهورية عبر برامج توعوية تم تدريب مجموعات من فرسان التنمية من أبناء المديريات والعزل والقرى لتولي ايصالها عبر الفعاليات المجتمعية من دروس ومحاضرات وندوات وخلافه.
توصيات
واعتبر متخصصون وباحثون في مجال انتاجية وتسويق العسل، أن انتاجية العسل في اليمن، ما تزال بحاجة إلى مزيد من الدعم والاهتمام، سواء من خلال دعم مربي النحل أو تشجيعهم أو تأهيلهم أو تزويدهم بالمعلومات الإرشادية والتوعوية، حول كيفية تنمية النحل كثروة اقتصادية وغذائية هامة للبلاد .
وكانت دراسة بحثية أعدتها الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي، دعت إلى أهمية تشجيع تربية النحل من خلال تكثيف البرامج الهادفة والدعم لتطوير إنتاجية العسل، وإعداد خطة دعم للعسل كمحصول نقدي واستراتيجي، له دور في تحسين مستوى دخل المزارعين والنحالين، والتخفيف من الفقر في المناطق الريفية .
وتوقعت الدراسة تنامي صادرات اليمن من العسل الصافي، خلال الأعوام القادمة، نتيجة لزيادة حجم الطلب على العسل اليمني المشهور بجودته ومذاقه الرائع، وما يحظى به من إقبال واسع، من قبل المستهلك في السوق المحلي والخارجي .
وتعتمد العديد من الأسر الريفية في المحافظات التي تشتهر بإنتاجية العسل كحضرموت وشبوة وأبين والحديدة والمحويت وحجة وعمران وصعدة، على العائد الاقتصادي الذي يتم تحقيقه من مبيعات العسل، كمصدر رئيسي للدخل وتوفير احتياجاتها المعيشية .
يتميز العسل اليمني بجودة عالية بسبب السلالة المميزة للنحل الموجودة في اليمن وتنوع المراعي، من زهور ونباتات المناطق الباردة والمناطق الحارة، وهذا يعطي للعسل نكهة وطعما مميزا ، كما أن بعض النحالين اليمنيين، لا ينزعون غذاء ملكات النحل عن العسل مقارنة بالنحالين في بقية البلدان الأخرى، وهذه الخاصية تضيف للعسل اليمني قيمة غذائية ونكهة وطعم مميزين .
كما أن العسل اليمني الأصيل ينفرد بمواصفات نوعية تميزه عن العسل الخارجي، نتيجة تكفل النحل ببناء وصنع خلايا العسل بنفسها دون تدخل الإنسان كما هو الحال في بعض الدول ، وتعد جميع أنواع العسل اليمني ذات جودة وقيمة غذائية وعلاجية جيدة، ومن فوائده أنه مقوٍ عام، ويدخل ضمن تراكيب كثير من الأدوية والمستحضرات والوصفات الطبية والعلاجية، فضلا عن استخداماته كمطهر ومعقم، مفيد لكثير من الأمراض خاصة أمراض الكبد والقلب.

قد يعجبك ايضا