الشهداء أكثر الناس إحساناً

يحيى صلاح الدين

 

 

قيمة الإنسان تكمن فيما يحمله من قيم ومبادئ في مدى قدرته على إيثار الآخرين على نفسه والإحسان إليهم وبقدر عطائك يكون إحسانك كبيراً وعظيماً عند الله وعند خلقه . قال الله تعالى (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ).
الشهداء لم تكن مشاعرهم متبلدة تجاه جرائم أمريكا والنظام السعودي وما تقومان به من قتل وظلم للناس ونهب لخيرات الشعوب واحتلال مقدسات المسلمين  الشهداء لم يداهنوا ويغمضوا أعينهم كما فعل الآخرون، الذين كبلتهم المادة وحطام الدنيا.
نظرة الشهداء للحياة نظرة حكيمة عرفوا أن لاشيئ في الدنيا يستحق البقاء لأجله ويجعلك تعيش بدون عزة وكرامة وخزي في الدنيا وعذاب أليم في الأخرة لذلك فضلوا أن يتحركوا ويواجهوا الطاغوت و يقدموا أرواحهم في سبيل الله وفي سبيل هذا الوطن . قال السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله ورعاه «الشهادة عطاء قابلها الله بعطاء»
وفعلاً.. لقد أثمرت تضحياتهم نصراً وعزة لليمنيين، بل ولكل المستضعفين في العالم الذين لاقوا الويلات من جرائم أمريكا والنظام السعودي.. إننا نحس الفرحة والاندهاش  في قلوب العرب وغير العرب من أحرار العالم، كيف صمد الشعب اليمني بوجه هذا العدوان واستطاع أن  يمرغ أنوف المستكبرين في التراب وهم يملكون اقوى ترسانة أسلحة ويتوفر لهم المال والإعلام .
إنه فعلاً تحول كبير لليمنيين، الذين تبدل واقعهم من (استيراد الملاخيخ إلى صناعة الصواريخ ).
كل ذلك بفضل الله عز وجل  وقيادة حكيمة وتضحيات الشهداء العظماء فهم بحق سادة المحسنين، وهم من يجب أن نحمل لهم المعروف والوفاء .فعندما يحسن إليك شخص ويؤثرك على نفسه في بعض المال أو قطعة أرض أو أي شيء،  فإنك تحمل داخل نفسك معروفاً لهذا الشخص إلى أن تموت،  فما بالك من يقدم روحه في سبيل الله وفداء لهذا الوطن ليعيش الأخرون بسلام وأمن وأمان .
إن الشهيد أعظم البشر إحساناً، ولذلك جعلهم الله في منزلة عظيمة جداً فاقت أعظم العباد صياماً وقياماً، قال الله تعالى ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون) .
قال الشهيد القائد- سلام الله عليه: الشهداء لا يدخلون في الغيبوبة التي يدخلها  الآخرون عند موتهم .
لذلك علينا مسؤولية تجاه هؤلاء الشهداء سواء كمجتمع أو دولة، فهل جزء الإحسان إلا الإحسان.. وأولى هذه الواجبات هو الاستمرار في السير على ما ساروا عليه وتفقد ورعاية أسرهم .
وستضل دماء الشهداء وقوداً لاستمرار المسيرة القرآنية حتى تحرير كل شبر من ارض الوطن، بل حتى تحرير القدس  من أيدي اليهود- لعنهم الله-  وسيدفع تحالف العدوان الأمريكي السعودي  ثمن جرائمه عاجلاً أم آجلاً .
الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لاسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للاسلام

قد يعجبك ايضا