في إطار مشاريع القروض الحسنة.. توزيع 250 رأساً من الأغنام على 50 أسرة من الأشد فقراً في مديرية اللحية بالحديدة

 

الثورة /
يعتبر القرض الحسن ما يعطيه المُقرض من المال إرفاقاً بالمقترض ليرد إليه مثله وذلك دون اشتراط زيادة، ويطلق هذا اللفظ كما جاء في القرآن الكريم على المال الذي ينفق على المحتاجين، طلباً للأجر والثواب من الله عز وجل، وذلك يمثل أحد أبواب التكافل الاجتماعي التي شرعها الإسلام وحث المسلمين عليها، وهذا القرض على عكس القرض الربوي الذي يتضمن زيادة محددة تسمى الربا. إلى التفاصيل:
دشن وكيل أول محافظة الحديدة أحمد البشري- مطلع الأسبوع الجاري المرحلة الأولى من مشروع القرض الحسن في مديرية اللحية- بتوزيع 250 رأساً من الأغنام على 50 أسرة من الأشد فقراً في المديرية.
يهدف المشروع -الذي تنفذه جمعية اللحية التعاونية لمنتجي الحبوب بالتنسيق مع السلطة المحلية في المحافظة وإشراف اللجنة الزراعية السمكية العليا وبمساندة هيئة تطوير تهامة ومؤسسة بنيان التنموية وغرفة طوارئ وادي مور -إلى توفير فرص عمل ومساعدة الأسر الفقيرة والأشد فقراً على زيادة دخلها اليومي لمواجهة أعباء المعيشة خاصة في ظل المعاناة نتيجة العدوان والحصار.
وفي التدشين أوضح الوكيل البشري أن توزيع الأغنام على المستفيدين يأتي في إطار برامج دعم الحكومة لإنجاح الثورة الزراعية وتحقيق الاكتفاء الذاتي، بدعم اللجنة الزراعية السمكية العليا.
وأكد حرص قيادة المحافظة على النهوض بالمستوى المعيشي للفرد والأسرة في المناطق الريفية وإشراكهم فعلياً في برامج التنمية الريفية من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي.
وأشار إلى ما يحظى به القطاع الزراعي في المحافظة من دعم من قبل القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ والسلطة المحلية.
بدوره ثمن مدير المديرية محمد هزاع حرص قيادة السلطة المحلية واهتمامها بتبني مشاريع التمكين الاقتصادي لتحسين المستوى المعيشي للأسر.

أنواع القروض
القروض الحسنة أنواع منها: القرض بين العبد وربه، حيث يدفعه المسلم عوناً لأخيه دون استرجاع، كالإنفاق في سبيل الله.
القرض بين المسلم وأخيه، وقد اختلفت التعريفات حول هذا النوع من القرض الحسن، فالمذهب الحنفي قال إنّه ما تعطيه مثلياً لتتقاضاه، أما الشافعي والمالكي والحنبلي فقالت إنّه ما تُعطيه وتأخذ عوضه سواء أكان مثلياً أم قيمياً.

مشروعيّة القرض الحسن
إن الحكم العام للقرض الحسن هو الجواز، فهو يجوز للحاجة وقد دل على ذلك الكتاب، والسنة، والإجماع، والقياس الصحيح كالآتي:
في القرآن يقول الله سبحانه وتعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [الحج: 77].
في السنة يقول الرسول صلَى الله عليه وآله سلم: (المسلمُ أخو المسلمِ، لا يظلِمُه ولا يُسلِمُه، ومن كان في حاجةِ أخيهِ كان اللهُ في حاجتِه)[صحيح].
في الإجماع نرى ذلك في تعامل المسلمين، فلم يكتف الإسلام بوضع قواعد لتنظيم المال المقترض، وإنما حث عليه وحرض المؤمنين على دفعه، حيث وعدهم الله بالثواب عليه، وجعله قربة يتقرب بها العبد إلى ربه.
مع أهمية القرض الحسن في الإسلام وما جعل الله سبحانه وتعالى عليه من الأجر، إلا أننا لا نجد له أثراً في ثقافة المسلمين اليوم مع أنه يمكن أن يصنف ضمن الأهمية الاجتماعية، حيث أنّه يعتبر من أهم الأشياء التي حث عليها الإسلام لتصغير الفجوة بين الأغنياء والفقراء.

اندثار
على الرغم من أنّ فكرة البنوك الإسلامية قامت في الأساس على القروض الحسنة الخالية من الفوائد الربوية، إلا أنّ هذا المنطق أخذ بالاندثار مع تطور هذه البنوك التي أصبحت تركز على تجميع المدخرات واستثمارها لتحقيق أكبر العوائد لمالكي المصارف والمساهمين والمستثمرين، ومن الممكن إعادة إحياء القرض الحسن من خلال تقوية علاقة الناس بالخالق سبحانه وتعالى، وتقريبهم من الخير، وإعادة تذكيرهم بالأجر والثواب من الله عز وجل، وضرورة إنشاء العديد من المصارف الإسلامية التي من خلالها سيبتعد الناس عن الربا وما يؤدي إلى الشر.

قد يعجبك ايضا