المنظمات الدولية توظف معاناتهم لزيادة أرصدتها

فصل الشتاء.. الهاجس المقلق للنازحين بسبب العدوان والحصار

 

 

شتاء النازحين اليمنيين بفعل قصف العدوان والحصار أكثر برودة وقسوة
نازحون: لا نجد أبسط وسائل التدفئة التي تقينا برد الشتاء والمنظمات لا تقدم شيئاً

الأسرة /خاص

يأتي الشتاء كل عام، وكل منا قد استعد بالملابس والبطانيات والأغذية الشتوية للوقاية من برودته التي لا ترحم لكن شتاء هذا العام تزداد معاناته ونحن في العام السابع من العدوان والحصار على بلادنا وسوء الأوضاع المعيشية خاصة عند من تعرضت منازلهم للقصف بطائرات وصواريخ العدوان، وباتوا يفترشون السماء وعطل بذلك أعمالهم مما دفعهم للتشرد والنزوح من مدنهم وقراهم، وما زاد الطين بله هو إقفال أبواب المساعدة لهؤلاء النازحين من قبل قوى العدوان الغاشم …في ظل حديث متقطع من المنظمات الدولية التي لا تفعل شيئاً من أجلهم بل توظف معاناتهم لزيادة أرصدتها..
معاناة النازحين وتجرعهم ويلات الشتاء والبرد القارس في هذا الاستطلاع.. نتابع :
البداية كانت مع أكرم عبده/ نازح مع أسرته في إحدى المدارس /يقول: تزامنت معاناتي مع بداية العدوان الذي حل ببلدنا دون سابق إنذار وأخرجني من منزلي مع أسرتي وزادت المعاناة مع بداية الدارسة حيث طلب منا مغادرة المدرسة ولكن إلى أين لا نعلم والمال الذي أُعطي لنا لا يستحق الذكر ولا يسد إيجار حتى شهر وما كان أمامي سوى الذهاب إلى إحدى المخيمات وجاءنا الضيف غير المرغوب فيه وهو فصل الشتاء فنحن عرضة للبرد القارس الذي لا يرحم احدا.
وواصل بألم شديد: زوجتي تصارع آلام الروماتيزم وطفلي مصاب بحمى والبقية زكام والتهاب شديد في الحلق فأصبح الخوف من الموت ليس مرتبطاً فقط بالعدوان بل ببرودة الشتاء .
سليمان البرطي/ أحد أفراد أسرة منكوبة جراء القصف العدواني على بلادنا مكونه من 13 فردا يقول: كنا نعيش حياة مستورة الحال في منزلنا والحمد الله حتى جاءت الليلة المشؤومة للعدوان الجائر الذي شردنا من بيوتنا، فنزحت مع أسرتي لكي ننجو بأنفسنا ولم نأخذ سوى الأمتعة الضرورية والقليلة، وجاء الشتاء وكان وقعه علينا قاسياً كالدمار والعدوان تماماً، لم نكن ندرك بأننا سوف نعاني الأمرين كما حدث معنا الآن. فاننا نقف عاجزين أمامه بسبب سوء الظروف المعيشية وانعدام المال الذي إذا ما توفر فإنه بالكاد يكفي لسداد إيجار المنزل الذي يجمعني مع أسرتي تحت سقف واحد.
حاجة ملحة
فاطمة النظاري/ سبقت دموعها حديثها معنا فلها والشتاء قصة فهي نازحة من الحديدة وليست معتادة على جو البرد ولا تملك هي وعائلتها أياً من البطانيات أو حتى الملابس الشتوية، فوقعوا ضحية الشتاء وبرده، فقد أصيب طفلها الصغير بالتهاب حاد في الرئتين وتضخم اللوزتين ويحتاج إلى العلاج بأسرع وقت ولكنها لا تملك النقود ولا يصل أليها احد من فاعلي الخير وغيرهم .
وقالت: لو كان لدينا المال لكنا اشترينا ملابس صوفية وبطانيات وغيرها من لوازم البرد ولكن للأسف الشديد هذا غير ممكن فبالكاد تتوفر المادة لسد رمق العيش وسداد إيجار الشقة التي نحن نعيش فيها عرضة للبرد وتحت ضغوط التقشف لكي نوفر نقود الدواء وتتابع : نحن من هم ضحية لهذا العدوان على بلادنا التي شردتنا وجوعتنا وزاد برد الشتاء من معاناتنا وضاعفها .
أما حمود عائض قال: نزحت مع أسرتي إلى إحدى البيوت في خارج المدينة والسبب يرجع لأنها أقل تكلفة في الإيجار ولكن لم أكن أدرك أن البرد سوف يأكل كل ما لدينا فنحن نتصارع مع الشتاء ولم تعُدْ بمقدورنا التزود بالبطانيات والملابس الصوفية لمواجهة البرد القارس بسبب ضعف الإمكانيات المادية التي حرمتنا من شراء أشياء تقينا برداً لا يرحم، وللأسف المنظمات الدولية تتحدث عنا لكنها لا تتحرك.
أما ناصر عرار/ فيقول بصوت حزين: للأسف الشديد نواجه العدوان على بلادنا مع الحياة القاسية. فنحن نازحون مثلنا مثل غيرنا لم نأخذ أي شيء من منزلنا سوى الهرب بأنفسنا مع أسرنا ولكن إلى أين إلى ما هو اشد وأعظم إلى البرد والموت البطى لان أمراض البرد تحمل معها الآلام والأوجاع فقد هربنا من قسوة العدوان ومن الموت لمصيرنا هذا فأصبحنا عرضة للبرد الذي لا يميز بين احد.
آلم ومعاناة
فيما ترى الطبيبة زينب شرف الدين/ أخصائية باطنة أن معاناة النازحين من العدوان الظالم والجائر على اليمن تزداد في الشتاء نتيجة انعدام مقومات الحياة الأساسية والتي تقي من البرد خصوصا وأن فصل الشتاء تزداد الأمراض فيه مع العلم أن العوامل المساعدة على انتشار الأمراض تكمن في تلوث الجو والتدخين والاكتظاظ داخل المنزل وسوء التغذية وقلة المناعة وتدهور الحالة النفسية والتي مع الأسف الشديد تكون موجودة لدى النازحين .
كما أوضحت بأن الأطباء لا ينصحون باستخدام المضادات الحيوية بل العلاج الوقائي والذي يتمثل في ملازمة المريض الفراش وتدفئة المكان والراحة التامة وهذا لا يتوفر عند النازح إضافة إلى التغذية وعدم الاختلاط بأحد، ولكن النازح مجبر على العيش مع أسرته في مكان واحد و بالكاد يمكنه الحصول على قوت يومه .
وتشدد على ضرورة قيام المنظمات بما فيها منظمات المجتمع المدني والدولي بدورها و أعمالها الأساسية تجاه النازحين. لكن ما زاد الطين بلة هو أقفال أبواب المساعدة لهؤلاء النازحين من قبل قوى العدوان الغاشم.

قد يعجبك ايضا