دولة العدل… ودولة الظلم

إشارات و شذرات

-الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم ينص صراحة على أهمية العدل ويأمر به في أسلوب خبري واضح يبدؤه بأداة التوكيد فيقول: (إن الله يأمر بالعدل…) النحل90 والواقع أن العدل أهم ركائز المجتمع الناجح والدولة العادلة حتى لقد قالوا: دولة الظلم ساعة ودولة العدل إلى قيام الساعة. وتعالوا معنا معاشر القراء الأعزاء لنبحر سويا حتى نصل إلى شاطئ العدل والسلام والأمن والأمان والسكينة والاطمئنان لنقارن بين دولة العدل ودولة الظلم.
-دولة العدل –جعلنا الله منها– تقدر لكل ذي كفاءة كفاءته فتضع الرجل المناسب في المكان المناسب ودولة الظلم –أعاذنا الله منها– تشيع فيها الوساطة والمحسوبية والرشوة والكذب والنفاق فلا يصل ذو الكفاءة إلى مكانه المناسب بل يحتله من هو أقوى منه.. دولة العدل مع التجمع والائتلاف ودولة الظلم مع التفرق والخلاف دولة العدل مع الوحدة والاتحاد ودولة الظلم مع التمزق والشتات دولة العدل مع اللقاء والوفاق ودولة الظلم مع الإقصاء والشقاق دولة العدل يعطى فيها كل ذي حق حقه ومستحقه ودولة الظلم يسلب فيها الحق من صاحبه ويعطى لمن لا يستحقه.. دولة العدل لا مكان فيها لوصولي متسلق ودولة الظلم يصل فيها الوصوليون المتسلقون إلى أعلى المراتب والرتب وينظر إليهم أصحاب الكفاءات بأعين كلها حسرة وألم.. دولة العدل تسود فيها الثقة بالمجتمع والاطمئنان إليه والانصراف إلى أداء الرسالة ويقتنع فيها المواطن بوطنه فيخلص له ودولة الظلم يعيش فيها المواطن خائفا متخاذلا كأنه وحده في غابة مليئة بالوحوش الكاسرة المفترسة يتحاشى أن يحتك بأحدها خشية أن يفتك به دون أن يعينه أحد من المواطنين لذلك يتسم فيها المواطن بالسلبية ويستبيح لنفسه أن ينهب كل ما تصل إليه يداه من الأموال العامة أو الخاصة أو مما يعتبر من البنية الأساسية أو المرافق الحيوية للمجتمع كما هو حاصل اليوم في بعض أوطاننا العربية والإسلامية على وجه العموم ووطننا على وجه الخصوص ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
-وختاما نقول ونتساءل لماذا انتشرت الحروب وقتل النفوس وسفك الدماء وإزهاق الأرواح وكذا التخريب والنهب والطغيان والفساد والاغتيالات في وضح النهار والجرائم المروعة والسرقات المنظمة والسطو على ممتلكات وأراضي الناس في مجتمعات اليوم¿ لكان الجواب من غير نزاع أو تردد: لغياب العدل وتفشي الظلم وتجبر الباطل وضياع الحق ولعدم إقامة شرع الله وتطبيق حدوده سبحانه وتعالى فالعدل من أسس الشريعة الإسلامية ومن هنا يتبين أهمية العدل والإنصاف وخطورة الجور والانحراف.
ونسأله جل جلاله أن يجعلنا ممن يلتزم الحق وأن يهدينا الصراط المستقيم ويصلح أمورنا وذلك بأن نكون قوامين بالقسط ولو على أنفسنا أمرين بالعدل لنا ولغيرنا.

*مستشار وزارة الأوقاف والإرشاد

قد يعجبك ايضا