صوير- عمران.. طبيعة غنية بمقومات تنموية تفتقر إلى التوعية والاستثمار الأمثل

 

الثورة /  يحيى الربيعي

نفذت أكاديمية بنيان للتدريب والتأهيل تحت رعاية اللجنة الزراعية والسمكية العليا ووزارة الزراعة والري، وبدعم من صندوق تنمية المهارات، وإسناد وحدة التخطيط والتقييم والرصد بمؤسسة بنيان التنموية بالشراكة مع الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعية بحوثا في مديريات (صوير- عمران، بني قيس- حجة، الزهرة والمراوعة- الحديدة، ضوران- ذمار) للتعرف على مقومات النهوض التنموي من أجل التمكن على ضوء نتائجها من إعداد الخطط التنموية في المديريات الخمس كمرحلة أولى، حصلت (الثورة) على نسخ من تلك البحوث نعمل على نشر مقتطفات عن أهم ما توصلت إليه من نتائج.
وفي الدراسة التي أجريت على مديرية صوير- عمران، تناول الباحثون (عبد السلام السماوي، هيثم جارالله ، علي أبو حلفة، محمد ملهي)، في مقدمة وسبعة فصول شرحا شاملا عن الوضع الراهن في المديرية، حيث استعرضوا العديد من نقاط القوة التي تتميز بها المنطقة في جميع المجالات الاجتماعية والاقتصادية، كما عرجت بالتحليل على نقاط الضعف بالشرح والتفصيل وبيان الأسباب والخلفيات، وشمل التحليل تحديد أولويات الاحتياج في المديرية.
تقع مديرية صوير في النطاق الإداري لمحافظة عمران، وفي الجزء الغربي المقترب من الشمال لمحافظة عمران وهي مستطيلة الشكل (طولها جهتا الشمال والجنوب) يحدها من جهة الشرق مديريتا شهارة وحبور ظليمة محافظة عمران، ومن جهة الغرب مديريتا كشر والجميمة محافظة حجة، ومن الشمال مديرية القفلة محافظة عمران ومن الجنوب مديريتا شرس والمغربة محافظة حجة، ولا يوجد بالمديرية من الخدمات الأساسية -كالكهرباء والهاتف والبريد والصرف الصحي والطرق المسفلتة- شيء، يسكنها 20854 نسمة لـ2580 أسرة، موزعة على 5عزل و111 قرية، و394 محلا، ودائرة انتخابية واحدة بها 18 مركزا انتخابيا.
وتعتبر صوير من أكثر مديريات محافظة عمران غنى بالموارد الطبيعية، والبشرية، والاقتصادية، والخدمية، وغيرها من الموارد، وتمثل هذه الموارد فرص عمل لأبناء المنطقة تمكنهم من الاكتفاء الذاتي وتصدير فائض الإنتاج للأسوق وتحقيق الحياه المستقرة في المنطقة من الهجرة والتنقلات سعياً لطلب الرزق، وترك أراضيهم بلا زراعة بسبب المفاهيم المغلوطة في الاتكالية على المنظمات الخارجية والأنظمة السابقة التي جرتهم إلى ترك الزراعة والاكتفاء بما تدره عليهم من العطاء الممنهج بالتوقيت القاتل الذي تنتهجه التدخلات الخارجية في الدول النامية.
طبيعة غنية
يغلب على مناطق صوير المناخ الحار صيفا، والمعتدل شتاء، وتهطل فيها الأمطار طوال العام عدا فصل الشتاء، وتمتاز المديرية بتنوع تضاريسها ما بين هضاب وتباب تتخللها أراض زراعية خصبة وبعض الوديان، وتكثر فيها السلاسل الجبلية المرتفعة والمتوسطة المزينة بمدرجات زراعية، وتحتوي بعض وديانها على أراض زراعية، لكنها تتعرض لانجرافات السيول.
ويتكون الغطاء النباتي في صوير من عدة أنواع من الأشجار والشجيرات والحشائش، وتتميز المنطقة بكثافة النباتات الطبِية والعطرية، كما تتوفر مساحات من الأراضي الزراعية الصالحة لزراعة أي نوع من المحاصيل الزراعية.
وفي صوير يوجد حوالي 260 بئر ارتوازيةويدويةبعمق يتراوح ما بين 100 – 300م، وتجلب المياه بواسطة حمير يقودها الأطفال من البنين والبنات، أما الغيول فيوجد بها حوالي 10 غيول، منها 3 تتدفق بحسب مواسم الأمطار، وبئران مستمران، والبقية في انقطاع.
وتشتهر المديرية بزراعة الحبوب في 3,323 هكتارا، والبقوليات في 363 هكتارا، والبن في 8 هكتارات، والقات في 1,350 هكتارا، ويعتبر محصول الدخن من أهم وأفضل المحاصيل التي تزره في مديرية صوير، فهو يمتاز بتحمل الجفاف لأن المنطقة تعاني من شحة المياه ويزرع في جميع عزل المديرية في موسم الصيف، وترتفع أسعار الحراثة حيث يصل سعر الساعة بالحراثة إلى 12 الف ريال، وبالأثوار إلى 10 آلاف ريال، فيما تأخذ الحصادة 1500 ريال على القدح (40كجم) ناهيك عن الأمراض التي تفتك بالمحصول، وتأتي الذرة الرفيعة في المرتبة الثانية وتليها الذرة الشامية، وبذات المعاناة مع اختلاف في الأسباب.
وتزرع البقوليات بطريقة الزراعة التحميلة بين المحاصيل الحبوب من الذرة والدخن للاستفادة منها للأكال للإنسان وكتغذية مركزة للحيوانات الأبقار والأغنام وتزيد من خصوبة التربة، وتستنزف شجرة القات مصادر المياه بسبب الري بالغمر، وكذا زيادة زراعته على حساب الأراضي الزراعية.
وتحتل مهنة تربية النحل نسبة 70 % من اهتمامات سكان صوير، حيث تقدر حيازة أكبر مربي ما بين 400 – 1000 خلية، وأقل مربي يحوز ما بين 10_30 خلية وتمثل تجارة في العسل وخلايا النحل مصدراً رئيسيا لدخل الأسر العاملة في تربية النحل، ويعتبر السدر أجود أنواع العسل، حيث يفيد في معالجة كثير من الأمراض وزيادة رفع المناعة، ويتراوح ثمن الدبة العسل ما بين 100_120 ألف ريال والصحة بـ 15_20 ألف ريال والكيلو بـ 20ألف ريال، أما قيمة الخلية الواحدة مع النحل (جبح) فهي حوالي 28 ألف ريال، يتم شراؤها قبل موسم السدر(العلب)، اكثر الأشجار انتشاراً في الغطاء النباتي، حيث ينتج من العسل حوالي 20 – 30لتراً/10 خلايا.. ويعاني النحالون من انخفاض في أسعار العسل وخاصة في السنتين الماضيتين بسبب إغلاق العدوان والحصار منافذ التصدير.
ضعف حركة التسويق
تعد تجارة الثروة الحيوانية من الماعز والأغنام والأبقار والدجاج المصدر الثاني بعد تربية النحل حيث يعتمد عليه السكان في معايشهم، بالإضافة إلى الاستفادة من حليبها وسمنها ولبنها واستخدام مخلفاتها كسماد بلدي للأراضي الزراعية إلا أن هذه الثروة تعاني من المشاكل الكثيرة على رأسها الأمراض والنفوق التي تصيبها بالإضافة إلى قلة المراعي في الشتاء وضعف حركة التسويق مما يعني الحاجة الماسة إلى تدريب فرسان صحة حيوانية من أنباء المنطقة.
وتحتل المناحل المصدر الأول إلا أنها الأخرى تعاني من قلة المراعي في الشتاء وانتشار الأمراض، وتتأثر كثيراً عند رش المبيدات السامة مثل مبيد (المدجج) لشجرة القات والذي يقتل النحل على مسافة 2 كم مربع بالإضافة إلى ضعف التسويق مما أدى إلى انخفاض شراء النحل في هذا العام.
وفي المرتبة الثالثة تأتي الحبوب، ومنها الدخن والذرة الرفيعة والذرة الشامية كمصدر في الاستخدام الذاتي لتغذية الإنسان وأعلاف للحيوانات، وهناك إمكانية للتوسع في زراعة محاصيل الحبوب وبالأخص في الأماكن المتوفر فيها المياه حيث يتراوح أعماق الآبار السطحية فيها ما بين (3-10) أمتار، فيما إذا كثفت التوعية عن طريق فرسان التنمية مع إيجاد القروض البيضاء بعد تشكيل الجمعية.
متطلب التوعية
تعاني المديرية من قلة الخدمات الإرشادية الزراعية والبيطرية، وغياب الكادر النسائي في مجال الصحة وبعد المراكز الصحية عن بعض القرى، وقلة التعليم في بعض القرى بسبب بعد المدارس وندرة مدارس المرحلة الثانوية.
وتحتاج إلى تفعيل فرسان التنمية، وتدريب فرسان تنمية جدد، وتدريب عمال صحة حيوانية من كل العزل، للتوعية في جميع المجالات وتفعيل المجتمع للنهوض في إطلاق المبادرات المجتمعية لإنشاء سدود وحواجز، وكرفانات حصاد مياه لاستغلال مياه الأمطار، والترشيد في استخدامها وعدم الإسراف في سقاية شجرة القات، والتوعية بكيفيات الري حسب الأولوية، وعمل مصدات ترابية وزراعة أشجار حراجية كالطلح والسدر في حوافز وحواز المدرجات للتقليل من انجراف التربة.
ويتطلب الوضع في المديرية تكثيف التوعية بين أبناء المجتمع عن أهمية الغطاء النباتي والمحافظة عليه لما له من دور كبير في تحسين الوضع الاقتصادي للسكان، والتوعية بأهمية النباتات الطبية والعطرية، وإيجاد وسائل لإدخالها في تصنيع الأدوية والمبيدات، بالإضافة إلى التوعية بأهمية المبادرات والمشاركة المجتمعية وتسريع تفعيل وحده الشق بالمديرية من أجل إطلاق مبادرات مجتمعية للحفاظ على الأراضي الزراعية.
كما تجدر الإشارة إلى ضرورة تفعيل وحدة الحراثة في جميع العزل وتفعيل أو إنشاء الجمعيات لتنظيم عملية التسويق، وتفعيل خدمة وحدة البذور، وتقديم خدمات التوعية والإرشاد المجتمعية للتوسع في زراعة وإنتاج الحبوب، والمساندة في تفعيل الزراعة التعاقدية للتوسع في زراعة وإنتاج وتسويق الحبوب المحلية، وتشغيل الأيادي العاملة وتوعيتهم بأهمية المحاصيل، وتوعية المزارعين عن أهمية الثروة الحيوانية خاصة التي تستخدم في حراثة الأراضي الزراعية، وتفعيل الدراسات والبحوث في مجال إجراء تجارب في زراعة الحبوب وإكثارها.

قد يعجبك ايضا