كيف احتفت به.. وماذا رأت في حشود الوطن الأم؟

جالياتنا في الخارج: احتفالات شعبنا اليمني بذكرى المولد النبوي مشهد استثنائي لا مثيل له في التاريخ

 

 

محللون: خطاب السيد عبد الملك الحوثي جسر بين مناطق الزمنالإسلامي مواصفاً بدقة حجم المؤامرة التي تحاك ضد الاسلام
ما شهدته العاصمة صنعاء والمدن الكبرى أوقد مشاعل الحنين في نفوس المهاجرين اليمنيين للعودة إلى الوطن الأم

ما لم يتوقعه العالم، هو أن تشهد اليمن ذلك الحضور التاريخي غير المسبوق في احتفالات ذكرى المولد النبوي على صاحبه وآله أفضل الصلاة وأزكى التسليم عبر تاريخ اليمن بصفة خاصة وتاريخ الأمة الإسلامية بصفة عامة، ما عكس مشهدا بالغ الدقة والانتظام الذي لا يخرج عن جوهر مشروع الدولة الحقيقية، رعاية وتنظيما وأمنا وسلامة.
الأهم والأكثر دهشة في هذا المشهد أنه يأتي بعد سبع سنوات من العدوان والحصار، كاشفا عن شعب عريق يعيش العزة والكرامة والدفق البشري الهائل، وكما أنه لم يشهد هذا الحصار الظالم والقصف البربري الذي طال كل مناحي الحياة.. فكيف احتفى اليمنيون في مهاجرهم بهذه المناسبة العظيمة، وكيف يرى السياسيون والمفكرون في الخارج ذلك الاحتفال..؟
هذه التساؤلات ستجيب عنها هذه التغطية الوصفية والاستطلاعية لاحتفالات الجاليات اليمنية في الخارج، وكيف نظم اليمنيون في الخارج الاحتفال، ولكن قبل ذلك سأذهب إلى مهابة المشهد الذي لم تشهده ليالي الـ12 من ربيع الأول عبر التاريخ الهجري عبر مناطق الزمن الإسلامي… التفاصيل:

متابعة ولقاءات / محمد إبراهيم

كان ليل صبيحة الـ12 من ربيع أول 1443م في كل أنحاء اليمن مضاء بألعاب نارية احتفالية متوهجة بالأخضر، والمدن والقرى تتوج تشاريف دورها بمصابيح الهوية الإيمانية الخضراء المعبرة عن مولد خير الخلق الذي كسى العالم هدى وإخضرارا وحياة، منذ إشراقة يوم الـ12 من ربيع الأول، شهدت الطرقات الرئيسة والفرعية المؤدية إلى العاصمة صنعاء اكتضاضا غير مسبوق، الكل باتجاه ميدان السبعين، الذي فاض بالبشر مع ساعات الضحى، ولم يجد من يتوافدون طريقا الى الميدان، فامتلأت الشوارع المؤدية اليه من كل اتجاه وبمسافات عشرات الكيلو مترات..
تساوق أمواج هذا المشهد المهيب، الذي نقل عبر أثير الفضاء وبتقنيات تصويرية فوقية بفضل الكاميرا المسيرة، أثار دهشة العالم وفي مقدمته دول تحالف العدوان والحصار، ومع هذه الدهشة تفتقت الأسئلة الوجودية في شعب الأنصار المتجدد، كيف خرج بهذه الطريقة، وفي وقت تعج جبهات القتال بالأبطال من الجيش واللجان الشعبية، الذين حققوا الانتصارات المؤزرة في كل يوم يمر من عمر الحرب، وبعد أن فقد هذا الشعب عشرات الآلاف- إن لم نقل مئات الآلاف- من الشهداء مدنيين نساء وأطفالا وكهولا قضوا تحت القصف، وفي أوضاع اقتصادية صعبة فرضتها الحرب التي طالت الموارد والمصادر المعيشية بما فيها المرتبات، وفاقمها الحصار الذي منع وصول سفن الوقود والدواء والغذاء الى موانئ الحديدة، ومع ذلك تموج شوارع العاصمة صنعاء ومدن المحافظات الكبرى بسيول البشر وساحات الابتهاج في احتشاد تاريخي لم يشهد له التاريخ الإسلامي مثيلا.
خطاب تاريخي
لقد قرأ المسلمون التواقون إلى الاحتفالات، الشعب اليمني، شعب الإيمان والحكمة شعب أنصار الرسالة المحمدية، بذكرى المولد النبوي الشريف بعين الإجلال والإكبار بعد سنوات من محاولات بعض القوى الموالية للصهيونية الأمريكية، قمع الروح الإيمانية في نفوسهم بدعاوى مغلفة بالإسلام والبدع، وهي ليست سوى ضرب من الضلال والتغريب، ومحاولات بائسة لطمس معالم هذا اليوم الإسلامي، للنيل تدريجيا من حضور خاتم المرسلين في نفوس المسلمين تحت شعارات لا أساس لها من العقيدة والعقل معا..
سماحة السيد عبد الملك بدر الحوثي- حفظه الله، كشف في خطابه التاريخي والاستثنائي هذا العام أحابيل تلك المحاولات بمنطق صادق وصادم في نفس الوقت – حسب رؤية المحللين والمراقبين، الذين أكدوا أن الخطاب كان جسر بين مناطق الزمن الإسلامي، ماضيه وحاضره ومستقبله، بحقائق قرآنية ثابتة، ومفاهيم أساسية، موصولة بالرسالة الإلهية.. لافتا إلى أن نبي الله عيسى “عليه السلام” كان آخر الأنبياء من بني إسرائيل، وسعى لتقويم الاعوجاج، وتصحيح الانحراف، وإعادة المنتمين إلى الدين الإلهي إلى الصراط المستقيم، وإلى نشر الرسالة الإلهية، وتوسيع دائرة النور الإلهي في أوساط المجتمع البشري، وكان من أبرز العناوين في رسالته: البشارة بخاتم الأنبياء، وسيِّد المرسلين، ورحمة الله للعالمين، رسول الله محمد “صلى الله عليه وآله”.
وأضاف السيد عبد الملك الحوثي “وما بين بعثة نبي الله عيسى “عليه السلام”، وعلى مدى قرونٍ طويلة، إلى بعثة رسول الله، وخاتم أنبيائه محمد “صلى الله عليه وعلى آله وسلم”، كان المنحرفون، من الجاحدين المكذِّبين بالرسل والأنبياء والرسالة الإلهية، والمحرِّفون لمفاهيم الدين، والمهملون لتعليماته، من المنتمين لها، قد طمسوا معالم الرسالة، وانحرفوا بالناس عن القيم الفطرية، ونشروا الخرافات، والأباطيل الظلامية، وجعلوا منها معتقداتٍ وثقافات، وملأوا الدنيا بظلمهم وظلماتهم، حتى تحوَّل الواقع البشري إلى الجاهلية الجهلاء، وتفاقمت المعاناة، وتراكمت المشاكل، وساءت ظروف الحياة، وملأوا الدنيا ظلماً وجوراً، وأصبح الناس في أمسِّ الحاجة إلى الإنقاذ من ذلك الوضع الكارثي.. وفي نفس الوقت كانت المؤشرات، والإرهاصات، والبشارات، تهيِّئ الساحة لقدوم التغيير الكبير، وقرب الخلاص والفرج، وقدوم الرحمة الإلهية.
اليمنيون في المهجر
هذا المشهد لم يثر إعجاب العالم فحسب، بل أوقد في نفوس المهاجرين مشاعل الحنين إلى الوطن الأم والعودة إلى حضنه الآمن بالجماهير والمشروع الحقيقي للدولة ومقتضيات قيامها بشرا وشجرا وحجرا وسكينة وأمانا، لقد انعكست تلك المشاعر في احتفالات أبناء الجاليات في كثير من الدول الشقيقة والصديقة، وبطرق تلونت واختلفت تلك الاحتفالات المصبوغة بالحنين، ففي سوريا نظمت الجالية اليمنية في سوريا فعالية احتفالية بذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أفضل الصلاة والتسليم حضرها سفير الجمهورية اليمنية في دمشق عبدالله صبري وعدد من الشخصيات الدينية والاجتماعية وممثلو الفصائل الفلسطينية، وحشد من أبناء الجالية اليمنية في دمشق.. وأشار رئيس مجلس الجالية محمد ناجي العولقي، إلى ما يمثله النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم بأخلاقه وسيرته من قدوة ومنارة للأمة جمعاء في مواجهة التحديات والأخطار على وحدتها وقضاياها..
وتطرق في الاحتفالية – التي تخللها وصلات إنشادية ومدائح نبوية وفقرات من التراث الدمشقي – إلى ما تمثله هذه المناسبة من عزة وشرف لأبناء الشعب اليمني، وحرصهم على الاحتفاء بها بشكل مشرف رغم ظروف العدوان والحصار، لتجسيد هويته الإيمانية والارتباط الوثيق بالنبي الخاتم، رغم محاولات الأعداء إبعاد المسلمين عن الخط المحمدي الأصيل.
من جانبه بارك خطيب وإمام جامع العباس بدمشق الشيخ يوسف المصري، للشعبين السوري واليمني والأمة العربية والإسلامية بمولد خير الأنام محمد عليه وآله أفضل الصلاة والسلام… مؤكدا أن الاحتفال بهذه المناسبة الدينية العظيمة، دليل على مكانة وحب رسول الله وآل بيته لدى شعب الإيمان والحكمة الذي قال فيهم نبي الرحمة “الإيمان يمان والحكمة يمانية .. أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوبنا وألين أفئدة”.
وأضاف الشيخ المصري “إن اليمنيين يرفعون راية الحب والفرح والولاء بمولد الرسول الأعظم، لأن علاقتهم به كعلاقة بياض العين بسواده، كما هي علاقتهم بالشام منذ بداية الرسالة السماوية، حيث بارك الرسول الأعظم اليمن والشام”.
ومن بريطانيا أكد أحمد الأشعف – أحد قيادات الجالية اليمنية في بريطانية – أن أبناء الجالية احتفلوا بالمولد في كثير من مدن العالم ليس شرطا أن يكون احتشادا في الهواء الطلق، نظرا للقيود التي تحكم تلك الدول، ففي بريطانيا مثلا احتفى اليمنيون بالمولد النبوي الشريف في منازلهم وتجمعاتهم السكنية بعد أن شدهم ذلك المشهد المهيب من احتفالات الشعب اليمني في وطنهم الأم.
واعتبر الأشعف أن مشهد الاحتفال في صنعاء وفي مدن اليمن الكبرى أجج الحنين إلى الوطن.. مضيفا في تغريدة له على تويتر: كنت منتظرا بشغف أن أشاهد الحشود العظيمة، كيف حالنا كمغتربين، قلوبنا مغرمة بكم يا أهلنا في اليمن وهنيئا لكم المشاركة في هذا اليوم العظيم، يوم من أيام الله للاحتفاء بذكرى مولد الرسول الأعظم.
وفي نيويورك الأمريكية احتفلت الجالية اليمنية هناك، بذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه أفضل الصلاة والتسليم، وفي فعالية الاحتفال أشار عضو اللجنة التحضيرية محمد الزبيدي، إلى أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، رسالة واضحة لنشر السلام والمحبة بين أبناء الشعب اليمني.. مشددا على ضرورة الاقتداء بسيرة النبي الكريم ونبذ التفرقة والعداء بين أبناء الأمة، داعيا أبناء اليمن إلى تجنب الاختلاف وتوحيد الصفوف ضد أعداء الأمة والوطن.
وألقيت عدد من الكلمات أكدت جميعها على أهمية تمسك الأمة العربية والإسلامية والاقتداء بأخلاقه صلى الله عليه وعلى آله وسلم، التي هي بحاجة ماسة إليها في الوقت الراهن.. مبينة أن الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف تجديدا منهم للولاء والتعظيم لمنهج الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، الذي أخرج الأمة من الظلمات إلى النور، لافتة إلى أن اليمنيين في كل عام يثبتون بأنهم الشعب الوحيد الذي ما يزال مرتبطا بسيد الخلق قلبا وقالبا.
تخلل الفعالية –التي تزامنت مع احتفالات الملايين من أبناء الشعب اليمني في العاصمة صنعاء والعديد من المحافظات- عدد من القصائد الشعرية المعبرة عن تعظيم أبناء الجالية اليمنية وارتباط الشعب اليمني الذي ما يزال يواجه حربا عدوانية للعام السابع على التوالي بالرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
رؤية تحليلية
إن تلك الاحتفالات التي تداعت لها الجاليات واشتاقت إليها نفوس المسلمين الذين طالما افتقدوها في عصر محاولات التغريب، جديرة بهذه الوقفة التحليلية مع المراقب والناشط السياسي عبد الله سلام الحكيمي، في لندن، حيث قال في قراءته لما شهدته العاصمة صنعاء ومدن المحافظات الكبرى: “تابعت مجريات واستعدادات الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، التي أفضت إلى ذلك الاحتشاد التاريخي، إذ كانت الأمور تسير بشكل طبيعي وسلس، وفي الواقع وما هو مغاير للاحتفالات بالمولد النبوي خلال السنوات السابقة، أن اللغة لا تستوعب وصف مشهد احتفال هذا العام بتفاصيل مهابته وعظمته، فنحن كنا أمام بحار من البشر وموجات تتدفق من كل حدب وصوب نحو السبعين، لكن تلك الملايين المتدفقة من كافة المناطق والمحافظات لم تسطع الاقتراب من السبعين بعد امتلائه وامتلاء الشوارع المؤدية إليه.. فهو احتفال عظيم وحشد تاريخي لم يشهد له مثيل في تاريخ اليمن قديمه وحديثه، بل الذي جرى في العاصمة صنعاء بمناسبة المولد النبوي لم نعهد أن حشودا وسيولا وموجات بشرية تدفقت بهذا الشكل احتفالا بذكرى المولد النبوي في التاريخ الإسلامي وفي أي بلد إسلامي.
وأضاف الحكيمي: الأهم أنه لم تحدث أي أحداث تعكر هذا الحشد البشري ما يعكس الدقة المتناهية في التنظيم وكان هناك ضبط من الناحية الأمنية، وكان هناك إتقان كبير لدى المعدين لهذه الحشود، هو بلا شك بادرة لا تستطيع دول كبرى أن تضبط أقل من هذا الحجم.. مؤكدا عظمة هذه البحار والموجات المتلاطمة من البشر التي خرجت احتفاء بالمولد النبوي الشريف وفي أمن وصحة وسلام، يكشف زيف الادعاءات السعودية التي منعت الحج بسب مخاوف كورونا كما أن هذه الحشود التي خرجت أكثر مما يشهده الحج، ما يعني أن كورونا كانت ذريعة لضرب ركن من أركان الإسلام وهو حج بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلا، أن يحج الناس إلى حرم آمن (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ).
وقال الحكيمي: هذا المشهد اليمني الكبير والتاريخي يدل على أن الشعب اليمني بخروجه رد بشكل أو بآخر على الدعاوى التي تقال أو تشاع من قبل قوى الصهيونية والإمبريالية، بشأن إحلال دين جديد فيما يسمونه بالديانة الإبراهيمية، أو إبراهام، وهذه الدعوات التي تتصاعد اليوم تسعى لما يسمونه توحيد الديانات الإبراهيمية، وفي الواقع لا نعلم أن ديانة نزلت باسم الديانة الإبراهيمية، فخليل الله إبراهيم عليه السلام كان قبل الرسالات والكتب السماوية، ولكن إبراهيم كان ملة، ملة إبراهيم التي أمرنا الله أن نتبعها، وكان حنيفا مسلما وما كان من المشركين، أي أنه كان ضد الأصنام والوثنية، وكان مسلما وهو مسلم هو الوصف الإلهي لكل الديانات التوحيدية.
وأضاف: مسألة توحيد الديانات الإبراهيمية قضية كان يتم الحديث عنها منذ عقود، في أمريكا في أستراليا ومناطق أخرى، الأن بدأت بعض الدول العربية، تنشئ مراكز باسم توحيد الديانة الإبراهيمية، وهي محاولة بائسة لضرب رسالة الإسلام.. لكن هذه الحشود المليونية غير المسبوقة إنما كانت الرد الأوضح والأبلغ على هذه الدعوات والمحاولات التي كانت تريد نسف عقيدتنا من أساسها، بعد أن عجزوا طوال القرون الماضية، أن يحرفوها أو ينهوها، اليوم سوف يجري تحت هذه الدعاوى، ما يسمى بغربلة القرآن تصفية الآيات والسور التي يسمونها ما يعتبرونه عنفا أو إرهابا، لكن تلك المحاولات ستفشل، وهذا المشهد الاحتفالي ارسل رسالة واضحة لتلك القوى أن اليمنيين الذين خرجوا عن بكرة أبيهم، وبهذا الدفق المذهل من حيث الحشود الهائلة هم الذين سيردون على هذه الدعوات ومثلما يرد الشعب اليمني سترد الشعوب الإسلامية، فاليمنيون بهذا الحضور الذي أحيا مكانة وعظمة خاتم الرسالات محمد صلى عليه وآله وسلم، بادروا لفتح الطريق امام الشعوب للتعبير عن رفضها لتلك المحاولات الهدامة.
وأضاف الحكيمي: إن الدلالة الإيمانية هي التمسك بنهج محمد .. ردا على الإساءات الغربية.. هذه الحشود تؤكد أن الشعوب الإسلامية وعلى رأسها اليمن، مثلما قاومت عبر التاريخ محاولات التزييف، لا تزال هي اليوم أكثر وعيا وقدرة على المقاومة والتصدي لدعوات التغريب وحرف المسار الإسلامي عن جوهره الحقيقي، ولن تستطيع أي قوى مهما كانت أساليبها ووسائلها إجباره على ممارسات تتنافى مع عقيدته، وعندما يتعلق الأمر بالعقيدة فان الشعب اليمني سيرفض رفضا مطلقا ذلك ولو اقتضى الأمر التضحية بالنفس والولد والمال.
بشائر النصر
وحول ما يمثله المشهد الاحتفالي بالمولد النبوي من دلالة عميقة في زمن العدوان والحصار، قال الحكيمي: خروج الشعب بتلك الصورة وبذلك المشهد، دلالة واضحة على أن الشعب اليمني بات على إدراك كامل بأسرار وخفايا ما يحاك ضده من مؤامرات، تستهدف اليمن أرضا وإنسانا، ما يعني أن هذا الاحتفال عزز بشائر الخلاص ورحيل الغزاة خصوصا وقد تزامن مع الانتصارات الأخيرة التي تحققت بتصاعد كبير في البيضاء وشبوة ومارب وكما سيحدث في الغد القريب على نحو اكبر مما يحدث، مؤكدا أن الرسالة التي بعث بها هذا الاحتفال العظيم هو ان هذه الجماهير هي التي ستحسم هذه الحرب وسوف تهزم تحالف العدوان، لأنه عدوان غاشم ظالم، وليس له قضية ولا شرعية أو وجه حق.
واختتم طرحه التحليلي قائلا: إن الاحتفال بوصفه الأكبر والأضخم في تاريخ اليمن الإسلامي، يشكل أرضية التلاقي الوطني لكل أبناء المحافظات بمن فيها التي ما يزال أجزاء منها تحت سيطرة واحتلال التحالف وهذا الاحتشاد يؤكد أن الجماهير ستتحرك بلا شك نحو ثورة عارمة وانتفاضات شعبية مسنودة بالجيش واللجان إن لزم الأمر.. وسوف يرحل المحتلون جبرا كما رحل سابقهم.. وقد لا يسعفهم الأمر بالفرار بأسلحتهم، بل سيتركونها كما تركوها في المناطق التي غادروها مجبرين، وبذلك الحجم الذي أكد للعالم أن ما تملكه قوات صنعاء من أسلحة، ليست من إيران وإنما هي غنائم من جبهات المعارك، وهو ما سيكون، في الأيام القادمة حيث سيترك المحتل كل عتاده -كما حدث في أفغانستان- حيث سيغادرون تحت ضغط هبة الشعب اليمني شمالا وجنوبا وغربا وشرقا.. وسوف يتم هذا النصر بأقل مما نتصور، بفضل تضافر الجهود الشعبية.

قد يعجبك ايضا