عبد العظيم.. المبدع الذي افتقدناه في المولد

محمد اليتيم

 

 

من المعلوم أنَّ لكلِ مناسبةٍ فاكهة تخلق لها الحضو وتجلب لها الأسماع وتهوي إليها الأفئدة، كنا نسمع عن شيء اسمه (الأوبريت) وتتجه الأنظار مباشرةً إلى مهندسه الأسطوري عبدالعظيم عزالدين والذي هز به الوجدان وشنف به الأسماع كأوبريت المولد النبوي الشريف (ورفعنا لك ذكرك) 1436 والذي كان من أواخر أعماله وظل يردد على قناة المسيرة منذ ذلك العام إلى مولدنا هذا تلك التقاسيم والتوزيعات الفنية والترنمية الفريدة.
عبد العظيم عزالدين الذي يفتقده المولد ويفتقد صوته الجمهور المهووس بأعماله والشغوف بنبراته والمنتظر لهذه المناسبة ولما سيقدمه عبدالعظيم في هذه المناسبة الغالية على كل يمني حرٍ.
عبدالعظيم الذي تعرص لوعكة صحية حالت دون استمرار تصدير الأوبريتات الإنشادية التي لا تكاد تمر مناسبة إلا ونشهد أعماله تتكرر وتبث منذ أول أوبريت في مناسبة المولد حتى آخرها رغم مرور الأيام عليها. الأمر الذي يثبت حضور عبدالعظيم بقوة من خلال صوته وتفانيه في حب الرسول صلى الله عليه وآله والذي ظهر واضحاً في قوة وتأثير أوبريته المعروف بـ (ورفعنا لك ذكرك)..
عبدالعظيم عزالدين الذي أحدث ثورةً إنشادية فذة وأخرج التراث من كل مكان وطوره وأغراه وجعل من الإنشاد أسلوباً من أساليب الدعوة إلى الله تعالى يربطنا بالأمجاد والأعلام من آل البيت وشد الأنظار اليهم. وفي فترةٍ وجيزة حصل على هذا النجاح الفريد. وجعل لكل مناسبةٍ نكهتها ولونها الخاص بها. وطور التراث وأوصله إلى كل بيت..
يلتفت الجمهور يميناً وشمالاً لسماع عبدالعظيم في المولد وما سيقدمه لهم من أوبريت لكن لم يحنِ الوقت رغم اللهفة إلى سماعه…..
صحيح أن الخير موجود في الموجودين. لكن كل أعمال الموجودين تسمى لحظية ومزمنة بزمان وتنتهي بانتاء المناسبة لكن أعمال عبدالعظيم ليست كذلك، فهي تُعاد وتبث وتكرر في كل مناسبة رغم تعاقب ومرور الوقت على تسجيلها، وهذا هو السر في تلك الحنجرة الذهبية المكلومة والتي ننتظر زوال تلك السحابة عنها لتضيء شمسُها المحافل في الداخل والخارج.
في العام الماضي اكتظت منصة السبعين بأعداد كبيرة من الفرق الإنشادية وكلٌ أدلى بدلوه وما إن انتهى ذلك اليوم إلا وانتهت معه كل مشاركتهم الإنشادية!!
في الأعوام التي سبقتها كانت كل الفرق تختزل في فرقةٍ واحدةٍ ليمثلوا لوحة انشادية فريدة بأوبريت واحد يتصدره ويشرف عليه ويعده ويقدمه لهم عبدالعظيم.
حتى أن كل صوتٍ من الأصوات يختار له الكلمات والألحان المناسبة له ولهذا خُلدت أعماله بلا منافس وما إن تنته المناسبة إلا وكل الحاضرين يستعدون لتحميل ذلك الأوبريت في هواتفهم وتتفاجأ بالأطفال في اليوم الثاني أو الثالث يرددونه على ألسنتهم..
نرجو للأستاذ عبدالعظيم الشفاء العاجل والعودة سريعاً كي نرتوي من معين أعماله البديعة.

قد يعجبك ايضا