من «نصر من الله» إلى «ربيع النصر».. استعادة اليمن للسيادة خيار لا رجعة فيه

 

حق اليمن في تحرير كل شبر من تحت سيطرة العدوان ومرتزقته ثابت لا تُسقطه الجيوش المليشاوية الموازية
“الثورة ” ترصد حجم الإنجاز في معركة تحرير اليمن

في كلمته خلال إحياء ذكرى استشهاد زيد بن علي – عليهما السلام، أوضح قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي بأنَّه لا يوجد التباس في تحالف النظام السعودي مع أمريكا والكيان الصهيوني، فالعدوان على اليمن والمؤامرات على دول المنطقة تخدم أمريكا و”إسرائيل»، وحيث شدد أنه «لا يمكن أن نصمت في مواجهة الطغيان الأمريكي والإسرائيلي وأمتنا تُستباح وتُظلم من فلسطين إلى اليمن ، ولو كنّا فرَّطنا في معركتنا، لكانت القواعد الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية في صنعاء ومختلف المحافظات، وإننا: «سنحرر كل بلدنا ونستعيد كل المناطق التي احتلها تحالف العدوان، وسنواصل التصدي للعدوان، وسنضمن لبلدنا أن يكون حرًا مستقلًا لا يخضع لاحتلال أو وصاية»، مشيرًا إلى أنَّ الشعب اليمني سيكون حرًا عزيزًا وليس متسولًا عند آل سعود أو آل نهيان.
قبل ذلك وحين انطلق العدوان السعودي الأمريكي على اليمن في مارس 2015 ، كرس قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي استراتيجية النفس الطويل التي تزاوج بين الهجوم والدفاع، بادئا بتعزيز عوامل الصمود الشعبي وفق استراتيجية متعددة المسارات أهمها ترتيب الوضع الداخلي وتماسك الجبهة الداخلية ، ثم بالانتقال إلى مرحلة الهجوم بداية في العام 2019.
هذه الاستراتيجية مكنت الشعب اليمني من تعزيز عوامل الصمود بالتوازي مع الدفاع عن عواصم المحافظات الحرة على رأسها العاصمة صنعاء ، خلال السنوات الأربع الأولى 2015-2019 استطاع الشعب اليمني تشكيل خطوط دفاع متينة أمام زحوف العدوان الميدانية ، وإنهاك العدو في الآن نفسه ، لكن في السنوات الأخيرة تحولت الاستراتيجية نحو الهجوم الاستراتيجي التي تركز على تحرير المناطق التي احتلها العدوان ومرتزقته.
في كلمته 3 سبتمبر 2021 ، وبمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي عليه السلام قال قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي «سنضمن لشعبنا أن يكون حرا مستقلا لا يخضع لوصاية أجنبية تحت البند السابع أو غيره»، وأضاف في كلمته الثورية «إن الروح الثورية والتحرك الصادق لشعبنا ستصل بنا إلى وعد الله بالنصر، وسنحرر كل بلدنا ونستعيد كل المناطق التي احتلها تحالف العدوان، وسنضمن لبلدنا أن يكون حرا مستقلا لا يخضع لاحتلال أو وصاية».
المضامين نفسها أعاد قائد الثورة المباركة تأكيدها في كلمته بمناسبة العيد السابع لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر عشية العيد السابع 21 سبتمبر 2021 ، ويرى مراقبون أن السيد عبر عن استراتيجية الحرب التي يمضي بها قائد الثورة في الدفاع عن اليمن.
فما حجم الإنجاز في معركة تحرير اليمن ؟
في هذه المادة وإثر إعلان المتحدث الرسمي للقوات المسلحة يوم أمس عن عملية ربيع النصر في محافظة مارب ترصد “الثورة” أبرز عمليات القوات المسلحة لتحرير الأراضي اليمنية واستعادة سيادة اليمن على كافة الأراضي.

الثورة/ عبد القادر عثمان

فيما يبذل المرتزقة قصارى جهدهم لتمكين العدو من احتلال اليمن، تبرز قوات الثورة من أبطال الجيش واللجان الشعبية للتصدي لكل الأطماع الساعية لاحتلال البلد وإذلال الشعب وسلب كرامته.
عمليات عسكرية للقوات المسلحة في كافة الجبهات لا تتوقف، تحولت مع مرور الوقت من الدفاع إلى الهجوم الذي عجز الغزاة ومرتزقتهم عن الوقوف أمامه، وفي عشية ذكرى ميلاد الرسول الأعظم زفت قوات اليمن المسلحة هدية لأبناء اليمن تمثلت بعملية عسكرية واسعة.
عصر أمس الأحد، أعلن الناطق الرسمي للقوات المسلحة اليمنية العميد يحيى قاسم سريع عن عملية عسكرية شنتها قوات الجيش واللجان الشعبية في محافظتي شبوة ومارب، أسميت بعملية «ربيع النصر»، وكللت بتحرير مديريات: بيحان وعسيلان وعين في شبوة ومديريتي حريب والعبدية في مارب بكاملها وأجزاء واسعة من مديرية الجوبة وأجزاء من مديرية جبل مراد، بمساحة إجمالية بلغت 3200 كيلومتر مربع، وتعتبر هي العملية الأوسع التي تنفذها القوات المسلحة خلال الأعوام الماضية.
وفيما تستمر العمليات العسكرية في محافظتي شبوة ومارب بوتيرة متسارعة، يتدافع اليمنيون اليوم للاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، في 31 ساحة كبرى في كافة المحافظات الحرة بينها كذلك المديريات الحرة من محافظتي شبوة ومارب، وهنا تدفعنا المساحة المحررة في عملية ربيع النصر ، إلى استذكار كافة العمليات العسكرية التي انتهت بتحرير مناطق واسعة كانت خاضعة لقوات الاحتلال ومرتزقتهم.
عمليات استراتيجية
في الـ 21 من ديسمبر 2018، نفذ أبطال الجيش عمليةً عسكريةً هجوميةً نوعيةً ناجحةً ضدَّ مرتزقةِ العُدوانِ في مديريةِ صِرواح، تم خلالَ العمليةِ تطهيرُ وإحكامُ السيطرةِ على السلسةِ الجبليةِ الواسعةِ والمواقعِ والتبابِ التي كان العدوُّ ومرتزقتُهُ قد تقدموا فيها وسيطروا عليها خلالَ عامَي 2016 و2017، بمساحةٍ تُقدّرُ بأكثرَ من 34 كيلومتراً مربعاً.
وفي الـ 18 من مارس 2019، خرج العميد سريع في بيان موجز، أكد فيه أن القوات المسلحة نجحت في تنفيذِ عمليةٍ عسكريةٍ نوعية في جبهة الضالع جنوباً، أدت إلى تأمينِ أكثرَ من 100 موقع عسكري تصل مساحتها إلى أكثر من 139 كيلومتراً مربعاً طولاً وعرضاً في غضون 120 ساعة.
100 قرية وعشرات المواقع
وأوضح المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة في تصريح خاص لوكالة الأنباء اليمنية “سبأ” في الـ 18 من أبريل 2019، أن أبطال الجيش واللجان الشعبية نفذوا بفضل من الله عملية التفافية ناجحة على مواقع مرتزقة العدوان في ذي ناعم بمحافظة البيضاء تمكنوا خلالها من إحكام السيطرة الكاملة على جبل حلموص الاستراتيجي بالكامل وتطهير أكثر من 20 موقعاً أبرزها مواقع شبكة صباح وشبكة الدرعيا وقرية الدرعيا وقرية صلواع ومواقع موجه، موضحا أن العملية انتهت بتأمين مساحة تقدر بـ 12 كيلومتراً مربعاً.
بعد ذلك بيوم واحد فقط ظهر العميد سريع في بيان آخر يؤكد تمكن أبطالُ الجيشِ واللجانِ الشعبيةِ من تطهيرِ وتأمينِ 3 جبهاتٍ استراتيجيةٍ في الضالعِ، هي: جبهةُ العود وجبهةُ الخشبة وجبهةُ حمك، بمساحةٍ إجماليةٍ تقدر بـ 250 كيلومتراً مربعاً وتشملُ أكثرَ من 100 قريةٍ وعشراتِ المواقعِ العسكريةِ في عملية هجوميةٍ واسعة استمرت ستاً وتسعينَ ساعة.
1500 في شهر
وفي الـ 24 من أبريل 2019، قال سريع إن أبطالُ الجيشِ واللجانِ الشعبيةِ تمكنوا من تطهيرِ وتأمينِ مديريةَ الحشا في محافظةِ الضالعَ بالكامل في عمليةٍ عسكريةٍ هجوميةٍ واسعة استمرت 48 ساعةً.
مضيفا: «بهذه العمليةِ العسكريةِ أصبحت مديريةُ الحشا بمحافظةِ الضالعَ مديريةً مؤَمَّنةً بالكاملِ بمساحةٍ إجمالية تقدرُ بـ 360 كيلومتراً مربعاً، وتشملُ أكثرَ من 124 موقعاً عسكرياً وعشراتِ القرى».
«وبلغ إجمالي ما حررته القوات المسلحة خلال شهر أبريل نحو 1500 كيلومتراً مربعاً تمثل في تحرير مديريات العود والحشا وجبهات حمك والخشبة بمحافظة الضالع وتأمين مديرية ذي ناعم بمحافظة البيضاء إلى جانب تطهير وتأمين مواقع وقرى في محافظة تعز منها جبل الرضعة في الأقروض ومواقع وجبال في مديريتي مقبنة وجبل حبشي وكذا تأمين مواقع في الملاحيط بصعدة»، بحسب إحصائية للتوجيه المعنوي.
الوفاء للشهداء
وفي الـ 4 من يونيو 2019، قال يحيى سريع في بيان موجز إن أبطال الجيش واللجان الشعبية تمكنوا بعون الله من تطهير وتأمين جبهتي الصفحة والوجف بخب والشعف في محافظة الجوف بشكل كامل وصولاً إلى منطقة اليتمة في عملية عسكرية هجومية واسعة، ليصبح عدد المواقع المطهرة 26 موقعا وبمساحة إجمالية تقدر بأكثر من 40 كيلومتراً مربعاً.
وفي اليوم التالي أحكموا السيطرة على أكثر من 20 موقعا عسكريا في محور نجران في عملية عسكرية هجومية واسعة.
وقال سريع في بيان آخر بتاريخ 7 أغسطس 2019، إن أبطال الجيش واللجان الشعبية تمكنوا من تطهير وإحكام السيطرة على 37 موقعاً في خب والشعف بالجوف قبالة نجران في عملية هجومية ناجحة أطلق عليها «عملية الوفاء للشهداء».
»نصر من الله«
في الـ 28 من سبتمبر 2019، أعلن الناطق العسكري يحيى سريع عن عملية عسكرية ميدانية هي الأكبر على الأرض، في منطقة نجران (جنوبي السعودية)، أسميت بعملية نصر من الله، والتي انتهت بأسر ثلاثة ألوية ومقتل العشرات من مرتزقة تحالف العدوان وعدد من الجنود السعوديين، ونجحت خلال مرحلتيها الأولى والثانية في تحرير وتأمين 500 كيلومتر مربع كانت تحت سيطرة العدو.
البنيان المرصوص
مثلت عملية نصر من الله صدمة لقوى العدوان الذين راحوا يدّعون أنها فيلم سينمائي على طريقة الأبطال الخارقين، ولم يستوعبوا أن بوسع الجيش واللجان تسطير المعجزات من منطلق عزيمتهم التي يستمدونها من الله، ولم يستوعب تحالف العدوان صدمته ، حتى نفذ ابطال الجيش واللجان الشعبية ، عملية «البنيان المرصوص»، التي أعلنت في الـ 29 من يناير 2020، وانتهت بهزيمة 21 لواء عسكريا ، ودحر جحافل العدوان وصولا إلى مشارف الجوف.
خلال البنيان المرصوص، تمكنتْ القوات المسلحةُ من التصدي لمسارٍ عدوانيٍّ كبيرٍ كان يستهدفُ العاصمةَ صنعاءَ وشنت على إثره هجومٍاً معاكسٍاً أدى إلى تحريرِ كافةِ مناطقَ نهم وعددٍ من مُديرياتِ مُحافظتي ماربَ والجوف، بمساحةٍ إجماليةٍ تقدرُ بأكثرَ من 2500 كيلومتر مربعٍ طولاً وعرضاً.
فأمكن منهم
في الـ 17 من مارس 2020، أعلن ناطق القوات المسلحة استكمال عملية «فأمكن منهم» الكبرى، والتي انتهت بتحرير ما تبقى من محافظة الجوف بمساحة بلغت 3500 كيلومتر مربع.
في 29 يونيو 2020، أكد سريع في إيجاز صحفي استكمال قواتنا المسلحة مسنودة بالشرفاء الأحرار من أبناء محافظة البيضاء تطهير مديرية ردمان بالكامل، إضافة إلى تطهير جبهة قانية والوصول إلى مناطق ماهلية وأجزاء واسعة من مديرية العبدية بمحافظة مارب. وقال “حتى اللحظة حققت قواتنا المسلحة تقدماً مهماً وكبيراً بعد أن تمكنت من تطهير مساحة تقدر بـ 400 كيلو متر مربع من المناطق المذكورة”.
وفي الـ 18 من أغسطس 2020، ظهر العميد سريع في إيجاز صحفي يؤكد من خلاله القضاءِ على إحدى الجبهاتِ العسكريةِ الهامةِ للعدوانِ في مديريةِ ولدْ ربيع بمحافظةِ البيضاءَ والمناطقِ المجاورةِ لها، والتي كانتْ خاضعةً لمرتزقةِ العُدوانِ من الجماعاتِ التكفيريةِ والأدواتِ الاستخباريةِ الأجنبيةِ (القاعدةِ وداعش).
انتهت العملية بتحرير مساحة تقدر بـ 1000 كيلومتر مربع كانت خاضعة لعناصر ما يسمى بالقاعدة وداعش وتضم 14 معسكراً، منها ستة معسكرات لداعش وأخرى للقاعدة.
النصر المبين
بدأ العام 2021 بهدوء ما قبل العاصفة، غير أن المعارك في الميدان لم تتوقف، وفي الـ 13 من يوليو المنصرم، أعلن بيان القوات المسلحة عن عملية «النصر المبين» التي «جاءت رداً على الاعتداءِ الغاشمِ الذي قامتْ به عناصرُ الارتزاقِ والإجرامِ من داعشَ والقاعدةِ وبإسنادِ دولِ العدوانِ»، بحسب البيان الذي أكد استعادةِ كاملَ المناطقِ التي كان قد احتلها العدوُّ وكذلك تحريرَ مناطقَ واسعةً في مديرياتِ الزاهرَ والصومعةَ بمحافظةِ البيضاء تقدر مساحتها بـ 100 كيلومتر مربع.
استمرت العملية بالتوسع بعد الإعلان باتجاه مديريتي نعمان وناطع، حتى أعلنت المرحلة الثانية منها في الـ 30 من يوليو، لتكون النتيجة تحرير 500 كيلومتر مربع خلال المرحلتين.
سبتمبر التحرير والانتصار
وتزامناً مع احتفالات الشعب اليمني بعيد ثورة الـ 21 من سبتمبر، أبت القوات المسلحة إلا أن تزف البشرى لليمنيين بانتصاراتها المتتالية في كافة الجبهات، تأكيدا منها أن الثورة السبتمبرية التي رفعت شعار «الحرية والاستقلال»، وهي الضمانة الأكيدة لتحرير اليمن والحفاظ على سيادته وكرامة أبنائه.
ففي الـ 11 من سبتمبر الماضي ، تمكن الأبطال من تحرير مديريتي الرحبة وماهلية في محافظة مارب، واستطاعوا تأمين نحو 1200 كيلومتر مربع.
البأس الشديد
وفي الـ 17 من سبتمبر، أعلنت القوات المسلحة عن العملية العسكرية النوعية والواسعة في محافظة مارب «عملية البأس الشديد»، التي «استمر تنفيذها عدة أشهر وتمكنت خلالها الأبطال من تحرير ما يقارب 1600 كيلومتر مربع ونجحت في استعادة ما كان في هذه المساحة من معسكرات ومقرات للقوات المسلحة بعد أن كان قد استولى عليها الغزاة وأذنابهم من العملاء والخونة»، كما جاء في الإيجاز الصحفي للناطق العسكري.
وفي الـ 23 من سبتمبر الماضي، أعلن الناطق الرسمي للقوات المسلحة عن عملية «فجر الحرية» في محافظة مارب، التي انتهت بتحرير مساحةٍ إجمالية تقدر بـ 2700 كيلومتر مربع»، وتلتها عملية فجر الانتصار في المحافظة ذاتها، والتي انتهت بتحرير الأبطال لنحو 600 كيلومتر مربع، ليصل إجمالي ما حررته القوات المسلحة اليمنية من أراضي الوطن نحو 20023 كيلومتر مربع، ويستمر الأبطال في المضي قدما نحو تحرير ما تبقى من الأراضي اليمنية حتى تطهير آخر شبر في الوطن، وهو عهد تجدده القوات المسلحة لله وقائد الثورة والشعب الحر، كل يوم.
ويوم أمس أعلنت القوات المسلحة عملية «ربيع النصر» ، وكشفت عن تحرير أكثر من 3200 كم مربع في محافظتي مارب وشبوة ، وأكدت القوات المسلحة مواصلتها معركة التحرير الكامل لكل الأراضي اليمنية.

قد يعجبك ايضا