مهن تزدهر في المولد النبوي وتوفر فرص عمل لمئات العاطلين

الثورة / افتكار القاضي

يتلهف اليمنيون بمختلف شرائحهم ومكوناتهم وتوجهاتهم للاحتفال بالمولد النبوي الشريف- الذي يفصلنا عنه يومان فقط – بكل لهفة وشوق للخروج إلى الساحات المركزية والفرعية في  العاصمة صنعاء ومراكز المحافظات ومديرياتها .
وقد تنوعت مظاهر الاحتفال بهذه الذكرى العظيمة ، والتي بدأت منذ وقت مبكر ، سواء بالفعاليات الخطابية والثقافية أو بالمحاضرات والندوات ، كما تزينت المدن بشوارعها وبناياتها وأحيائها بحلة خضراء بهية .
وبرزت وازدهرت مهن وأعمال لم تكن موجودة أو كانت محدودة لندرة الإقبال عليها طوال العام ، ووفرت فرص عمل للمئات من العاطلين .
ومن هذه المهن التي برزت في هذه المناسبة مهنة طلاء ورش وتزيين السيارات والمركبات والدراجات النارية بمختلف إشكالها وأحجامها ، وهذه الأيام لا يكاد شارع رئيسي في أمانة العاصمة ، يخلو من وجود أشخاص يعملون  في مهنة رش السيارات وطلائها وتزيينها باللون الأخضر وعبارات الترحيب بالمولد النبوي ، على مدار الساعة , ويتصدر أسم  «محمد» ،وعبارة  « ولبيك يارسول الله» واجهات السيارات والمركبات ..
احمد حمود سنان الذي اتخذ له مكاناً في ساحة الصمود بجانب الكلية الحربية يقوم بتزيين السيارات والمركبات والموتورات منذ وقت مبكر ، بدون مقابل وإلى جانبه تسعة أشخاص يساعدونه ، حيث يعملون جميعا كخلية نحل على مدار الساعة دون كلل أو  ملل طابور طويل من السيارات والمركبات ترتص كل يوم في المكان لغرض رشها وتزيينها بالطلاء الأخضر « الرنج»  ، يقول سنان: « منذ أكثر من أسبوعين وأنا أقوم بهذا العمل والى جانبي  تسعة عمال، ثلاثة منهم مصممون ، حيث نتولى طلاء ورش السيارات باللون الأخضر وبالعبارات الترحيبية احتفاء بقدوم المولد النبوي الشريف ، مجاناً وبدون أي مقابل .
ويبدأ سنان ورفاقه عملهم منذ الصباح الباكر وحتى الثانية بعد منتصف الليل ويؤدونه بكل إتقان ولا يحصلون على أي أجر وهم راضون كل الرضا ، حباً لرسول الله ، واشتياقاً لمولد سيد الخلق. ويحصلون على ثمن الطلاء ومستلزماتها ، عن طريق التبرعات ومن فاعلي الخير  . ويتم يومياً طلاء عشرات السيارات والمركبات بمختلف أنواعها , ويقول: « تتقاطر كل يوم الكثير من السيارات والدراجات النارية والشاحنات الكبيرة وغيرها. والأكثر إقبالا السيارات المدنية ويكون الطلاء بأشكال مختلفة كلٌّ على حسب طلبه ورغبته .
محمد عبد الله هو الآخر لديه “ترمبة” تزيين ورش ، يعمل الى جانب ثلاثة من رفاقه منذ عشرة أيام في تزيين السيارات ورشها باللون الأخضر الزاهي, كل يوم من الصباح وحتى منتصف الليل ، ويتقاضى بين (1000- 2000) ريال عن كل سيارة ، وقد تزيد أو تقل ، بحسب كمية الرش ، والمساحة المطلوب رشها ، وكل بحسب ما يجود به ، ومن ليس لديه نقود ويرغب برش سيارته نلبي رغبته مجاناً، حباً في رسول الله وفي ذكرى مولده الشريف, ويؤكد أن إقبال أصحاب السيارات يتزايد كل يوم .
وكما هو الحال بالنسبة لسنان ومحمد .. هناك عشرات الأشخاص بل المئات على امتداد شوارع وساحات العاصمة ومختلف المحافظات يشتغلون هذه الأيام بمهنة  رش وتزيين سيارات ومركبات المواطنين بمختلف أشكالها وأنواعها احتفاء  بالمولد النبوي الشريف ، وشغفاً وحبا برسول الله  ورحمته المهداة للعالمين .
محلات الأقمشة والخياطة والكهرباء ومكتبات الأدوات المدرسية والزينة هي الأخرى تشهد هذه الأيام إقبالا كثيفا من قبل المواطنين لشراء الأقمشة ذات الألوان الخضراء والبيضاء بأحجام ومقاسات مختلفة لتزيين منازلهم وشوارعهم ابتهاجا بقدوم المولد النبوي الشريف ، وتصميم وتخييط الأعلام والشيلان والقبعات الخضراء والبيضاء ونقش اسم « محمد» وعبارة “ولبيك يارسول الله” عليها.
سعاد عبد الله.. تمتلك ماكينة خياطة في منزلها وقامت بتصميم وتخييط أكثر من 500 شال باللون الأخضر الفاتح والغامق خلال الأيام القليلة الماضية ، وعلى طرفي كل شال اسم « محمد» باللون الأبيض ، اختفاء بالمولد النبوي الشريف ، وتترواح قيمة الشال بين «500-1000» ريال ، حسب التصميم ونوعية وجودة القماش .ولا تزال مستمرة في تجهيز المزيد من هذه الشيلان .
طارق الوصابي صاحب مكتبة وأدوات تجميل، يقوم ببيع أدوات الزينة  الكهرباية الخضراء واللوحات المضيئة ، بأشكال ومقاسات مختلفة ، وكذلك البالونات الخضراء والبيضاء ، وتشهد مكتبته إقبالا كبيرا هذه الأيام من قبل المواطنين رجالا ونساء وأطفالا . ويبلغ سعر المتر الواحد من الزينة الكهربائية كما يقول 1500 ريال . ويبيع بأعداد وكميات كبيرة منها كل يوم . ويؤكد أن الإقبال على شراء أدوات الزينة احتفالا بالمولد النبوي يتزايد بشكل كبير منذ أسبوع .